IMLebanon

هل تكسر زيارة هوكشتاين المراوحة القاتلة؟

كتب منير الربيع في “المدن”:

لبنان في انتظار هوكتشاين. ما سيحمله الرجل وما سيأخذه من المسؤولين لا يبدو أنه سيكون مختلفاً عن كل ما سبق. بمعزل عن التفاصيل حول آلية الردّ وشكله، يبقى الأساس هو المضمون. في الإجتماع الذي عقد بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي جرى اتفاق على مطالبة هوكشتاين باستمرار مساعيه للعودة إلى المفاوضات. الجميع لا يزال عند نقطة أن الخط 29 هو خط تفاوضي للحصول على الخط 23 بالإضافة إلى حقل قانا. تأخذ معادلة قانا مقابل كاريش بعداً أكثر جدية بعد مواقف رئيس الجمهورية وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

النروج على خط التفاوض

في هذا الإطار، تكشف مصادر متابعة أن ثمة أطرافاً دولية متعددة دخلت على خطّ التهدئة والبحث عن الوصول إلى حلّ، تتبنى هذه الأطراف وجهة نظر قانا مقابل كاريش. وتشير المصادر إلى أن دولة النروج هي إحدى أبرز الدول العاملة على خطّ التفاوض غير المباشر في هذه المرحلة. وتضيف المصادر أن النروج من أبرز الدول المتقدمة والأكثر تطوراً في تحديد حقول الغاز والعمل على استخراجه، ومنذ سنوات كان هناك سعي نروجي للتقدم إلى المناقصات ولا يزال هذا المسعى قائماً في أي دورة تراخيص جديدة. تعمل النروج منذ أيام على التواصل بين قوى دولية متعددة لتكريس معادلة قانا مقابل كاريش. من غير المعروف آلية الحلّ الذي تطرحه النروج وإذا كان يتضمن لاحقاً خروجاً عن مسألة الخطوط وصراعاتها والتركيز على مسألة الحقول، وبالتالي تتولى الشركات النروجية العمل على التنقيب والإستخراج من الحقول اللبنانية.

تنافس الشركات والدول

يظهر، كذلك، اهتمام أميركي استثنائي بملف الغاز في المياه اللبنانية، هذا الإهتمام لا يقتصر على المساعي لإنجاز ملف الترسيم، بل أيضاً يتعلق بإدخال شركات أميركية للعمل في التنقيب والإستخراج. وبحسب المعلومات فإن شركتي شيفرون وإيكسون موبيل تجريان الدراسات اللازمة للتقدم إلى المناقصات المقبلة، خصوصاً أن هناك تقديرات تفيد بأن الشركات الأميركية هي التي ستركز على العمل في المياه اللبنانية لمجموعة إعتبارات أبرزها التماس مع إسرائيل.

الأسباب السياسية والإستراتيجية، ستكون عاملاً مؤثراً إلى حدود بعيدة بمصير الشركات التي ستعمل في المياه اللبنانية. وهو ما تعرفه فرنسا جيدا، والتي كانت تسعى قبل فترة إلى إعادة تجديد المفاوضات بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية. وقد سعت باريس إلى حث هوكشتاين على تفعيل مبادرته قبل وصول باخرة شركة انرجين باور إلى حقل كاريش. هنا ثمة من يعتبر أن فرنسا قد تكون خاسرة من جراء التطورات الحاصلة، وقد يكون الكونسورتيوم النفطي المؤلف من ثلاث شركات توتال الفرنسية، نوفاتيك الروسية، إيني الإيطالية الخاسر في المرحلة المقبلة، من دون اغفال الضغوط الأميركية على هذه الشركات، وأبرزها أيضاً الضغط على شركة توتال الفرنسية بسبب شراكتها مع نوفاتيك الروسية والتي تتعرض لعقوبات من قبل واشنطن.

سيناريوهات متعددة

بعيداً عن الجوانب التقنية، سيكون لبنان أمام سيناريوهات متعددة ما بعد زيارة هوكشتاين، إما الوصول إلى صيغة تفاهم على الخطّ 23 مع حقل قانا، وهذه تحتاج إلى مقومات داخلية وإقليمية تسهم في إرساء الإتفاق والسماح ببدء عمليات التنقيب. وإما استمرار الخلاف والمراوحة بينما تستمر إسرائيل بعمليات الإستخراج، فيبقى لبنان في موقع الخاسر والمتأخر. ويبقى السيناريو الثالث، وهو لجوء لبنان إلى التصعيد السياسي والتقني بتعديل المرسوم، أو التصعيد العسكري من قبل حزب الله بناء على التهديدات التي أطلقها نصر الله سابقاً في حال لم يتوقف عمل الباخرة في حقل كاريش. إحتمالية هذا السيناريو ضئيلة، كما هو الحال بالنسبة إلى الأول، فيما المرجح أن تستمر المراوحة القاتلة.