IMLebanon

الراعي يعدّ لكتلة نيابية داعمة للحياد

كتب منير الربيع في “الجريدة” الكويتية:

جددت البطريركية المارونية، بعد سينودوس للأساقفة خصص لوضع ملامح خطة إنقاذية للمرحلة المقبلة، الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، هدفه إنقاذ لبنان بإعلانه بلداً للحياد الناشط، لقناعة لدى البطريرك بشارة الراعي بأن حياد لبنان ضمان وحدته وتموضعه التاريخي في هذه المرحلة المليئة بمتغيرات الجغرافيا السياسية.

وطالب السينودوس باستكمال تطبيق الدستور في بنود اللامركزية الإدارية الموسعة، واحترام استقلالية القضاء وتحصينه ضد التدخلات السياسية، وفصل السلطات لتستقيم الأمور، وأكد التمسك بالثوابت الوطنية: العيش المشترك، والميثاق الوطني، والصيغة التشاركية بين المكونات اللبنانية في النظام السياسي وتطبيقها تطبيقا سليماً، إضافة إلى العمل على بناء دولة حديثة بكل مقوماتها، أي دولة وطنية لبنانية جامعة، دولة قانون وعدالة ومشاركة، ودولة مواطنة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.

تتصرف بكركي كحامية لدولة لبنان ولهذه الصيغة الفريدة في الشرق، ينطلق البطريرك الراعي في طروحاته إلى ضرورة تعزيز العلاقات الدولية والعربية للبنان، انسجاماً مع وثيقة الأخوة الإنسانية بين بابا الفاتيكان فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب والتي تركز على التعايش الإسلامي – المسيحي، واندماج المسيحيين في دولهم خارج أي طروحات تقسيمية. يرفع الراعي الصوت على مسافة أشهر من استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، وهو يدعو إلى تشكيل حكومة كي لا يبقى لبنان في حالة تصريف أعمال تؤدي إلى تعطيل الاستحقاق الرئاسي.

وتشير مصادر كنسية إلى أن البطريرك الراعي سيكثف حركته الداخلية والخارجية في محاولة منه لتحصين لبنان وإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، وإبعاد البلاد عن سياسة المحاور، وفي هذا الإطار تكشف المعلومات عن التحضير لتشكيل كتلة نيابية واسعة مؤيدة لمبدأ الحياد، وستعقد هذه الكتلة اجتماعات في بكركي للإعلان عن تأييدها لهذا المبدأ وتعمل على تفعيله.

لا تبدو حركة بكركي وحدها أو منفصلة عن غيرها من تحركات، وهنا لا بد من الإشارة إلى التكامل في الرؤية بين بكركي والمملكة العربية السعودية التي تريد الحفاظ على لبنان ودعم الدولة ومؤسساتها، وهذا يظهر أيضاً من خلال نشاط السفير السعودي في لبنان وليد البخاري لتوحيد الجهود على الساحة السنية أيضاً لإعادة خلق هذا النوع من الثنائية المسيحية – السنية التي من شأنها تعزيز وضع الدولة في لبنان، كما كان الوضع في فترة الاستقلال، وكما حصل مع بعض الطوائف من خلال التكامل والتلاقي بين السنّة والبطريركية المارونية ما دفع بلبنان إلى الدخول في حقبة جديدة من الاستقرار والازدهار.