IMLebanon

النازحون السوريون لن يغادروا لبنان!

جاء في “الانباء الكويتية”:

أسف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب لما حصل من «سوء تفاهم بالماضي مع بعض بلدان الخليج»، مؤكدا ان «العلاقات تحسنت إلى حد بعيد معها بفضل المبادرة الكويتية، وخص بالذكر جهود وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد»، مضيفا: «طبعا هناك بعض المشكلات وكلنا نسعى لحلها ونحن لدينا في الخليج ما يزيد على نصف مليون لبناني تقريبا ومن المهم أن تكون العلاقة ممتازة مع قيادة الكويت التي لولاها لما استطعنا أن نزيل سوء التفاهم الذي حصل مع بعض دول الخليج وبالأخص المملكة العربية السعودية التي لديها سفير لنا ولدينا سفير لها».

وقال بو حبيب لـ «الأنباء» الكويتية، إن لبنان «لا يتعرض للضغوط في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوبا»، موضحا: «قد نتعرض لها عندما نكون أصبحنا في آخر المفاوضات ولم نصل إلى ذلك، وما زال الوسيط الأميركي يأخذ منا اقتراحات إلى الإسرائيليين وبالعكس، لم نصل بعد الى نقطة «شي لازم تعملوا هيك» لكن هناك الكثير من التقارب في وجهات النظر لأن العالم بحاجة الى استخراج الغاز من «كاريش وحاضرين»، فالحرب الأوكرانية جعلت أوروبا تقلل من اعتمادها على روسيا وهي تبحث عن غاز جديد في منطقة قريبة إليها، وهذا الأمر يسرع في المفاوضات، ونحن متفائلون كثيرا، في النصف الأول من سبتمبر قد نتوصل إلى اتفاق».

بالنسبة لدقة ما يقال عن استثمار إسرائيل بـ 3 مليارات دولار في حقل «كاريش» لفت بو حبيب: «هذا سمعناه من الأميركيين انفسهم أن الإسرائيليين قد صرفوا في «كاريش» من «2.5 إلى 3 مليارات دولار» واكتشفوا هناك الغاز، والآن حان وقت الاستخراج وهذا ما قاله لنا الأميركيون».

وعما يقال عن ضغط إيراني ليكون فيه مصلحة لهم بحصول أي تقدم في المفاوضات النووية، أكد بو حبيب: «أبدا، بتاتا. زار لبنان وزير خارجية إيران مرتين ولم يبحث هذا الأمر معي أو مع اي مسؤول التقاه.. ولا مرة قال لي: «بتعملوا أو ما بتعملوا، أبدا بالمرة» حتى السفير الإيراني ولا مرة قالها لنا وهم عينوا سفيرا جديدا وحتى «حزب الله» الذي لديه علاقة قوية مع إيران يقول: «هيدي المفاوضات شغلتكم مش شغلتنا انتو شو بتتفقوا عليه نحن لا رح نأيدكم ولا رح نكون ضدكم». أبدا، ليس هناك أي تدخل إيراني في هذا الشأن قطعيا».

وعن توقع حصول اتفاق سلام مع إسرائيل بعد انتهاء مفاوضات الترسيم والتنقيب، قال بو حبيب: «أبدا أبدا. هذه مفاوضات غير مباشرة. هناك وسيط أميركي ولن نوقع على ورقة مشتركة «كل جانب يوقع ورقة بمفرده» مع كفالة الوسيط الأميركي برعاية الأمم المتحدة التي نخبرها دائما بما يحصل. لن يكون هناك أي حقل غاز مشترك بيننا وبينهم ولن يكون هناك أي اتفاق سلام».

أما في موضوع النازحين السوريين، فقال إن بلادهم لن تطلبهم. وسأل: «هل تطلب الدول من مواطنيها العودة إليها حين يرفدون الاقتصاد بالعملة الصعبة؟ هؤلاء يرسلون أموالا إلى بلدهم. وهذا ما يفعله النازحون السوريون في الأردن وتركيا ولبنان. هؤلاء اللاجئون السوريون لا يتركون أهلهم وحدهم في سوريا هم أيضا يرسلون الأموال إليهم. لذلك وجودهم في الخارج يساعد النظام. ثروة الغاز والبترول تسيطر عليها تركيا وأميركا في الشرق وإدلب يقال انها أرض خصبة هي أيضا مع الأتراك وبعض الجماعات المسلحة».

وأضاف: «أما من جهة الأوروبيين فنحن على تباين مع بعضهم. أعتقد، انهم يخافون من أننا إذا أعدناهم الى سوريا سيذهبون إلى أوروبا، فهم مستعدون لمساعدتهم على ان يبقوا في لبنان، ونحن رافضون لهذا الأمر وقد بحثته مع الأوروبيين في مؤتمر بروكسيل السادس لدعم النازحين. قلنا لهم نحن لا نريد مالا، نحن نريد أن تدفعوا لهم في سوريا معززين مكرمين، فهؤلاء ليسوا لاجئين سياسيين هم لاجئون اقتصاديون، كانوا لاجئين أمنيين أثناء الحرب، معظم الأراضي السورية اليوم لا حرب فيها، والمناطق التي تحت سيطرة النظام فيها حوالي 17 مليونا، يهمنا أن يساعدوهم ليعودوا إلى بلادهم لا ان يبقوا في لبنان وهذا اختلافنا مع بعض الأوروبيين».

ولدى سؤال الوزير بو حبيب عما يمنع الذهاب إلى دمشق لبحث قضية النازحين، أجاب: «كما يقولون تستطيع أن تهاتفني أو أهاتفك والزيارات كذلك. نحن كنا في أيلول الماضي وزارة جديدة. من دون شك أرسل إلي وزير خارجية سوريا فيصل المقداد «مكتوب حلو» لكن كان بمقدوره أن يزورنا كما زارنا وزيرا خارجيتي الأردن وقبرص. نحن نرحب بزيارته إلى لبنان في أي وقت، وفي هذا الأمر هناك بروتوكولات «أهلا وسهلا فيه في أي وقت» للبحث بأمر اللاجئين وغير ذلك من القضايا العالقة. هم وضعوا تسهيلات كثيرة لعودتهم لكنهم لن يعودوا لأنهم يتلقون مساعدات مالية من منظمات دولية، بالإضافة الى انهم يعملون في لبنان. النازحون مصدر عملة صعبة لسوريا. والأوروبيون يشددون على ان عودة اللاجئين مرتبطة بتغيير ما في سوريا. نحن نقول لهم انتم المسؤولون عنهم».

بالنسبة لموقف لبنان من الحرب في أوكرانيا، كرّر ما كان أعلنه من قبل: «نحن ضد أي استعمال للقوة لحل القضايا بين دولتين لأننا إذا مشينا في هذا المبدأ نكون نحنا الخاسرين في لبنان، لذلك أدنا التدخل، وأنا من اقترح في مجلس وزراء الخارجية العرب عدم تسييس المنظمات الدولية. نحن لا نمشي بطرد روسيا أبدا، نحن لدينا موقف مبدئي ضد استعمال القوة ونحن مع الحوار حتى لو طال، والدمار الذي يحصل في أوكرانيا شاهد على صحة موقفنا».

أما بشأن أزمة تايوان، فقال بو حبيب: «استقبلت السفير الصيني وقلت له نحن مع «الصين واحدة» بكل أطرافها ولسنا مع منطق القوة ولن نغير هذا المبدأ الذي اتخذناه منذ 1971، وأعتقد أن السفير كان مرتاحا».