IMLebanon

لا رواتب للقطاع العام عن تموز؟!

كتب عمر حبنجر في “الأنباء” الكويتية:

يخشى اللبنانيون أن يكون الآتي في مستقبلهم، أعظم من جحيم جهنم التي توقع رئيس الجمهورية ميشال عون الوصول إليها، أو «العصفورية» وهي مستشفى للمجانين في لبنان، والتي غنا لها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس الأول.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام، هل هناك ما هو أسوأ من الجحيم أو الجنون؟ ويجيب مصدر متابع لـ «الأنباء»، بأن الأسوأ من السيئ، استمراره.

وأمام معادلة السيئ والأسوأ، والجحيم والجنون، تستمر الأزمة الحكومية في أرجوحة الانتظار، فلا الرئيس المكلف يتراجع عن التشكيلة التي رفعها الى رئيس الجمهورية، ولا رئيس الجمهورية يتقبل هذه التشكيلة، بينما لبنان الدولة متروك لمصيره، رهين المصالح الخارجية، لا بطاقات هوية ولا أوراق رسمية.. جوازات السفر محجوزة بانتظار التمويل، وقضاء يشكو قدره، وإدارة مضربة عن العمل، ولم يبق من الدولة الا اسمها، وتعلق شعبها بها، وحدب الأشقاء عليها.

وربما وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، لن تكون هناك رواتب لموظفي القطاع العام، الذي يفوق عددهم 300 ألف، عن شهر تموز، بسبب انعدام الجباية المالية، وتبعا لتوقف ادارة الصرفيات في وزارة المالية عن إعداد الجداول.

ويبدو أن ثمة من طرح على الرئيس ميقاتي فكرة الاعتذار، على غرار ما فعل سعد الحريري، وكان الجواب بعدم الاستعداد بتقديم هدايا مجانية لا للنائب جبران باسيل ولا لغيره.

وضمن مظاهر الجنون الذي عناه الرئيس ميقاتي حين غنى أغنية الشحرورة صباح الشهيرة «عالعصفورية»، اقتحام النائبة العامة لجبل لبنان القاضية غادة عون، مقر مصرف لبنان المركزي في بيروت، الخارج عن صلاحياتها، والملابسات السيئة التي رافقت توقيف النائب البطريركي المطران موسى الحاج، والتي ترتب عليها استنفار الكنيسة المارونية والمطالبة بكف يد القاضي فادي عقيقي وهو المسيحي الماروني.

وكان مجهولون اقدموا على كتابة بعض الشعارات الداعمة لبكركي والبطريرك بشارة الراعي، على جدران منزل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية عقيقي في زوق مصبح – كسروان.

وتأتي هذه التحركات بعد موجة الاستنكار الواسعة لعملية التوقيف والاستجواب التي تعرض لها المطران موسى الحاج، كما وإصدار مذكرة توقيف بحقه من قبل القاضي عقيقي.

وحملت الشعارات المكتوبة على الجدران، عبارات عديدة منها: «أبناء بكركي لك بالمرصاد»، «لا مكان للعملاء بيننا»، «بكركي خط أحمر».

وتقول قناة «ام تي في» إن القاضي عقيقي طلب مقابلة الراعي لكن الأخير رفض، مشترطا إعادة الأموال والمساعدات التي صودرت من المطران الحاج لدى توقيفه أثناء عودته من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقد تناول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كل هذه التطورات بعد لقائه البطريرك الراعي، الذي اعتبر أن التعرض للمطران الحاج، استهدافا له شخصيا، وعلى خلفية موقفه من المرشحين لرئاسة الجمهورية.

وكانت «الأنباء» أشارت الى اعتزام فرنجية زيارة البطريرك الراعي، ويبدو أن الموعد حدد قبل حصول أزمة المطران الحاج، وقال فرنجية من مقر البطريركية الصيفي في الديمان (شمالي لبنان): أنا لم أطرح نفسي لرئاسة الجمهورية لكن اسمي مطروح.

واعتبر فرنجية أنه فيما يتعلق بتوقيف المطران موسى الحاج، فإن هناك فريقا استفاد مما حصل، مؤكدا أنه إما أن القاضي فادي عقيقي أخذ قراره من تلقاء نفسه أو أن هناك طابورا خامسا يحاول تخريب الأمور.

ولفت فرنجية إلى أن «القضاء مسيّس لذلك عليه أن يبقى منزها وأن يبقى على مسافة من الجميع وعلى القاضي أن يكون حكيما في التعاطي مع الملفات، وأنا برأيي أن أكثر من تضرر هو الثنائي الشيعي في ملف القاضي فادي عقيقي».

الى ذلك، استأنف منسق المساعدات الدولية الى لبنان السفير الفرنسي بيار دوكان ترافقه السفيرة الفرنسية آن غريو، جولته على الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي.

وأبلغ دوكان كل من التقاهم بأن فرنسا والرئيس ايمانويل ماكرون لن يتركا لبنان، لكنهما ينتظران خطوات تنفيذية عاجلة من لبنان تقود الوضع فيه الى مدار الانفراج، الذي يبقى بعيدا ما لم يبادر اللبنانيون الى التقاط الفرصة والسعي الجدي لإنقاذ بلدهم.

وأسف دوكان لتفاقم الأزمة وزيادة مفاعيلها على اللبنانيين، ومن التقصير الفاضح في الحد من التدهور، متخوفا من العجز عن توفير القمح والطحين للبنانيين، معتبرا أن العلاج السريع يكون عبر الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وان كل تأخير سيكون كلفته عالية جدا.

في غضون ذلك، واصل وفد مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان برئاسة ادوارد غبريال، جولته على المسؤولين، وقال غبريال من وزارة الخارجية: لقد شددنا على أهمية التحرك سريعا لإنقاذ البلد الذي نتحدر منه، كما بحثنا مسألة ترسيم الحدود البحرية، التي ترى فيها فرصة للبنان، ونافذة قد تقفل، وعندئذ لن تكون هناك تسوية أخرى لتسوية المسائل بين البلدين لقرون عدة، ما يعني أنه لن يكون بوسع لبنان العمل في المنطقة المتنازع عليها.