IMLebanon

إستعادة لتجربة 2016؟

كتب طوني فرنسيس في “نداء الوطن”:

الأسبوع المقبل هو موعد الجلسة العاشرة «لعدم» انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ستكون جلسةً عاشرة في عدّاد العجز والتعطيل والفراغ ، لكنّه رقمٌ ضئيل قياساً بفراغ 2014- 2016 زمناً وتعداداً للجلسات. زمنياً أنهى الشغور الرئاسي شهراً ونصف الشهر منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، فيما استمر الشغور بعد نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان سنتين وخمسة شهور. وسجّل عدّاد الجلسات النيابية الفاشلة حتى الآن تسع جلسات في الطريق إلى العاشرة قبل نهاية العام بينما استوجب انتخاب عون رئيساً 46 جلسة قبل أن تنقلب موازين القوى داخل المجلس النيابي ليصبح ذلك الانتخاب ممكناً.

كانت التحوّلات التي سبقت انتخاب 2016 لجهة انخراط كتل نيابية كبيرة في قبول ما كانت ترفضه إشارة إلى ما يمكن أن تذهب إليه قوى السلطة في منازعاتها وتوافقاتها، ويجب إعتبار ذلك، جزءاً من اللعبة السياسية التي يلعبها كل من يتعاطى الشأن العام، فهذا يحصل طوعاً في الديمقراطيات، ولنا في تجربة «العدو الصهيوني الغاصب» نموذج في فنّ التحالفات، وهو أفضل بأي حال من فرض انقلاب بقوة السلاح كما حصل إثر الفراغ السابق لدى نهاية ولاية الرئيس إميل لحود. لكن نكهة السلاح لم تكن غائبة عن مسيرة انتخاب وخيارات 2016، وهي ليست غائبة اليوم، إضافةً إلى دوافع أخرى متعددة لدى الأطراف المعنية.

اليوم يجد مجلس النواب نفسه في وضع مماثل مع فارق طفيف في تشكيلة المجلس ناتجة عن ثلاثة عوامل:

العامل الأول، غياب الرئيس سعد الحريري مع كتلته النيابية الضخمة (نحو ٢٩ نائباً صوّتوا للرئيس عون).

العامل الثاني، توسّع كتلة «القوات اللبنانية» بنتيجة الانتخابات نحو ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في المجلس السابق (8 نواب)، واحتفاظ «التيار الوطني الحر» بكتلة وازنة (نحو 20 نائباً) بما يوفر للطرفين فرصة لعب دور حاسم في الخيار الرئاسي.

العامل الثالث، دخول عدد من النواب الجدد إلى الندوة البرلمانية ممثلين، أو كنتيجة، لمناخات انتفاضة 17 تشرين، وهم إلى جانب نواب آخرين يشكلون ما يمكن تسميته الكتلة «المترددة» في حسم خياراتها بانتظار ما سيفعله الآخرون.

يصعب أن ينتج المجلس النيابي في واقعه الانقسامي، الذي بلورته الجلسات التسع، رئيساً جديداً. فكما حصل في 2016 سيكون إيصال «صاحب الفخامة» بحاجة إلى انقلاب في مواقف كتل أساسية، ولن يكفي تحولٌ في موقف كتلة مسيحية وازنة لإنجاز المهمة، فالمجلس مشتت بما فيه الكفاية، وباصات 2016 لم تعد متوفرة بغزارة.