IMLebanon

الإمتحانات الرسمية: الأسئلة سهلة ولكن!

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

بهدوء خاض طلاب الثانوية العامة بفروعها الاربعة امتحاناتهم الرسمية، صحيح انه لم يسجل اي خرق كهربائي او تقني يذكر، الا ان طلاب الفروع الفرنسية اشتكوا صعوبة مسابقة اللغة الفرنسية، التي حملت مصطلحات غير مفهومة وصعبة وفق ما اكد الطلاب الذين سجلوا استياءهم الكبير، نظرا لعدم مساواتهم مع طلاب الفروع الانكليزية، وعدا ذلك اكد الطلاب ان الامتحانات بدت سهلة وسلسة راعت الظروف التعليمية الصعبة لهم، من دون ان يخلو الامر من تسجيل سلسلة ملاحظات لعل ابرزها عدم مراعاة اللجنة الفاحصة في بعض الاسئلة المطروحة ان الطلاب وتحديداً الرسمي منهم لم يتلقوا كافة المعارف التربوية المطلوبة، وان التعليم عن بعد ترك ارتداداته السلبية على مستوياتهم، وتحديدا اللغة الاجنبية.

داخل مراكز الامتحانات في منطقة النبطية، كان الطلاب تحت مجهر المراقبة المستمرة، بكاميرات وضعت خصيصا لضبط تحركاتهم ونظراتهم منعاً للغش، غير ان تلك الكاميرات لم ترعب الطلبة انفسهم، كل واحد منهم قرر تفريغ معلوماته داخل اوراق الامتحانات التي جاءت بالشكل العام “سهلة” او “light” كما وصفها بعض الطلبة لانها كانت مختصرة، في مادة العلوم الاجتماعية سجل الطلاب بعض الملاحظات، فهي ليست سهلة كما توقعوا بل “متوسطة الصعوبة” كما لفتوا في اشارة الى وجود “الغام” داخل المسابقات، التي تخلل كل واحدة منهم “فخ” غير مباشر، وان كانت الصرخة الكبرى جاءت من مادة اللغة الفرنسية كما قال مهدي الذي اعرب عن غضبه للامر “لم يراعوا الطلاب، ولا الظروف التي مرينا بها، الاسئلة تضمنت مصطلحات غير معروفة وصعبة جدا، هذا عدا عن اننا لم نتلق كل المعلومات من المدرسة، تم تغيير مدرِّسة اللغة ثلاث مرات، ونحن ندفع الثمن”.

على مرّ سنوات الامتحانات الرسمية، لم تشهد الدورات الرسمية تسهيلات مماثلة، عادة ما كانت الاسئلة تكون صعبة او غير متوقعة، عكس هذا العام، حيث تقرر تسهيلها قدر المستطاع، فالتعليم في لبنان مر بظروف صعبة، سواء بسبب جائحة كورونا التي فرضت التعليم عن بعد، وافرزت فجوات تربوية كبرى، وادت الى تراجع المستوى التعليمي بشكل لافت، او بسبب الاضرابات التي حرمت الطلاب من 50 يوم دراسة اي ما يوازي نصف العام، وبالتالي المدة التي درس فيها الطلاب كانت قصيرة، ولا تمكنهم من اكتساب كل المعلومات المطلوبة، ازاء هذا الواقع، قرر وزير التربية اختصار المناهج، لكي لا يضيِّع الامتحانات الرسمية، التي تعد هوية تربوية مسجلة للدولة اللبنانية، لم تستطع الحروب الغاءها، وحتى كورونا ايضا .

قرابة 3418 طالباً وطالبة خاضوا تجربتهم الرسمية الاولى، اختبروا معلوماتهم العامة التي ستؤهلهم للنجاج ودخول عتبة الجامعة، رغم كل الصعوبات التي مروا بها، غير انهم قرروا ان يقدموا امتحاناتهم بثقة، فهي بوابتهم للجامعة حيث مستقبلهم المهني، ما يخشونه اليوم ليس الامتحان بعينه، فهم يضمنون النجاح لانه بمعظمه “سهل” ، ما يخشونه مقاطعة التصحيح، ودخول الاساتذة في اضرابات ومناكفات مع وزارة التربية لاجل حقوقهم المحقة، وهو ما عبرت عنه سارة التي قالت “ان مستقبلها العلمي مرهون بالتصحيح والنتائج، وفي حال تعطل الامر، فمستقبلنا على المحك”.

واعرب مهدي عن خشيته من الامر، لان الاضراب سيعطل حياتنا العلمية، وقد يحرمنا فرص التعليم في الخارج”.

رغم كل ذلك اكدت الطالبة ندى أن الامتحانات تجري كما وعد الوزير، وكل شيء جيد، ونأمل ان نصل للتفوق قريباً لاننا مستقبل لبنان.

وحده الهدوء ساد مراكز الامتحانات الرسمية التي جال عليها رئيس المنطقة التربوية الاستاذ اكرم ابو شقرا، الذي تفقد سير الامتحانات، مقدماً الدعم للطلاب، مؤكداً لهم ان الامتحانات سهلة وانهم “شاطرين”، ابو شقرا الذي لفت الى ان الطلاب هم العمود الفقري للبنان ومستقبله، اعتبر ان الامتحانات تجرى كما هو مخطط لها، لم يسجل اي خلل تقني، والكهرباء مؤمنهة، معتبراً ان الامتحانات جاءت سهلة وبسيطة مراعاة لظروف الطلاب من ناحية وكي نحافظ على الامتحانات الرسمية التي عادة ما تسجل ارقاماً مميزة من المتفوقين في منطقة النبطية”.

انتهى اليوم الاول ببعض الملاحظات، والعين على اليومين الباقيين، هل ستكون بالمستوى نفسه ام ينتظر الطلاب فخاً آخر، ففخ اللغة الفرنسية اصاب ايضا طلاب البروفيه حيث سجلت مدارس عدة ملاحظاتها وطالبت وزارة التربية بمراعاة الطلاب في التصحيح لان الاسئلة المطروحة من خارج المنهاج المطلوب، فهل تأخذ وزارة التربية بالملاحظات والخلل الذي سجل، ام تمضي في الامتحان وكان شيئاً لم يحدث؟