IMLebanon

قبلان للسياسيين: بادروا سريعًا قبل أن نبكي على لبنان

لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في كلمة خلال حفل تأبيني في بلدة ميس الجبل إلى أن “هناك 47 مليون طفل يموتون سنويا بسبب حاجتهم لدواء لا يزيد عن دولار واحد، وهناك أكثر من 1.6 مليار إنسان يعيشون ببيوت التنك ضمن أسوأ خدمات معيشية واجتماعية وسط عالم ينوء بالخيال التقني إلا أنه غارق بالأنانية والفردية والظلم الإجتماعي. هناك مجموع شركات عالمية لا تزيد عن 200 شركة عالمية تملك 45 في المئة من الأصول المالية للعالم فيما يعيش أكثر من ملياري إنسان على أقل من دولار واحد كل يوم”.

وتابع: “فيما يحتاج أكثر من 2.6 مليار إنسان إلى الحد الأدنى من الخدمات الطبية ينفق العالم أكثر من تريليون دولار ليلة رأس السنة على زمامير السهر. وفيما يموت 60 مليون إنسان سنويا لأسباب لها علاقة بالجوع ينفق أقل من 60 ألف شخص أكثر من تريليون دولار على ألعاب القمار. وفيما يحتاج أكثر من 3 مليار إنسان لمياه صحية ضرورية (خاصة للأطفال) تنفق واشنطن وحدها أكثر من 30 تريليون دولار على تطوير السلاح الفتاك”.

أضاف: “التجربة اللبنانية في هذه الأيام شبيهة بالنزعة العالمية ووحشية النزعة الفردية، بدءا من تجار المواد الغذائية والمولدات والمحروقات وأصحاب المدارس والدواء والإستشفاء وصولا للنزعة المالية السياسية التي كشفت البلد عن أسوأ سرقة واحتكار ونهب للبلد”.

وتابع: “للأسف نحن أمام كارثة لا حد لها، والحل بالعودة إلى الله على طريقة التعاون والتضامن الوطني والشامل، وإلا فإن البلد أمام سقوط تاريخي مدو، واليوم المصرف المركزي يخسر العملات الصعبة بسرعة، والإقتصاد منهار، والنمو معدوم، وأكثر من نصف القوة العاملة بلا عمل، والإنقسام السياسي عامودي، والخيارات الوطنية بلا قدرات حاسمة بسبب الإنقسام السياسي الخطير، وهذا يعني: شلل ودمار لمشروع الدولة، فيما لا سقف لارتفاع الدولار، ولا قعر لانهيار الليرة، وسط كارثة اجتماعية وبطالة وتضخم وجرائم وسقوط سريع يضع البلد أمام أسوأ مصير مجهول”.

وقال: “البلد بوضعية محلية ودولية وإقليمية معقدة، والعالم بلا عواطف، وصندوق النقد ليس مفصولا عن السياسة، وبيع قطاع الكهرباء والإتصالات وأصول الدولة يضعنا أمام بالوعة جديدة”.

وأقول للقوى السياسية: “بادروا سريعاً قبل أن نبكي على لبنان، بادروا لحكومة وفاق وطني قادرة على أخذ قرارات مصيرية بخلفية إنقاذ مشروع الدولة واستعادة سوق العمل وحماية اليد العاملة اللبنانية، لأن الدولة بلا سوق عمل لبنانية دولة عمياء، والدولة التي تنتظر ضمير الغرب ستصبح أطلالا قبل أن يستيقظ ضميره، والدولة التي ترفع الخبز والمحروقات والإتصالات والكهرباء والغذاء والإستشفاء والدواء دون رفع الأجور واستنهاض الاقتصاد وحماية اليد العاملة سيأكل الدود جيفتها، لذلك الحل الجبري يكمن بحكومة وفاق وطني قادرة على تمرير عروضات فيها مصالح لبنان”.