IMLebanon

قبلان: لا حياد عندنا في القضايا الوطنية

اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنّ “العاصفة التي تضرب البلد عاتية، والنكبة صارخة، وسط حرب بكل معنى الكلمة، من مالية نقدية معيشية، تريد استئصال بلدنا وناسه، فيما الحكومة حكومة أموات، رغم أن واشنطن تقود أسوأ حصار يطال لبنان بقطاعاته كافة”.

وأضاف قبلان، خلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة: “مع ظاهرة الفلتان وإصرار الحكومة على التقاعد، يعيش شعبنا دوامة ونكبة البطالة والتضخم والعتمة وفقدان الأدوية، وتفليسة الدولة، وعصابات السوق السوداء، وفرمانات أصحاب المولدات، بلا أي دور للحكومة، فأصبحنا نعيش غابة، غابة وحوش عطشى للدم”.

ورأى أن “البلد بحاجة لحكومة قوية وفاعلة، وقادرة على أخذ القرارات على الأرض، ومن دون ذلك البلد يعيش لحظة احتراق استراتيجي على كل الصعد”.

وتابع قبلان: “لا شك أن هناك من يراهن على لعب كل الأوراق، بخلفية استنزاف البلد والسيطرة على القرار السياسي، بما في ذلك هوية رئيس الجمهورية وصفته، ولهذا البعض نتوجه بالقول: إن البلد شراكة، وسيادة، والحل في السياسة، بعيدا عن أي وصفة غريبة، ودولار الفراغ السياسي لن يدفعنا للتخلي عن ناسنا وأهلنا ومصالح لبنان الوطنية”.

كما حذر من “لعبة البدائل الأمنية تحت ساتر الأمن الذاتي، لأن البلد لا يحمل مشاريع تقسيم، خاصة أن مشاريع تفريخ الشركات الأمنية الموصوفة وتكوين أمن ذاتي تتصاعد، وهي معروفة المنشأ والمموِّل والأهداف والدور”.

ولفت الى أنه “من المفترض أن السلطة السياسية والأمنية تدرك أن هذا الأمر خطير جدا جدا، والأخطر منه الإصرار على التقصير، توازيا مع خطط تعمل على تكوين بدائل أمنية، لأن البلد على صفيح ناري، وسط تمويل دولي إقليمي ومشاريع خطط تعمل على الاستفادة من فوضى البلد لتقسيمه، فيما البعض يراهن على الفراغ السياسي، بهدف تدويل الأزمة اللبنانية”.

وأردف قبلان: “المحسوم أن المشروع الدولي الإقليمي لا يريد استقرارا سياسيا في البلد، وأخطر عدو للبنان هو الإفلاس السياسي، والخباثة الأجنبية، والحل يبقى عندنا بالحوار الوطني، والمجلس النيابي باب الإنقاذ الدستوري الوحيد”.

وقال: “نحن في قلب أزمة وطنية لا سابق لها، والحل بالتلاقي على المصالح الوطنية، والشيطان يرضع من الفراغ، والفوضى بنت القطيعة السياسية”.

الى ذلك، توجه  قبلان الى “بعض العرب”: “أن لا تكونوا جزءا من إنقاذ لبنان أمر ممكن، ولكن أن تكونوا جزءا من الحصار الخانق على لبنان فهذا أمر مرفوض وغير مقبول، دينيا وإنسانيا وأخلاقيا، ولبنان أقوى مما يظن البعض، فهو ولد من رحم الأزمات، وما زال يعيش الأزمات، ولم يتغير عليه شيء”.

وشدد على ألّا “حياد عندنا في القضايا الوطنية، ونعود ونذكر البعض أن التدويل سرطان خبيث، وإنقاذ الدولة من الفراغ لا بد أن يمر في صندوق مجلس النواب، أما لغة الحقائب فإنها تزيد من القطيعة السياسية، وأجندة بعض السفارات خطر سيادي كبير على لبنان وأهله”.