IMLebanon

أزمة كاريش تابع… عون يهدّد ولا يوقّع!

جاء في “نداء الوطن”:

في ما بدا أنه هجوم دفاعي عن حقوقه البحرية، خطا لبنان الرسمي خطوة متأخرة، محاولاً امتصاص الغضب السياسي والشعبي على تقصيره وتلكّؤه في تثبيت حقوقه الوطنية في الثروة النفطية، لكن من دون أن تبلغ خطوته بعد توقيع تعديل المرسوم 6433.

ففي انتظار أن تبدأ سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسالEnergean power قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها عملها، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس التطورات المتصلة بالتحركات البحرية التي تقوم بها السفينة. وفي هذا الإطار تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «تم خلاله التداول في الخطوات الواجب اتباعها لمواجهة المحاولات الإسرائيلية لافتعال أوضاع تؤدي الى توتر في المنطقة البحرية الحدودية»، حسبما أفاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، مشيراً الى أن الرئيسين توافقا «على دعوة الوسيط الأميركي عن موضوع المفاوضات السفير آموس هوكشتاين للمجيء الى بيروت والبحث في استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية التي كانت توقفت قبل مدة، والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن». ونقل المكتب عن الرئيسين اعتبارهما «بأن تحريك المفاوضات من جديد يمنع حصول أي تصعيد يسيء الى الاستقرار في المنطقة»، معلناً انه تم الاتفاق أيضاً «على سلسلة خطوات ديبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة للتأكيد على موقف لبنان المتمسك بحقوقه وثروته البحرية».

وذكّر المكتب بأن الرئيس عون «كان أكد أن أي أعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج تقوم بها إسرائيل في المناطق المتنازع عليها، تشكل عملاً عدوانياً من شأنه تهديد السلم والأمن الدولييين».

مكتب ميقاتي

من جهته، أصدر المكتب الإعلامي لميقاتي بياناً ذكر فيه أن رئيس الجمهورية بحث معه أمس في الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة محاولات العدو الاسرائيلي توتير الأوضاع على الحدود البحرية الجنوبية. وقد توافقا «على دعوة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للحضور الى بيروت للبحث في مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، وذلك لمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار التي تعيشها المنطقة».

وبحسب البيان «تقرر القيام بسلسلة اتصالات ديبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لشرح موقف لبنان، ولتأكيد تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، واعتبار أن أي أعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج تقوم بها إسرائيل في المناطق المتنازع عليها، تشكل استفزازاً وعملاً عدوانياً يهدد السلم والأمن الدوليين، وتعرقل التفاوض حول الحدود البحرية التي تتم بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، وفق ما ورد في المراسلات اللبنانية إلى الأمم المتحدة والمسجلة رسمياً».

وزير الخارجية

وتحرّك وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالله بو حبيب باتجاه عين التينة واعتبر بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري «أن مجيء السفينة اليونانية الى حقل كاريش يمثل تحدياً قوياً لنا خاصة أنه لا ترسيم للحدود بعد وليس معلوماً إذا ما كان الحفر هو في الحدود الفلسطينية المحتلة أو في الحدود اللبنانية المختلف عليها. لذلك سبب الفوضى هذه أن الوسيط الأميركي لا يأتي وإذا ما أراد الأميركيون أن يكونوا وسطاء، فعلى الوسيط الأميركي أن يكون هنا، ويجب أن يأتي ويقوم بزيارات مكوكية من أجل التوصل الى اتفاق ومن ثم كل واحد يعرف أين هي حدوده وكل واحد يعمل ضمن هذه الحدود».

وعن موعد زيارة هوكشتاين أجاب بو حبيب:» لم أتبلغ بموعد الزيارة».

وعما إذا كان هناك من خطوات لبنانية يجب أن تتخذ لوقف الاحتلال عند حده، أجاب بو حبيب: «لا نريد أن نعمل حرباً والسفينة لا تعني انه بات لديهم الحق لكن هناك فوضى في المنطقة وفي لبنان وهي غير مقبولة وخلال هذين اليومين يجب أن نعرف ماذا سيفعل الاميركيون». ونفى «أن يكون لبنان قد قدم ضمانات للشركة اليونانية».

وعن توقيع المرسوم 6433 والعوائق التي تحول دون التوقيع طالما هناك إجماع وطني على ذلك، قال بو حبيب:» وزارة الخارجية ليس لديها مهندسون. الاتفاق يجب أن يكون بين الرؤساء الثلاثة والتواصل قد بدأ مع الوسيط الاميركي».

غياب «حزب الله»

في ظل كل هذه المعمعة وهذا التخبط سجلت جهات متابعة غياب أمين عام «حزب الله» عن إصدار أي موقف حاسم ولعله ينتظر تبلور الصيغة التي على أساسها سيتكون موقف السلطة الرسمية كما قال نائبه الشيخ نعيم قاسم في مقابلة مع «رويترز» أكد فيها أنه «عندما تقول الدولة اللبنانية إن الإسرائيلي يعتدي على مياهنا ونفطنا، نحن حاضرون أن نقوم بمساهمتنا في الضغط والردع واستخدام الوسائل المناسبة بما فيها القوة لمنع إسرائيل من أن تعتدي على مياهنا ونفطنا».

وقال: «المسألة تتطلب قراراً حاسماً ورأياً حاسماً من الدولة اللبنانية، فهل هذه الباخرة تعمل في منطقة متنازع عليها أم لا؟ وهل حسمت الدولة مسألة الحدود وخط التفاوض أم لا؟».

ولكن يبدو أن لا قرار لدى السلطة إلا باستعادة دور الوسيط الأميركي الذي كان الأمين العام لـ»حزب الله» اتهمه بأنه يعمل لمصلحة إسرائيل مع العلم أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب هو الذي يتولى التواصل معه. مع أن هوكشتاين لا يزال ينتظر رداً لبنانياً رسمياً على المقترحات المكتوبة التي عاد بها من إسرائيل وقيل وقتها إنه وضع خطاً بحرياً متعرجاً يعطي إسرائيل حقل كاريش ولبنان حقل قانا.