IMLebanon

النائب سليم الصايغ  : كلام نصرالله حول ترسيم الحدود البحرية لا يطمئن وهو يقرأ المصلحة اللبنانية كما يحلو له

 

نوه عضو كتلة حزب الكتائب النائب د. سليم الصايغ بالبيان الذي صدر عن قمة جدة للأمن والتنمية، لناحية البند المتعلق بلبنان وما تضمنه من دعم لسيادته وأمنه واستقراره، وضرورة تحقيق الاصلاحات اللازمة للتعافي الاقتصادي، وغيرها من الأمور التي تضمنها البيان الذي حمل دلالات ايجابية وهو موقف ثابت وله طابع خاص في هذا الظرفه مستقبل المنطقة برمتها، والذي أكد أيضا على وحدة لبنان ووحدة أراضية وسيادة الدولة اللبنانية وتعزيز الديمقرطية عبر إحترام المواعيد الدستورية، كل هذه الأمور تؤشر على أن لبنان ليس متروكا ومن غير المسموح أن يتم أخذه الى محاور معينة خارج النظام العربي المتكامل.

ورأى د. الصايغ في تصريح لـ«الأنباء» أننا لسنا متفاجئين بما أشار اليه بيان قمة جدة لاسيما الفقرة المتعلقة بمحاربة الارهاب وعدم فتح المنطقة على حروب وهذا يشير الى إعادة تماسك وتجذير وتعميق الوحدة العربية بالتوافق مع الأميركيين، وفي هذا الأمر قد يكون أفضل رد على محاولات أخذ المنطقة الى حروب ونزاعات مستمرة.

من ناحية ثانية، أكد الصايغ ردا على سؤال حول ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، أنه لا تقدم نحو الحل في هذا الملف إلا عبر المفاوضات، ودونه هو خيار الحرب، والولايات المتحدة لا تريد لأحد بما فيها اسرائيل ان تستعمل أية وسيلة ضغط أو أية وسيلة قوة لتحسين موقعها التفاوضي، وبالمقابل لا تستطيع أن تقبل بملف بهذه الخطورة والحساسية بعد المتغييرات التي حصلت في أوروبا، أن يستعمل حزب الله أي وسيلة قوة أو ضغط للتأثير على هذا الحل. فلا حل الا بالجلوس الى الطاولة والانتهاء من هذا الأمر، وطبعا المفاوضات فيها اخذ ورد وفيها الكثير من الصعود والهبوط، انما هي في نفس الوقت عليها أن تبقى في اطار النية الحسنة، بمعنى نية الوصول الى إتفاق وليس نية عرقلة أي اتفاق، وأعتقد أن هذا ما يريده الأميركي اليوم.

وأعتبر د. الصايغ أن هناك تزامنا في المواقيت كلها فلم يأت الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة إلا في هذا الظرف العصيب الذي يبحث فية مستقبل منطقة الشرق الأوسط ومستقبل أوروبا والنظام العالمي للطاقة والنظام الاقتصادي العالمي الذي يأخذ اليوم موقفا موحدا من روسيا بموضوع العقوبات وأوكرانيا، اذا التوقيت فرض نفسه وبالنتيجة ردة فعل السيد حسن نصرالله في هذا الموضوع لمواجهة ما، ولكن الغريب أن هذه المواجهة لا تقودها طهران ولا موسكو بل يقودها نصرالله من لبنان الذي هو الحلقة الأضعف والخاصرة الرخوة في أي مواجهة فلماذا نعرض لبنان للخطر، فإذا كان أحد يريد ان يواجه بايدن فهل نواجهه من لبنان؟ واللبنانيين يصطفون طوابير للحصول على الخبز، ولا كهرباء لديهم ولا مياه والنفايات منتشرة في كل مكان، أعتقد أن هذا نوع من الانفصام وعدم الرؤية.

وتابع د. الصايغ لافتا الى أننا لا نعلم ما اذا كان لدينا نفط وهو افتراض وهناك لدى اسرائيل امدادات قائمة واستخراج قائم، والسيد نصرالله يهاجم شركة «توتال» كما يهاجم السلطة التي تعاقدت معها ويسأل لماذا لا تستكمل الشركة عملها وهذا سؤال يوجه له أليس هو الراعي لهذه السلطة التي أتى بها، أوليس هو من تحالف مع هذه السلطة وأعطاها ما أعطاها في الانتخابات، لا يستطيع ان يقول الشيئ ونقيضه وأعتبر أن هذا الكلام لا يطمئن أحد، ويعطي حجة اضافية كي لا يتم اتفاق مع لبنان، ويبرهن أنه مادام نصرالله موجودا سيبقى في عملية ابتزاز، حتى الدولة اللبنانية لا توافقه هذا الرأي وحتى حلفاؤه لا يوافقونه في هذا الأمر وكأنه هو يقول لتمدونا بعد أكثر فأكثر بالنفط والغاز وأدخلونا في النظام العالمي ولكن أنا سأبقى في حالة ابتزاز للشعب اللبناني وللمجتمع الدولي من دون أي تغيير بقواعد اللعبة أي بالانخراط بالنظام أكان لبنانيا او اقليميا أو دوليا، هذا أمر يبرهن وكأنه يعطي الحجة لكي لا يتم اتفاق مع لبنان، والمفاوض في المقابل سيتفق مع أي لبنان مع لبنان الدولة، أو مع لبنان اللادولة، ومع أي منطق سيتفق، سيتفق مع منطق نصرالله الذي يعتمد سياسة أحادية فردية يقرأ المصلحة اللبنانية كما يحلو له، أم لبنان المؤسسات. إذا ما قاله السيد نصرالله هو ضد المصلحة اللبنانية وكلامه خطر كما سلاحه على لبنان.

وفي الشق المتعلق بمسار تشكيل الحكومة والتعقيدات التي تحيط بهذا الاستحقاق وإمكانية انجازه قبل الانتخابات الرئاسية أعرب د. الصايغ عن اعتقاده أن الأمور مرتبطة بمدى التزام الرئيس ميشال عون بتسليم الرئاسة في الموعد الدستوري، اذ ان إعاقة تشكيل الحكومة واعطاء تشكيلات غير مقبولة من الرئيس عون ومعروف سلفا انها لن تكون مقبولة، وكأنه انتزاع للإقرار من قبل رئيس الجمهورية انه لن يتم أي امكانية للاستفادة من أي فراغ فيما بعد لاستكمال العهد أو تمديد العهد بطريقة غير مباشرة، ومن هنا أرى أن الضغط الدولي لتشكيل حكومة لبنانية ليس بالمستوى المطلوب، لأن الكل يعلم وهنا بيت القصيد، ان الرئيس عون يريد تشكيل حكومة يمكنه من خلالها الاستمرار ولو سلم الرئاسة الى هذه الحكومة، فهو لا يريد ان يسلم الى حكومة ليس له فيها القدرة على التأثير.

ورأى د. الصايغ أن موضوع تشكيل الحكومة ليس قضية شخصية حتى رأينا هذا الحرد، وأعتقد أن الموضوع مرتبط بالضمانات التي يمكن أن يعطيها الرئيس عون وهو ألا يبقى في الرئاسة لا بل سيسهل انتخاب رئيس وقد يكون الموضوع أبعد من رئيس الجمهورية، ذلك علينا أن نرى ما اذا كان حزب الله سوف يسهل انتخاب رئيس، وبالنتيجة لا يمكن لأحد أن يستفيد من الفراغ اذا ما حصل.

وعن مرشح حزب الكتائب للرئاسة أوضح د. الصايغ أن الحزب سيتعاون مع مختلف القوى الاصلاحية والتغيرية والسيادية في مجلس النواب لتوحيد الرؤية حول هذا الموضوع ولدعم اسم قد يكون متقدما على أسماء الاخرين، كما أن مواصفات الرئيس معروفة والمطلوب أن يكون مقبولا من أكبر عدد من اللبنانيين، وطبيعة الدستور تقول أن يأتي الرئيس بأغلبية واضحة أكانت اغلبية الثلثين في الدورة الأولى أو الأغلبية العادية في الدورة الثانية.