IMLebanon

مأساة وشيكة في قلب أوروبا!

رأى الباحث المتخصص فى الشؤون الدولية مصطفى السعيد، أن قصف محطة زابوريجيا النووية جرس إنذار للعالم من تحول الحرب الأوكرانية إلى حرب نووية عالمية.

وأشار إلى أن زابوريجيا المحطة النووية الأكبر في أوروبا، والمكونة من ستة مفاعلات، وتنتج 20% من طاقة أوكرانيا الكهربائية، ونصف إنتاج محطاتها النووية، تتعرض للقصف مجددا وسط هلع سكان أوروبا من كارثة تفوق إنفجار محطة تشرنوبيل بعدة مرات، ويمتد تلوثها الإشعاعي إلى مئات الكيلو مترات شرقا وغربا، لتصيب مناطق في روسيا وروسيا البيضاء وبولندا ومولدافيا ورومانيا، والبحر الأسود، وقد تحمل الرياح الإشعاعات إلى مدى أوسع يطال معظم أوروبا.

وكان الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينيسكي قد اتهم روسيا بأنها من قصفت المحطة النووية، لكن روسيا نفت بشدة، وطلبت تحقيقا دوليا، وإرسال مفتشين من وكالة الطاقة الذرية على وجه السرعة للتحقيق. وتقول إن المحطة تقع في الأراضي التي تسيطر عليها، وستكون أول وأكبر المتضررين، وليس من المنطق أن تكون القوات الروسية تستهدف أن تدمر نفسها بقصف المحطة النووية.

ودخل الرئيس الفرنسي ماكرون على خط الأزمة، وطالب بانسحاب القوات الروسية من حول المحطة النووية، وأن تتولى وكالة الطاقة الذرية الإشراف عليها، لتصبح محطة زابوريجيا رهينة مناورات سياسية وعسكرية، خاصة مع تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، وتخوف أوكرانيا من تحويل روسيا الطاقة الكهربائية المولدة إلى خطوط تتجه إلى إقليم الدونباس وروسيا، مما يحرم أوكرانيا من أكبر مصادر الطاقة الكهربائية، والتي كانت تخطط لأن تمرر جزء من إنتاجها إلى أوروبا، لتصبح محطة زابوريجيا جزءا من حرب الطاقة التي ستزداد خطورة مع إقتراب فصل الخريف، ومن بعده أصعب فصول الشتاء على أوروبا بعد تراجع إمدادات النفط والغاز من روسيا.