IMLebanon

أضاحي العيد في لبنان تبحث عن مشترين

مع اقتراب حلول عيد الأضحى، تبدو الحركة هادئة في أسواق المواشي ومحلات الجزارة في معظم مناطق لبنان، فيما يتنقل قليلون بين القصابين مستفسرين عن الأسعار في زمن تقلباتها، لتبدو على الوجوه ملامح الاستغراب والدهشة.

ويشهد سوق المواشي في لبنان ارتفاعا وصف بـ”الجنوني” في الأسعار، الأمر الذي أثر سلبا على موسم الأضاحي الذي ينتظره المسلمون في البلاد، ليقتصر على بعض الجمعيات الإغاثية والأهلية التي تتلقى الدعم، خلافا لما كان يحدث لسنوات قبل أزمة أكتوبر 2019 التي أغرقت لبنان ماليا.

وعلى عكس السنوات الماضية، قال “علاء” وهو أحد زائري السوق، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “قصدت سوق الأضاحي لأول مرة هذا العام. المواشي متوفرة بكثرة هنا لكن المشكلة في أسعارها”.

وأضاف والده المسن الذي كان ينتظره في السيارة: “أضحية العيد لم تعد في متناول اللبنانيين، بسبب تعمد بعض التجار رفع الأسعار بطريقة لم تعد تتناسب مع القدرة الشرائية والوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به المواطن اللبناني”.

واعترف الجزار محمد زهرة بالأزمة، واختصر الوضع بعبارة: “كان الله في عون الناس”.

وأضاف زهرة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لا شك أن الأزمة أثرت سلبا على أعداد الأضاحي ونسب بيعها، فبعد أن كان ثمن الأضحية لا يزيد على 200 ألف ليرة، باتت أقل أضحية وزنا في حدود 6 ملايين ليرة (نحو 200 دولار) أي راتب شهرين لموظف كبير”.

وتابع القصاب: “يبلغ سعر كيلو لحوم الأضاحي من السوق المخصص لبيع المواشي حوالي 4 دولارات ونصف الدولار، ونحن نبيعه للمستهلك ب 5 دولارات”.

واستطرد: “كنت أذبح أكثر من 300 أضحية فقط في أول يومين من عيد الأضحى، وكانت بعض الجمعيات الأهلية تطلب مني تأمين أكثر من 100 أضحية لتوزيعها على المحتاجين، بينما هذا العام ذات الجمعيات حجزت ما بين 10 و15 أضحية فقط”.

وأضاف مستغربا: “قبل 10 أيام كان ثمن كيلو اللحم الحي 3 دولارات فقط، وفجأة ومع اقتراب العيد وصل السعر إلى 4 دولارات ونصف. الانفلات في الأسعار غير مبرر، ورغم كل ذلك هناك من يريد أن يضحي، علما أن ثمن أصغر أضحية تستوفي الشروط الشرعية يصل اليوم إلى 6 ملايين ليرة”.

وقال ممثل اتحاد القصابين وتجار المواشي الحية في لبنان ماجد عيد، إنه “بعد انخفاض القدرة الشرائية للمواطن اللبناني، يشهد قطاع بيع المواشي تراجعا كبيرا جدا، فقد انخفضت المبيعات بنسبة 90 بالمئة”، مشيرا إلى |دخول اللحوم الهندية المبردة إلى السوق المحلية لتباع على أنها طازجة”.

وأضاف عيد لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أطلقنا الصرخة في الإعلام ولم نجد أي جواب من المعنيين بخصوص اللحوم الهندية”.

وقال: “لاحظنا مؤخرا إقبالا على شراء الأبقار والأغنام لكن من قبل الجمعيات الخيرية والإغاثية الممولة من خارج لبنان”.

وختم: “يبقى الإقبال الفردي نادرا والسبب الأزمة الاقتصادية وفقدان الطبقة الوسطى التي اختفت، بينما تحجم الطبقة الغنية عن الاستثمار في البلد لخوفها على رأسمالها من المستقبل غير المضمون”.