IMLebanon

السعودية تفتح ملف الرئاسة.. هل استعجل جنبلاط؟

كتب محمد بركات في “أساس ميديا”:

لم تكن استدارة النائب وليد جنبلاط مفاجئة، لمن يتابع تقلّبات السياسة في لبنان. حين تلتقط رادارات المختارة ذبذبات التسويات في المنطقة، تجنح فوراً نحو سفح الجبل، إلى ساحل المتن الجنوبي، وقد صار الضاحية.

أصلاً لطالما كانت حارة حريك أقرب من كسروان ومن معراب، على الرغم من الخصومة وجولات السلاح. يبقى 11 أيّار “أصغر” من حروب الجبل والمجازر الدرزية المسيحية. ويبقى جنبلاط صاحب الجملة التي لا تُنسى: “جنس عاطل”.

لكنّ الجنوح هذه المرّة يأتي في لحظة مختلفة. ليس الترسيم البحريّ وحده الذي يلوح في أفق أيلول. وليست فيينا وحدها التي يفترض أنها قاب قوسين أو أدنى. وليست رئاسة الجمهورية فقط. هناك أيضاً تيمور والتوريث الهادىء مع “الجيران”، وهناك غزّة ومعادلة “العمليات الاستباقية” التي تحاول إسرائيل تسويقها. وجنبلاط عروبي حقيقي في هذا الجانب، من غزّة إلى الرياض. قليلون يجمعون مجد العروبة من هذين الطرفين. وأيضاً هناك تجربة العهد العوني المريرة، التي سيقاتل جنبلاط من أجل عدم تكرارها، وقد جوّعت اللبنانيين، وكان أهل الجبل “أمانة” برقبة بيت جنبلاط…

يراقب جنبلاط هذا المشهد، وفي باله أنّه لن يخوض معركة جديدة وحيداً. يعرف أنّ فرنسا طرحت على السعودية 3 أسماء لرئاسة الجمهورية، والسعودية لم تقدّم جواباً بالموافقة أو الرفض. لا تزال على “حيادها” من لبنان. كانت الانتخابات النيابية دليلاً ساطعاً. والأسماء التي عرضها إيمانويل ماكرون “مجهولة” عربيّاً.

العرب دخلوا المعركة

الجديد هو معلومات وصلت لـ”أساس” تقول إنّ هناك تفكيراً جديّاً بدأ يتقدّم في دوائر المملكة العربية السعودية، حول التحضير للقاء القيادات السيادية اللبنانية، في وقت قريب، لاستيضاح الاحتمالات في ملفّ رئاسة الجمهورية، على وقع التطوّرات في المنطقة.

كلام إذا كان دقيقاً، فهو يعني عودة العرب إلى الملف اللبناني من أوسع أبوابه، مع ما يعنيه هذا من تغييرات في شكل المعركة التي اختار جنبلاط أن يخوضها “من الداخل” على الطاولة التي “تركب” بعد انتخابات الرئاسة وعليها حزب الله والرئيس نبيه بري وسليمان فرنجية، في ظلّ غياب “طاولة أخرى”، إن في الداخل أو في الخارج.