IMLebanon

ميشال معوض في خُطاب “الشّجعان”: ملامح رئاسيّة؟

خاص موقع mtv:

لافتةٌ كانت مواقف وكلمات النّواب في جلسات مناقشة الموازنة العامة لسنة 2022 في البرلمان. منها ما يُضحك، منها ما يُبكي، ومنها ما يُجبرك على التوقّف لبرهة، والتفكير مليّاً، بكلّ شيء.

إنها الكلمات الأكثر صراحة وواقعيّة، كلماتٌ اختصرت الكثير ممّا قيل ويقال.

تميَّز رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض بكلمته في البرلمان. الرجل الذي كان الأكثر حرصاً وسعياً لتوحيد المعارضة، وقد بات قريباً من مختلف مكوّناتها، كقاسمٍ مشترك، وضع الإصبع على الجروح، وما أكثرها.

بدأ بالموازنة، “كالضّرب على الميّت الذي لا يُفيد” وصفها، كلّ ما قيل فيها من انتقادات هو صحيح. موازنةٌ لا توحِّد سعر الصرف وأرقامها وهميّة. تُشرّع المزيد من الإفلات من المُحاسبة والمساءلة، قال.

توجّه معوّض، كصارخٍ في البريّة، الى زملائه النواب والى رئيس المجلس قائلاً: “يجب مُصارحة اللبنانيّين والمودعين والمرضى الذين يعانون، والأهالي الذين أصبح أولادهم مشاريع هجرة. يجب مصارحة بعضنا البعض بالحقيقة. الموازنة تعمل على تسويف الحلول، وبقاء هذه المنظومة يعني ألا أمل بحصول أيّ إصلاح وتغيير ومحاسبة”.

الى الأرقام درّ: “كلّ يوم يمرّ نخسر فيه 25 مليون دولار، والمودعون هم الخاسرون. الخسارات المتراكمة 70 مليار دولار، 25 ملياراً منها خسرناها في السنوات الـ3 الأخيرة. تعاقبت حكومات، ووعدت بحلول، وكلّ ما فعلته هو اتخاذ قرارات زادت الخسارة الكبيرة بالثلث”.

تطرّق معوّض الى الضرائب وضبط الحدود، والى اقتصاد التهريب، ووضع موظفي القطاع العام، ولم ينسَ أزمة الكهرباء التي أثّرت على مختلف القطاعات وثبّتت الذلّ الذي لم يوفّر أحداً.

تحدّث عن أهمية الحوار. إقترح خطة إنقاذ تقوم على 3 ركائز. “إفتحوا اقتصادنا على العالم، أعيدوا ربط لبنان بالمحيط العربي وبكلّ دول العالم، إرحموا الـ500 ألف عائلة لبنانيّة في الخليج”، علّى الصّوت تحت قبّة البرلمان، وأضاف “نريد ترجمة فعلية للخطابات على الارض، عودوا الى لبنان ولا تنغمسوا في سياسات المحاور، عودوا الى اتفاق الطائف، فعلّوا القطاع العام، طبّقوا اللامركزية، ونزّهوا القضاء وأبعدوه عن السياسة ولا تنسوا الاصلاحات المالية”.

“لا يُفيد الترقيع بحكومات وموازنات أوصلتنا الى أبواب جهنم، إذا استمرينا بها سنصل الى عمق جهنم”، أكد معوّض.

وفي الختام، شدّد رئيس حركة الاستقلال على أهمية الفرصة الراهنة، فرصة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بداية كلّ شيء. رَفَضَ منطق التسويات التي تأتي برئيسٍ لا مواقفَ له ولا يزعج أحداً. المطلوب العكس.

مدّ معوّض يده الى الجميع: “فلنُصارح بعضنا البعض، ولنؤسّس تفاهماً وطنيّاً، هو تفاهم الشجعان تحت سقف الدولة والسيادة والمؤسّسات لإنقاذ لبنان”.

خطابُ نائبٍ شجاع، رئاسيُّ الملامح، وواقعيّ الرؤية… فهل من كان يَسمَع؟ وهل يكون خطاب المجلس تمهيداً لخطاب ترشيحٍ تشرينيّ؟