IMLebanon

التأليف على نار تصعيد باسيل… وربع الساعة الأخير لا يخلو من مفاجآت

جاء في “الأنباء” الالكترونية:

تعيش البلاد على وقع الزيارة المرتقبة للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الذي من المفترض أن يحط في بيروت مساء الخميس، بعد جولة يُجريها في عواصم أوروبية وتل أبيب، ليأتي بجواب على الملاحظات اللبنانية التي سمعها في المرة الأخيرة. تراجع منسوب التفاؤل الذي بعثه فريق رئيس الجمهورية حينها، وبشكل خاص نائب رئيس مجلس الوزراء الياس بو صعب، الذي قال من بعبدا أمس، “لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم، لكن الأمور بالاتجاه الصحيح”، وذلك بعدما حُكي أن الاتفاق في غضون أسابيع قليلة.

ومن غير المعلوم بعد ما هي الطروحات التي سيحملها هوكشتاين، إلّا أن البحث الرئيسي يدور حول منح إسرائيل مكمن كاريش مقابل أن تتنازل عن مطلب مكمن قانا للبنان، لكن تجدر الإشارة إلى أن لا دراسات تحدّد حجم الثروة الغازية في المكمن الأخير، في حين أن ثمّة تأكيدات عن وجود كميات تجارية في كاريش، وبالتالي يُفاوض لبنان على مكمن لا علم له بحجم مخزونه.

أما وعلى الصعيد السياسي، لم يدعُ رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد رغم بدء المهلة الدستورية، ولا تفاهمات حتى الساعة بين الأطراف على اسم شخصية أساساً للدعوة إلى جلسة، وثمّة انقسام كبير وثلاثة توجهات، الأول يتحدّث عن شخصية تنضوي تحت تحالف 8 آذار، كخيار ميشال عون في العام 2016، الثاني يريد شخصية مواجهة لمشروع 8 آذار وحزب الله، أما التوجّه الثالث، فيكمن في الركون على شخصية وسطية مقبولة من الجميع لا تشكّل تحدياً لأحد، ولا اتفاق حتى الحين على توجّه واحد.

حكومياً، الباب يبدو مقفل حتى الآن، فما كشفه الرئيس نبيه برّي قبل يومين عن لقاء “سيئ” بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، وعدم مبادرة الأخير إلى زيارة بعبدا من جديد أو تقديم طروحات وأفكار أخرى، يوجي أن لا حكومة في الأفق، خصوصاً وأن البحث في الأروقة السياسية لا يتناول هذا الملف أساساً، كما أن حديث ميقاتي عن إمكانية تسلّم حكومة تصريف الأعمال للصلاحيات بعد انتهاء ولاية عون يؤكّد التوجّه نفسه، لا حكومة في الأفق. إلا أن تصعيد رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل واعتباره الحكومة المستقيلة غير شرعية وأن “التيار” لن يعترف بها في حال حصل الفراغ وتلويحه بالشارع، من المتوقع أن يعيد وضع التأليف على نار حامية في الوقت المتبقي من العهد.

وبالعودة الى ملف الترسيم، أشارت عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي، والمتابعة لملف ترسيم الحدود، لما حريز، إلى أن “ما من معلومات عن حقيقة ما يحصل في المفاوضات، وكل ما يتم التداول به لا يتعدى ملعب المعلومات الصحافية، فالمفاوضات مستمرة بعيدا عن الإعلام، وهذا جيّد في حال كانت تنطلق من بعد معيّن يقوم على دراسات، كما أن من المهم أن يتم الاتفاق على سلّة من الملفات، منها الاتفاق على آليات استخراج الغاز من المكامن، أو تصوّرات حول الشركات التي ستستخرج”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفتت حريز إلى أنه “من المرتقب أن يحمل هوكشتاين معه طرحين، الأول أن يكون حقل كاريش مقابل حقل قانا، والثاني أن يتم تعديل الخط 23 ليكون متعرّجاً، وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن حقل كاريش يحتوي على 4 آبار استكشافية وحقلين انتاجيين، بينما لا مسوحات زلزالية لمكمن قانا تكشف كمية الثروة، وهذا لا يخدم لبنان”.

وشدّدت حريز على أن يكون “موقف لبنان مبني على دراسات ومسوحات زلزالية، وانطلاقاً منها يُتخذ الموقف، وذلك بهدف حماية الثروة البترولية، يكون جواب لبنان وفقها”، محذّرةً من أن “الخط المتعرّج قد يحرم لبنان من ميزة الاستفادة من مد أنبوب غاز من البلوك رقم 8 باتجاه تركيا، لأن هذا البلوك ستطاله التعرّجات”.

الساعات المقبلة قد تحمل معها مفاجآت ما على أكثر من صعيد، وكما دائماً يحصل في ربع الساعة الأخير أكر مما يحصل في سنوات.