IMLebanon

“الحزب” يصادم تعنت باسيل

جاء في “أساس ميديا”:

أكثر من اي وقت مضى خيم التشاؤم على أجواء تشكيل الحكومة، فاستمرت عملية التجاذب بين ميقاتي وباسيل الذي عاد إلى رفع سقف شروطه في ظل إصرار الرئيس المكلف على محدودية تبديل وزراء في الحكومة، على نحو لا يمس التوازنات القائمة. ويبيّن خلاف ميقاتي وباسيل أنه لم يعد معروفاً ما إذا كان الوقت لا يزال يسمح بتشكيل حكومة جديدة، وبإعدادها بياناً وزارياً لتمثل أمام مجلس النواب لنيل ثقته، فيما نحن على مسافة 25 يوم من نهاية ولاية رئيس الجمهورية.

استنزاف ميقاتي

وكلما اقترب موعد نهاية العهد اشتد الكباش حول تشكيل الحكومة. وباسيل يصوّب على أكثر من هدف. فما لم يطلبه في بداية العهد يتمسك بتحصيله في نهايته. يريد ضمانات لدور تياره في الحكومة التي ستدير الفراغ الرئاسي. ويريد حصة كبيرة في التعينيات المحتملة. أما إذا نجحت مساعي انتخاب رئيس جمهورية فلباسيل شروط وأثمان يريد الحصول عليها. ذلك أنه لا يجد سبباً يحمله على تقديم حكومة لميقاتي على طبق من فضة.

بات واضحاً أن غاية باسيل استزاف طاقة الرئيس المكلف ليحصّل منه ما أمكن من أثمان، لأن استمرار الحكومة في وضعية تصريف الأعمال غير ممكن، ويحدّ من صلاحياتها في اتخاذ القرارات المصيرية. وتصعيد باسيل دفع حزب الله إلى تكثيف مساعيه لعله ينجح في ردم الهوة بين الرجلين، من دون أن يسجل تقدماً ملموساً يحدث تغييراً في موقف كل منهما.

يصر باسيل على تغيير حكومي يشمل الوزراء المسيحيين في الحكومة واستبدالهم بوزراء سياسيين. لكن ميقاتي يصر على ألا يتجاوز التغيير 4 وزراء، أي شيعي وسني ودرزي ومسيحي. وسجل ملاحظات على توزير بعض الأسماء كالنائب السابق إدي معلوف الذي خرج خاسراً من الانتخابات النيابية. ويؤازر ميقاتي رئيس مجلس النواب الذي يحذره من المس بالتوازنات الحكومية القائمة، وألا ينال عون وصهره ولو ربع امتياز جديد. إذاً يمكن الاستنتاج أن عملية تصفية حسابات بين الرئاستين تكمل مسارها، والغلبة فيها لمن ينتصر في نهاية المطاف.

باسيل المحاصر

يتعامل بري وميقاتي مع عون وباسيل على انهما على مفترق المغادرة، ما يستوجب حصر نفوذهما لا توسيعه ليسيطر باسيل على الحكومة. لكن لباسيل رؤيته، وهو يقف بالمرصاد للرئيسين، ولن يمنحهما من رصيد العهد المتهاوي براءة ذمة حكومية، فيؤخر تشكيل الحكومة . يدرك باسيل أن مطالبه من تستجاب في نهاية المطاف، لرغبة حزب الله في تشكيل حكومة عما قريب، أو لتيسير الاستحقاق الرئاسي وتدير الزوايا لترشيح سليمان فرنجية. وباسيل بات موقناً أن حزب الله قام بخطوات سياسية حاصرته: أولها والأهم تزكييته ميقاتي الذي يعترض باسيل على وجوده منذ تكليفه. وثانيتها اضطراره إلى التراجع عن سلة مطالبه المتعلقة بالتعينات، بعدما أُبلغ استحالة التوافق في شأنها، خاصة على منصبيي قائد الجيش وحاكمية مصرف لبنان.

لذا يصر باسيل على حصة وازنة في الحكومة تؤمن له حضوراً فاعلا من خلال وزراء لهم وزنهم السياسي. وجلسة باسيل مع الوزراء المحسوبين على التيار في الحكومة كانت نارية بامتياز. فشعر أن معظمهم يتملص من التنسيق معه، وصاروا أقرب إلى رئيس الحكومة ويتماهون مع مواقفه. وعرف ميقاتي كيف يضرب على وتر علاقة وزراء التيار برئيسهم. فحين يلتقيهم يبادر إلى الترحيب بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب قائلا: “أهلا فخامة الرئيس”. أما هيكتور حجار فصار مقيماً معظم أوقاته في السرايا الحكومية. ووزير الطاقة وليد فياض أخد ينسق مع ميقاتي. وزير الاتصالات حاله كحال وزير المالية، يشعر أنه أصيب من بيت أبيه، فلم يعد يريد إكمال مسيرته الوزارية. ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرغب هو أيضاً في تغيير الوزراء المحسوبين عليه.