IMLebanon

نصار: ندعو الخليجيين الى “بلدهم الثاني”

كتبت أنديرا مطر في “القبس الكويتية”:

على وقع اليوميات اللبنانية المزدحمة بالهموم، وعشية استحقاقات سياسية شائكة يتحضّر لها لبنان، تتهيأ بلاد الأرز لموسم سياحي واعد خلال هذا الصيف، يؤمل منه أن يضخ الحياة ولو مؤقتاً في الاقتصاد اللبناني، مع توقعات بقدوم نحو مليون و200 ألف شخص، أغلبيتهم من المغتربين.

ومن مطار بيروت، أطلق وزير السياحة وليد نصار حملة الوزارة لصيف 2022 تحت عنوان «أهلاً بهالطلة»، داعياً السياح المغتربين اللبنانيين للقدوم إلى بلدهم، على أن تشمل الحملة كل المناطق اللبنانية عبر شعارات الترحيب ومُلصقات صوَر من لبنان.

وحل شعارا «أهلاً بهالطلة» و«مشتاق للبنان كل هالصيفية» مكان شعارات «الثورة الإسلامية» وصور قاسم سليماني المرفوعة على طريق المطار. وكان نصار قد طلب في وقت سابق من الإدارة الإعلامية لـ«حزب الله» و«حركة أمل» تخفيف الصور والشعارات الحزبية المنتشرة على طريق المطار واستبدال صور عن جمال لبنان وأماكنه الطبيعية بها.

وفي اتصال مع القبس، دعا الوزير نصار السياح الخليجيين للمجيء الى لبنان «بلدهم الثاني»، مذكراً بأن إعادة العلاقات الطبيعية مع الدول الخليجية كانت بنداً أساسياً في البيان الوزاري لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

وقلل نصار من وطأة المشاكل اليومية من عتمة وأزمة محروقات وغيرها، «فالمشاريع السياحية تعمل بصورة طبيعية، وهذه المشاكل يجب ألا تثنينا عن إنجاح الموسم السياحي».

ولا تقتصر حملة وزارة السياحة على الملصقات التي من شأنها بث أجواء إيجابية في البلد بدلاً من التشنج والمناكفات، وإنما ستستتبع برزمة إجراءات أعدتها الوزارة، ستنجز خلال أسبوعين «على أمل أن يبقى الاستقرار الأمني والسياسي سائداً».

ولفت نصار إلى أن الوزارة تدعم بيوت الضيافة والمقاهي والفنادق، وهي طلبت من المؤسسات السياحية أن تسعر بالدولار على أن تكون الفاتورة بالليرة اللبنانية، أي أن المواطن اللبناني صاحب المدخول بالليرة اللبنانية أو الوافد الذي لديه عملة صعبة يدفع بالليرة اللبنانية، ويمكنه بالتالي مقارنة التكلفة مع دول أخرى، كما يمكن للوزارة أن تضبط الأسعار وتراقبها.

«علبنان لاقونا..»

وعلى الرغم من تفاقم الأزمات المعيشية من العتمة الشاملة، وجنون أسعار المحروقات، وتردي مستوى الخدمات كلها، فلا يزال لبنان وجهة سياحية مفضلة للكثير من السياح الأجانب والعرب، وبالدرجة الأولى مقصداً لا بد منه لأبنائه المنتشرين في كل أقطاب العالم.

وتعوّل المؤسسات السياحية على مجيء نحو مليون و200 ألف شخص معظمهم من المغتربين اللبنانيين، وفق بيان رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر، الذي اعتبر أن هذا العدد يمكِّن لبنان من «التقاط أنفاسه خلال فصل الصيف».

ويتوقع المعنيون أن تصل عائدات الموسم السياحي إلى ما بين 3 و4 مليارات دولار- بما يساوي قيمة القرض الذي وافق عليه صندوق النقد الدولي – «أهميتها أنّها تتوزع على الكثير من القطاعات، وتنشّط حركة التجارة والصناعة والنقل، إضافة إلى المطاعم والفنادق».

حجوزات مكتملة

حجوزات الطيران والفنادق من مختلف دول العالم من مطلع تموز وحتى أيلول المقبل اكتملت. وحتى بيوت الضيافة التي باتت تنتشر في مختلف المناطق والبلدات باتت شبه مكتملة الحجوزات. فبسبب أزمة الكهرباء وحرمان المنازل من التكييف في لهيب الصيف، فضّل كثير من المغتربين الإقامة في الفنادق.

وبحسب نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، سيحط يومياً في مطار بيروت «نحو 110 طائرات تقل كل منها بين 150 و160 راكباً، ما يعني وصول نحو 17 ألف شخص يومياً، وذلك على مدى ثلاثة أشهر»، بارتفاع ملحوظ بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بحيث لم يتعدَّ عدد الوافدين 12 ألفاً يومياً.

وبالنسبة إلى جنسيات الوافدين، فإن القسم الأكبر منهم هي للبنانيين المغتربين، لا سيما من دول خليجية، على رأسها السعودية والإمارات. ومن بلدان أوروبية، خصوصاً فرنسا وإنكلترا، كون هاتين الدولتين ممرين لمغتربي أميركا وكندا. أما السياح، فأغلبيتهم من العرب، معظمهم عراقيون ومصريون وأردنيون.

مواكبة إعلامية

وفي إطار مواكبة الحركة السياحية إعلامياً، تسلّط قناة إل بي سي الضوء في نشراتها الإخبارية المسائية على منطقة سياحية معينة لتعريف السياح على جمال معالمها وأنشطتها السياحية. ويكتشف المواطن القابع في منزله والمحروم من النزهات الأسبوعية مناظر خلابة تضاهي في سحرها أجمل مدن العالم.

وبالإضافة إلى المناطق الغنية عن التعريف سياحياً، من ست الدنيا بيروت، وصيدا وصور التاريخيتين، وبعلبك مدينة الشمس، وبيبلوس المصنفة على لائحة التراث العالمي منذ عام 1984 من قبل منظمة اليونيسكو، إلى طرابلس الزاخرة بآثارها الفاطمية والعثمانية والصليبية، وغابات الأرز في بشري والشوف، فقد دخلت في السنوات الأخيرة مناطق أخرى على خط المنافسة، مثل مدينة البترون شمال لبنان، وفقرا في كسروان، وتعنايل في البقاع.

وشجع الاستثمار السياحي على انتشار بيوت الضيافة في القرى والبلدات النائية، وهذه البيوت باتت مقصداً للسياح الأجانب ولأبناء البلد ممن يرغبون في قضاء أوقات هانئة في الطبيعة بعيداً عن ضجيج المدن وزحمتها. ومن هذه البيوت يبرز «بيت دوما» في بلدة دوما الشمالية، وهو بيت تراثي قديم تم ترميمه في القرن التاسع عشر، ويتميز بواجهته الحجرية ونوافذه المقوّسة الطويلة وأسقفه المقببة. و«دار ليندا» في منطقة الشوف، ويطل على منظر طبيعي رائع للوديان المحيطة بالمكان. و«بيت جدي» في بلدة المتين المتنية الذي يفوق عمره المئة عام.