IMLebanon

باخرة التنقيب تضع لبنان على صفيح المنطقة الساخن

كتب منير الربيع في “المدن”:

تشهد منطقة الشرق الأوسط تجمعاً وتلبداً للكثير من الغيوم. الإنسداد في آفاق التفاوض حول الإتفاق النووي. عدم تحقيق تقدم في المفاوضات الإيرانية -السعودية. محاولات تحسين العلاقات السعودية الأميركية. مناورات عسكرية إسرائيلية على حدود الجنوب. مناورات جوية في قبرص. تتكثف الأحداث لتؤشر إلى أن المنطقة تشهد مرحلة جديدة من مراحل تجميع الاوراق، ما قد يفتح المنطقة على سيناريوهات خطرة أو متفجرة. يضاف إلى ذلك العمليات الأمنية التي تستمر اسرائيل بالقيام بها في داخل إيران وتنفيذ أربع اغتيالات بحق ضباط أساسيين في الحرس الثوري الإيراني وفي مشروع تطوير الصواريخ الإيرانية.

ترقب “حزب الله”

يقف لبنان على مفترق الترقب. “حزب الله” ألزم نفسه بموقف يوجبه منع إسرائيل من التنقيب عن النفط في المنطقة التي يعتبرها متنازع عليها. عملية تثبيت الباخرة وصولاً إلى البدء بالحفر والتنقيب تحتاج إلى ثلاثة أشهر. من غير المعروف بعد كيف سيتعاطى حزب الله مع الموضوع. هل سيكون الضغط سياسياً بهدف دفع رئيس الجمهورية والحكومة إلى إرسال رسالة جديدة لتعديل المرسوم 6433 واعتماد الخط 29 لصالح لبنان بدلاً من الخط 23؟ هذا الأمر وحده سيحيل المسألة إلى منطقة التنازع باعتراف الأمم المتحدة، وهو يوجب إسرائيل على وقف أي عمليات فيها. يندرج في هذا السياق احتمال آخر، وهو أن يتحرك المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين سريعاً باتجاه لبنان للبحث عن صيغة ترضي الطرفين.

تفجير المنطقة

“حزب الله” لا يزال يترقب. يقف خلف الدولة اللبنانية، ولكن بحال عدم اتخاذها أي موقف جدّي، فإنه قد يلجأ لما يراه مناسباً خصوصاً إذا ما تخطت باخرة الحفر المنطقة المتنازع عليها. هي حركة قابلة لتفجير المنطقة، على وقع الإنسداد الإقليمي. وفيما يعتبر لبنان أن منطقة الخط 29 هي المنطقة المتنازع عليها، بالنسبة لإسرائيل فإن المنطقة المتنازع عليها هي المنطقة التي حددها فريدريك هوف، اي ما بعد الخطّ 23 باتجاه الشمال.

جهوزية “حزب الله”

لا يخفي “حزب الله” قدراته البحرية وجهوزيته للتصدي لأي محاولات من هذا النوع. يتم استذكار إعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله خلال حرب تموز عن استهداف البارجة العسكرية الإسرائيلية في عرض البحر. حينها أظهر حزب الله قدرة عسكرية صاروخية بحرية مفاجئة للجميع. وقبل فترة أعلن “حزب الله” أنه يمتلك المزيد من المفاجآت في هذا الصدد. كذلك فعل الإسرائيليون قبل سنوات حين أعلنوا أن “حزب الله” عمل على تطوير وتعزيز قدراته الصاروخية البحرية. وتعتبر إسرائيل أن الحزب يمتلك منصات ومواقع لصواريخ بحرية بالقرب من مطار بيروت وفي منطقة الأوزاعي، وهي المنطقة التي انطلق منها الصاروخ في العام 2006 وأصاب البارجة الإسرائيلية. هذه الصواريخ لها مهمة أساسية في حماية بيروت بحرياً والضاحية الجنوبية تحديداً. ولكن أيضاً هناك قدرات بحرية لدى الحزب في الجنوب، وسبق وأعلن “حزب الله” قدرته على الدخول في مواجهة بحرية مع إسرائيل. كما لا يمكن اغفال قدرة الحزب على تسيير طائرات مسيرة فوق البحر. وقد حصلت تجربة سابقاً من خلال إطلاق طائرة مسيرة من الناقورة باتجاه الأجواء المحتلة وعادت بسلام.