IMLebanon

إستياء شعبي صيداوي من عدم تمثيلها وزارياً

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

إنتهت الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، تغيب صيدا للمرة الثانية عن التشكيلة امتداداً لحكومات سابقة كان تيار «المستقبل» يتمثل فيها رئيساً او من غير ابناء المدينة، ولكن الصيداويين تختلف لديهم الحسابات السياسية هذه المرة، إذ إن نائبي المدينة الدكتور اسامة سعد والدكتور عبدالرحمن البزري لم يسميا ميقاتي لاسباب كثيرة. سعد اعتبر ان لبنان يحتاج إلى توافقات وطنية قبل أي تفاهمات مع أي خارج… «نحن ندعو إلى حوار وطني وصريح وعلني داخل مجلس النواب وخارجه يؤسس لتفاهمات وطنية حول ملفات لبنان الحساسة، ويفضي إلى حكومة انتقالية إنقاذية مستقلة لزمن محدد وصلاحيات تشريعية محددة، حكومة تمكن لبنان من الانتقال الآمن من واقع الانسداد السياسي والأزمات المستحكمة، إلى واقع سياسي جديد قادر على مواجهة التحديات ومعالجة الأزمات».

بينما البزري أمل ان لا تكون هذه المرحلة مجرد مرحلة انتقالية فقط إنما مرحلة لإيجاد حلول فعلية. لأن هناك قضايا صعبة على الحكومة مواجهتها، مؤكداً وجوب التعامل بايجابية مع كل الملفات من أجل تخطي المرحلة الصعبة. متمنياً تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن لان الصعوبات ازدادت كثيراً والمطلوب وقف الإنهيار الذي يزداد يوماً بعد يوم.

بين موقفي سعد والبزري، فان صيدا تشعر بـ»الظلم» وتعيش فصلاً جديداً من الحرمان الوزاري، يزيده من ثقله غياب تيار «المستقبل» عن المشهد النيابي والحكومي، التزاماً بقرار الرئيس سعد الحريري بتعليق العمل السياسي والانتخابي، في السابق كان الجواب ان رئيس الحكومة الاسبق الحريري او الرئيس فؤاد السنيورة يمثلان المدينة، فيما مثلتها «العمة» بهية الحريري مرة وحيدة حين تولت مسؤولية حقيبة التربية والتعليم في الحكومات السابقة.

ويؤكد الصيداويون ان المتغيرات الجديدة تفرض ان تكون المدينة ممثلة خاصة في هذه المرحلة الدقيقة في ظل الانهيارات الاقتصادية والازمات المعيشية والحياتية والخدماتية، واذا كان سعد والبزري لم يسميا الرئيس ميقاتي، وتيار المستقبل- معتكف سياسياً، فان هناك قوة سياسية أخرى موجودة- «الجماعة الاسلامية» خصوصا ان نائبها الدكتور عماد الحوت خلال الاستشارات الملزمة سمى الرئيس ميقاتي، فهل يقدم الاخير على خطوة جريئة وبعيداً عن اي حسابات بتوزير مسؤولها السياسي في صيدا الدكتور بسام حمود، أم ان ثمة عقاباً ومقاصصة سياسية للمدينة بأبعاد مختلفة؟ علماً انه فيها ايضاً من الكفاءات المستقلة الوازنة والشخصيات العلمية والكثير من الخبرات، وحتى من جيل الشباب الاكفاء ومن الناشطين في الحراك المدني وغيرهم.

ويقول حسن الرواس لـ»نداء الوطن»، «يبدو ان صيدا ليست في حسابات الرئيس المكلف ميقاتي، فالتوازن في التمثيل السني يحتاج الى عدالة في التوزيع الوزاري بين المناطق، تتمثل بيروت وطرابلس وتبدو عاصمة الجنوب «منسية» وفي «غياهب النسيان» وتغيب عن خريطة الاهتمام»، مضيفاً: «ربما يحتاج الرئيس المكلف الى مكبّر ليراها جيداً ويدرك كفاءة أبنائها وقدرتهم على التعامل مع الازمات بروح المسؤولية».

ولا يخف محمود حنينة استياء ابناء المدينة من الحرمان الوزاري، ويقول لـ»نداء الوطن»: «ان الضجيج يملأ شوارع المدينة واسواقها وصالوناتها العائلية وحتى اللقاءات في المقاهي الشعبية، وسط تساؤلات مريرة لماذا ولماذا…»، قبل ان يضيف انه «امتداد لحرمان مزمن وظيفي ايضاً، فالمدينة التي تعتبر من أكبر المدن اللبنانية ومركز محافظة الجنوب وفيها تتواجد الادارات الرسمية في السراي الحكومي، لا يشغل ابناؤها مراكز ادارية رفيعة فيها، واعدادهم لا تتجاوز اصابع اليدين ربما، آن الاوان ان يرفع الضيم عنها وتنال حقها والمدخل الاساسي يبدأ من البوابة الحكومية.