IMLebanon

في لبنان: 100 إصابة يومياً باللحوم الملوّثة!

جاء في “اللواء”:

عاناة جديدة تُضاف إلى سجل المواطن اللبناني، وهذه المرّة في مأكله، مع انتشار اللحوم الفاسدة الملوّثة بالبكتيريا في الأسواق اللبنانية، متسبّباً بحالات تسمّم تجاوزت الـ 100 حالة في اليوم، وهو رقم تصنّفه منظمة الصحة العالمية بأنّه «يتجاوز الخط الأحمر صحيّاً»، لأنّ معدّله الشهري 3 آلاف حالة، ما يعني الوضع غير طبيعي.

وآخر حلقات مسلسل «الفظائع» المرتكبة بحق اللبنانيين هو ما أعلنت عنه وزارة الصحة العامة عن «تسجيل 50 حالة تسمم غذائي في منطقة البقاع، جرّاء أكل اللحوم النيئة، بعد فحص اللحوم في 4 ملاحم موزّعة في سعدنايل والرياق وملحمتين في راشيا، وبيّنت نتائج الفحوصات أنّ اللحوم التي تبيعها هذه الملاحم ملوّثة. لذا، قامت مصلحة الصحة في البقاع، بإقفال الملاحم الأربع بالشمع الأحمر، بعد أخذ الإشارة من المدعي العام».

«تجار الاستغلال» ينشطون في المناطق الاكثر فقرا من لبنان لتسويق بضائعهم الفاسدة، مستغلين الضائقة المالية للمواطنين، الذين يدفعون ثمنها من «اللحم الحي» نتيجة الوضع الاقتصادي المتردّي، ويقومون بتسويق بضائعهم على أساس أنّها آتية من المسلخ.
اللحم الهندي المسموم

وفي هذا الإطار، كشف مصدر متابع عن أنّ «اللحم الهندي المُثلّج يتصدر انواع اللحوم المستوردة، والغش بالملاحم ونقاط بيع اللحوم هو الاساس، حيث بات الغالب من الملاحم يعتمد بشكل كبير بيعه، و يبلغ سعر الرول من اللحم الهندي 2.70 دولار في حين ان سعر اللحم البقر والغنم الطازج بين 6 و8 دولارات»، لافتا إلى أنّ «لبنان يستورد الابقار الحية بشكل رئيسي من البرازيل وتوسعت عملية الاستيراد، لكي تشمل الهند وكولومبيا والاورغواي وعدد قليل من فرنسا والمانيا وهولندا يتراوح بين 700 و 3000 رأس سنويا لكن اسعارها بالسوق اغلى من اللحوم المستوردة من اميركا اللاتينية والهند، اما الاغنام فيتم استيرادها بشكل رئيسي من سوريا وجورجيا واستراليا وتقدر بحوالي 5000 رأس سنويا».

وأوضح المصدر أنّ «الرقابة على عمليات استيراد اللحوم هي من مهام وزارة الزراعة، والرقابة من مهام جمعية حماية المستهلك، والطريقة في بيع اللحوم من مهام مجالس البلديات في المدن والمناطق»، مؤكداً أنّ «الشروط الصحية لحفظ اللحوم، تملي الا يبقى خارج التبريد لمدة وتزيد عن ساعتين، وهو متعذر حاليا مع انقطاع الكهرباء، وفي حال بقائه كذلك تبدأ الحراثيم بالتكاثر فيه..من هنا تأتي الامراض»، ومشيراً إلى أنّ «المستشفيات خصوصا في المناطق النائية، شهدت حركة دخول طوارىء يومية تفوق اضعافا الايام العادية بسبب التسمم البكتيري والفايروسي الناتجة عن اكل اللحم، يضاف اليها حركة الانقطاع الدائم للكهرباء التي تؤثر على جودة المادة ونوعيتها، بحيث انها تفسد بظرف ساعات قليلة، ثم تباع للمستهلكين الذين يعانون من عوارض وامراض قد تودي بحياتهم».
إجراءات قريبة للحد من الفلتان

من جهته، بيّن «مصدر معني بموضوع الاستيراد»، أنّه «بعد تكاثر الحالات المرضية الجرثومية نتيجة غش في بعض اللحوم المستوردة، وعدم متابعتها على نحو جدي من الدولة، فإن اجراءات سيتم اتخاذها في القريب العاجل اي بعد الانتهاء من الآليات القانونية، تفضي بمنع استيراد اللحوم والدواجن من دول تنتج بمواصفات اقل من المواصفات المعتمدة في لبنان، واعتماد شركة مراقبة عالمية موثوقة لمراقبة مواصفات اللحوم والمواشي والدجاج، حفاظا على صحة اللبنانيين»، لافتا إلى أنّه «منعا للمضاربة غير المشروعة، سيتم التشدد بتطبيق قرارات وزارة الاقتصاد، بالزام مراكز البيع تطبيق آلية عرض اللحوم بغلافها الاصلي مع بطاقتها البيانية، والفصل ما بين ما هو مجلد وطازج، منعا للغش والحاق الضرر بصحة اللبنانيين والقاطنين في لبنان».

أما المصادر الطبية فتأسفت أن «يصبح اللبنانيون فئران تجارب واستغلال لكثير من «ميليشيا الموت» الذين يفوق تعسفهم الميليشيات العسكرية، لان الخروج عن الدولة يوصل الى ما وصلوا اليه، كما ان الاستخفاف بالقرارات والاحكام الرادعة، تقلل من هيبة الدولة وتزيد من شطط العابثين بصحة المواطن ولقمة عيشه».