IMLebanon

“المخلوي التنفسي” ينتشر في لبنان… ما هو هذا الفيروس؟!

كتب كميل بو روفايل في “الحرة”:

ينتشر الفيروس المخلوي التنفسي في مصر والولايات المتحدة الأميركية، وبدأت حالات جديدة تظهر في دول أخرى، ما آثار مخاوف بعض الأهالي على أطفالهم خصوصا بعد أزمة فيروس كورونا.

وهناك تحذيرات من ظهور حالات أكثر في بلدان عدة مع انخفاض درجات الحرارة وانطلاق العام الدراسي حضوريا ما يزيد من حالات العدوى بين التلاميذ.

فما هو الفيروس المخلوي التنفسي؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟ وهل يجب الهلع من موجة فيروس جديدة؟

يوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة الدكتور مجدي بدران أن الفيروس المخلوي التنفسى يصيب ٧٣ في المئة من الأطفال، وهو فيروس تنفسي شائع جدا.

ويتابع في حديث لموقع “الحرة” أن هذا الفيروس الذي ينتشر في الشتاء وأوائل أشهر فصل الربيع هو السبب الأكثر شيوعا لالتهاب المجاري الهوائية الصغيرة في الرئتين والالتهاب الرئوي عند الأطفال. وأنه ثاني سبب للوفاة خلال السنة الأولى من حياة الطفل بعد الملاريا، مشيرا إلى أنه ما بين 100 ألف و200 ألف طفل يموتون حول العالم بسبب الفيروس كل عام.

وضمن الإطار يشير المتخصص بالأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور ناجي عون إلى أن هذه العدوى التي لا يوجد لها أي دواء أو لقاح انتشرت في دول عدة، من الولايات المتحدة الأميركية وصولا إلى مصر ولبنان.

تحذير من الكورتيزون

ويشدد عون في حديث لموقع “الحرة” على أنه ” لا يجوز أن يأخذ المصاب بالفيروس المخلوي التنفسي أدوية من دون استشارة طبيب، لأن الكثير من المرضى وصفوا لأنفسهم أدوية فيها كورتيزون ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية”.

وقول عون أنه “غالبا ما ينتشر هذا الفيروس مع بداية العام الدراسي، خصوصا مع بدء تغير حال الطقس وانخفاض درجات الحرارة”.

الوقاية من الفيروس

تؤكد المتخصصة بالجهاز التنفسي الدكتورة جيهان العسال لموقع “الحرة” أن “الوقاية من الفيروس تكون من خلال التباعد الاجتماعي، وغسيل اليدين والاعتناء بالنظافة الشخصية، إضافة ارتداء الكمامة”، موضحة أنها “الطريقة عينها للوقاية من الفيروسات الأخرى”.

من جهته، يشير بدران إلى أن “طرق العدوى بالفيروس المخلوي التنفسي كثيرة، ويمكن أن ينتشر من خلال الرذاذ المتطاير في الهواء عندما يسعل الشخص المصاب، ومن خلال ملامسة الأسطح الملوثة، حيث يمكن للفيروس أن يعيش لساعات”.

وكذلك من خلال القبلات والسلام، ويمكن أن ينتشر أيضا من خلال الاتصال المباشر مثل تقبيل وجه طفل المصاب.

لذلك يشير عون إلى أن انتشار هذا “الفيروس يكون بالطريقة عينها التي يتفشى فيها فيروس كورونا، وله العوارض والمضاعفات نفسها تقريبا، لكنها أقل وطأة من كورونا لناحية النزلات الصدرية”.

“لا داعي للهلع”

تؤكد العسال أنه “لا داعي للهلع، لأن الفيروس المخلوي التنفسي ليس جديدا، وهو موسمي”، وتوضح أنه “خلال السنتين الماضيتين كان الفيروس الطاغي هو كورونا، لكن السنة من المتوقع أن تظهر جميع الفيروسات مثل الإنفلوانزا والفيروس المخلوي”.

وتقول العسال إنه “خلال هذه الفترة ينتشر الفيروس المخلوي التنفسي في بلدان عدة، لذلك من المتوقع أن يكون هناك المزيد من الإصابات لكن بغالبيتها حالات بسيطة”.

خصائص العدوى

يشير بدران إلى أن “المصابين بالفيروس المخلوي التنفسي يشكلون خطر نقل العدوى لمدة تتراوح بين ثلاثة أيام إلى ثمانية أيام”.

وقال: “الخطير، أن الذين يعانون من قلة المناعة يتحولون إلى مصدر للعدوى، لفترة تمتد إلى ما بعد توقف ظهور الأعراض، وقد تصل المدة إلى أربعة أسابيع”.

وقال بدران إن “الأطفال يتعرضون للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسى خارج المنزل في المدرسة أو مراكز رعاية الأطفال، وبعد ذلك ينقلون الفيروس إلى المنزل”.

ويوضح أن “عوارض الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي تظهر بعد مرور 4 أيام إلى 6 أيام، وهي شبيهة بنزلات البرد الطفيفة، من سيلان الأنف، والسعال، وارتفاع بسيط فى درجة الحرارة، والصداع”.

وذكر بدران أن “الفيروس سريع العدوى، وينتشر في أغلب دول العالم من تشرين الثاني وحتى مارس”.

ولفت إلى أن “الوضع آمن ولا يستدعي تأجيل الدراسة”.

وأكد ضرورة غسل اليدين بشكل متكرر، والاعتناء بالنظافة الشخصية لضمان عدم الإصابة بالعدوى، والحفاظ على التباعد الجسدي عن أي مصاب بعدوى تنفسية”.