IMLebanon

إيلي رزق : في لبنان أزمة تشكيل دولة وانتخاب وطن حقيقي

 

رأى رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية ايلي رزق، أن موقف دول الخليج العربي تجاه الرئيس اللبناني ميشال عون، وتجاه الحكومة اللبنانية، على كثير من الوضوح والشفافية، إذ لا شيء مطلوب منهما سوى أن يؤكدا إضافة الى تأكيد القوى السياسية كافة، التزامهم بعدم تحويل لبنان، لا الى معبر لتهريب المخدرات الى أراضيها، ولا الى منبر للتهجم عليها، مشيرا الى أن السعودية لم تلمس حتى الساعة اقله من الرئيس عون، التزامه بالوعود التي أطلقها خلال زيارته لها مطلع ولايته الرئاسية، معتبرا بالتالي ان موقفها واضح لا لبس فيه، فيما يكتنف الغموض موقف الرئيس اللبناني وبعض المكونات السياسية التي لم تكتف بإظهار حقدها وعدائيتها.

وعليه لفت رزق في تصريح لـ «الأنباء»، الى أن عودة العلاقات اللبنانية الخليجية الى سابق عهدها، تعتمد على من سيكون الرئيس الخلف للرئيس عون، علما ان التركيبة السياسية الجديدة في المجلس النيابي اللبناني، لا تبعث على الاطمئنان، لاسيما وان الأكثرية النيابية غير واضحة وسط تشتت قوى المعارضة، ما يعني من وجهة نظر رزق، انه وبالرغم من وجود فريق نيابي عريض يتمتع بعلاقات جيدة لا بل ممتازة مع دول الخليج، إلا أن القوى التي تناصبها العداء مازالت تملك القدرة على نسف تلك العلاقات، الامر الذي يستوجب الترقب والمتابعة لمعرفة ما سينتهي اليه الاستحقاق الرئاسي، وكيف سيكون بعده شكل ومضمون الحكومة العتيدة.

وبناء على ما تقدم أكد رزق انه على الرئيس اللبناني العتيد، ان يعي أهمية إخراج لبنان من الخنادق الإقليمية، وإعادته بالتالي الى الحضن العربي انطلاقا من كونه الشقيق الأصغر في العائلة العربية، ما يعني بحسب رزق، ان المطلوب للرئاسة الأولى، رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، يعي انه ليس بإمكان لبنان ان يكون اكبر قوة عسكرية في المنطقة، إنما بإمكانه ان يصبح اكبر قوة اقتصادية بين محيطه، وان يؤمن بلبنان الازدهار والنمو والحرية، لبنان المصدر للثقافة وليس للكابتاغون والإرهاب الى الدول العربية، لبنان المحايد عن الصراعات الإقليمية والدولية، وليس المتدخل في ساحات القتال الإقليمية، وفي سراديب التجاذبات الدولية، لبنان المتألق بعلاقاته مع الشرق والغرب وليس المعزول عربيا ودوليا.

وختم رزق مشيرا الى أن الواقع اللبناني لم يعد كناية عن أزمات متعاقبة وانهيارات متلاحقة، وقد تخطى من وجهة نظر عالمية ما يسمى بالمعارك السياسية لتشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، ليصبح بفضل المنظومة السياسية، مجرد كيان يحتاج الى تشكيل دولة وانتخاب وطن حقيقي.