IMLebanon

الملف الرئاسي إلى مزيد من التعقيد

كتب عمر البردان في “اللواء”:

ما يصح تسميته بـ«ستاتيكو» جلسات الانتخابات الرئاسية، لن يتغيّر في الجلسة السادسة، بعد غد، لا بل أن الأمور أصبحت أكثر تعقيداً، بعد الشروط الجديدة القديمة التي وضعها «حزب الله»، لانتخاب رئيس للجمهورية. وهو أمر ترى فيه المعارضة، محاولة من جانب الحزب وحلفائه، للضغط باتجاه إيصال رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، وإن لم يعلن ذلك حتى الآن، باعتبار أن فرنجية هو مرشح الحزب الجدّي، بعد وعد تلقّاه رئيس «المردة» من السيد حسن نصرالله شخصياً. وهذا ما يرفضه النواب السياديون والتغييريون، على حد سواء، باعتبار أنهم لا يريدون تكرار تجربة الرئيس ميشال عون التي دمرت لبنان برمّته.

وإنطلاقاً مما تقدّم، وفي مواجهة تصعيد «حزب الله» بما يتصل بالملف الرئاسي، يتوقع أن يكون موقف اللقاء النيابي الموسّع الذي سيعقد، اليوم، في مكتبة المجلس النيابي، بعدما كان مقرراً عقده في أحد فنادق العاصمة، حاسماً في رفض شروط الحزب، والتأكيد أن اللبنانيين لا يمكن أن يقبلوا بأن يفرض هذا الفريق رأيه في الملف الرئاسي، سواء بالإصرار على انتخاب فرنجية أو سواه. كما وأن المجتمعين سيبحثون في دعوة رئيس البرلمان نبيه بري إلى عقد جلسة تشريعية، وسط توجه إلى رفض المشاركة في هذه الجلسة، باعتبار أن الانتخابات الرئاسية، أولوية ولا يتقدمها أي شيء آخر. وسط حديث عن محاولات لرفع الأصوات المؤيدة لترشيح النائب ميشال معوض، في جلسة الخميس، إلى حدود الخمسين نائباً، في إشارة إلى أن المعارضة مستمرة في تبنّي خياره، وما يشكّله ذلك من دعوة للفريق الآخر من أجل حسم موقفه، دون بروز أي مؤشرات حسية، بوجود مشاورات خارجية لمعالجة الملف اللبناني.

ويقول النائب اللواء أشرف ريفي لـ«اللواء»، إن «ملفين أساسيين سيتم بحثهما في هذا الاجتماع، انتخاب الرئيس والموقف من المشاركة أو عدمها في الجلسات التشريعية»، مشدداً على أن «الفريق الآخر يظن أنه قد يفرض علينا رئيساً، كما فرض ميشال عون. فعندها كان لديه 74 نائباً، وعطّل البلد سنتين ونصف السنة حتى فرض رئيساً. إنما اليوم الأمور اختلفت. فلم يعد لديه أكثرية نيابية، في حين أن تطورات المنطقة ليست لصالحه نهائياً، ولن نرضى أن يستمر البلد في جهنم».

وكشف ريفي عن أن «هناك تشاوراً بين الكتل النيابية، سواء عند المعارضة أو في الجهة المقابلة. لكن لن نقبل، سواء بالتفاهم أو بالتوافق أو بالتشاور، رئيساً تابعاً لحزب الله»، لافتاً إلى وجود «حراك داخلي وخارجي قد يقصّر أمد الشغور الرئاسي القائم، لا سيما ما يجري على صعيد الكتل النيابية من أجل الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار، ولا يكون رهينة بيد الحزب، على غرار العهد السابق الذي أوصل البلد إلى جهنم، من أجل بناء دولة عصرية نعيش وأولادنا في كنفها بأمن وأمان، دون أي سلاح غير شرعي لحزب الله أو غيره، كونه قيمة تخريبية تفرّق اللبنانيين عن بعضهم البعض».

ولا تخفي أوساط متابعة أن دعوة البطريرك بشارة الراعي إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، قد زاد من تصلب «حزب الله» الذي يرفض تدويل الملف الرئاسي، وهي وجهة نظر تواجه برفض قاطع من جانب القوى المعارضة التي تأخذ على الحزب، رفضه دعوة البطريرك وقسم كبير من اللبنانيين، في حين أنه يدعم في المقابل، وصول رئيس يخضع لوصايته، ولا يتردد في تنفيذ مصالح إيران وحلفائها في المنطقة، على غرار العهد السابق الذي أساء إلى علاقات لبنان العربية، على حساب تمتين علاقاته مع ما يسمّى بـ«محور الممانعة».