IMLebanon

الاتّفاق النوويّ يُسطّر بدماء وخسائر عربيّة!

كتب عماد الدين أديب في “أساس ميديا”:

تصعيد حزب الله على لسان سماحة السيّد حسن نصر الله، وتهديد “الجهاد الإسلامي” بقصف المستوطنات، وتهديد قائد الحرس الثوري بأنّ صواريخ حزب الله ستزيل إسرائيل، هي رسائل من إيران.

وتجديد الهدنة الحوثيّة مع السعوديّة وموافقة نوري المالكي في بغداد على دعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الحوار الوطني، رسالة معاكسة من إيران.

رسالتان إقليميّتان من طهران في آن واحد، قبل ساعات من دخول غرفة المفاوضات غير المباشرة مع الأميركيين في فيينا.

إنّها لعبة “تاجر السجّاد الإيراني” الذي يتقنها بمهارة بالغة وكأنّه يطلق رصاصة تهديد من يده اليسرى، ويحمل باليمنى بغصن زيتون.

لعبة الرسائل الإيرانية المزدوجة هي جزء من تكوين صندوق الرسائل السياسية الإيرانية منذ 1979.

ثنائية الرسائل هي تعبير عن ثنائية القوى التي تصبّ كلّها حكماً تحت إمرة المرشد الأعلى.

هناك حرس ثوري وهناك جيش، هناك مخابرات الدولة ومخابرات الحرس.

هناك استثمارات الحكومة واستثمارات الحرس الثوري، وهناك التيّار المحافظ وهناك مَن يدّعي الاعتدال.

كلّ هذه الثنائيات هي في النهاية تدوس على عجلة واحدة تخدم رغبة وأوامر المرشد الأعلى.

حتّى كتابة هذه السطور لا أحد يعرف هل تدخل إيران غرفة المفاوضات هذه المرّة كي تبصر اتفاقاً في غضون أيّام؟ أم تؤجّل المسألة برمّتها إلى حين ثبوت المستقبل السياسي للتيّار الحاكم في الحزب الديمقراطي من خلال اختبار انتخابات مجلسَيْ الشيوخ والنواب التي ستُحسَم في غضون 90 يوماً، بانتظار أن تتّضح مؤشّرات الرضاء السياسي عبر تجديد أو فشل جو بايدن كرئيس لولاية ثانية؟

تدخل إيران بعدما نجح العناد الثوري و”الصبر الاستراتيجي” في إدارة لعبة “الابتزاز النووي” للأميركيين والعالم، وهي تمسك بوعود إن تحقّقت ستجعلها تحصل على اتفاق أفضل من الذي ألغته إدارة دونالد ترامب.