IMLebanon

الصايغ: الأخطر من سلاح “الحزب” هو سيطرته على القرار السياسي

أعرب نائب رئيس حزب الكتائب النائب سليم الصايغ عن تخوّفه من سيطرة حزب الله على القرار السياسي اللبناني محملا اياه مسؤولية تعطيل انتظام العملية الديمقراطية، ومشددا على ان الوضع يتجه الى الانحدار اكثر فاكثر من هنا ضرورة نهضة لبنان.

كلام الصايغ جاء في حديث للـ “الحكي بالسياسة” عبر “صوت لبنان”، معتبرا ان “هذا العام عو عام انتظارات مهمة وهذه السنة عنوانها “الانتظارات المجمدة”، لافتا الى ان “حزب الله لم يتمكن من اخذ الورقة اللبنانية الى حيث يريد”.

وتابع: “لا يزال هناك شعب قادر على القيام بدولة فالقدرة على التوجه نحو لبنان جديد وتحديث النظام لا تزال موجودة سيما وان  هذا الشعب غيّر نصف مجلس النواب في الانتخابات الاخيرة، رغم ان القوى العقيمة بقيت متمسكة بنظام الانتخابات العقيم”.

واوضح الصايغ ان “من يقبض على تعطيل انتظام الديمقراطية في لبنان هو المنظومة التي يتحكم بعمقها حزب الله وهذا يتطلب اليوم الكلام في الاعلام والفكر والحوار الحقيقي العميق العلني”.

وشدد على ان “حزب الله يتحمل المسؤولية الاكبر لما حصل في لبنان واليوم المطلوب منه ايجاد الحلول”، مشيرا الى اننا وصلنا الى مرحلة انه  “لا تستطيع الدولة ان يكون لها قائم الا عبر حزب الله اقله في مناطق كبيرة في لبنان اي ان ثلث مناطق لبنان مسيطر عليها حزب الله مباشرة” مستشهدا بحادثة اليونيفيل التي وصفها ومتسائلا: “لماذا لا يتسلم المرتكب في الجنوب الا عبر حزب الله؟ ”

وحول التفريق بين الجناح السياسي والجناح العسكري لحزب الله، قال: “هذا الحزب هو وحدة متكاملة، وهذه التسميات تم اختراعها من قبل الدول الاوروبية لتترك شعرة معاوية معه”.

الا ان الصايغ اعتبر ان “الاخطر من السلاح هو السيطرة على القرار السياسي اللبناني وهذا يحدث بموجب القوة العسكرية التي يتمتع بها حزب الله وهي خارج عن اي سيطرة بأوامر مجهولة كما انه لديها شرعيتها الخاصة فيها وهذه ازدواجية لا تستقيم لا بالقانون الداخلي ولا بالقانون الدولي من هنا فإننا ان لم نجد حلاً فنحن متجهون للطلاق”.

وسئل عن ماهية الطلاق فأجاب: “لا اريد الذهاب الى الترجمة، فحزب الكتائب في مؤتمره العام سيناقش هذه الاشكالية مع اشكاليات جذرية وسائر المخاطر المتواجدة والتي تناولناها باسهاب في مؤتمر الحزب ٢٠١٨  والتي تضاعفت اليوم”.

الى ذلك  تطرق الصايغ الى موضوع استباحة اراضي القرى المسيحية مشددا على انها مسألة “هويّة “وهي ظاهرة نواجهها في  كل من جبيل وجرود كسروان ومناطق اخرى ويمكن ان تؤسس لحرب اهلية باردة او ساخنة وهذا الموضوع.

كذلك في الشق الامني، أكد نائب رئيس الحزب ان  “لبنان بخطر أمني داخلي، رغم تطمينات الجميع ” مشيرا الى انه “اكثر من 30% من السجون تحتوي على غير لبنانيين، وهؤلاء يمتلكون عبر انسبائهم قدرات تمكنهم من استعمال العنف اضافة الى الوجود الفلسطيني الذي لا يزال قائما اضافة الى الدويلة  ثم تأتي بعدها العصابات كل ذلك ولبنان يسير بلا دولة فعلية وبلا انفاذ للقانون وبدون قائد اعلى  للقوات المسلحة وهو رئيس الجمهورية”.

وفي شق منفصل، وحول الاستحقاق الرئاسي والدعوة الى الحوار قال الصايغ: “نحن مع حوار يدعو اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري كي يؤمن انتظام وحسن سير مجلس النواب في الوظيفة الاولى له وهي انبثاق السلطة وهذا المجلس هو متعثر لان المجموعة التي ينتمي اليها رئيس هذا المجلس تُعطل انتخاب رئيس الجمهورية وبالتالي على الحوار ان يكون له هدف واحد وهو انتخاب رئيس”.

واضاف: ” فلندخل الى الحوار ولا نخرج منه بدون التصويت لشخص رئيس اما اذا كان هذا الحوار رديفا لعمل المجلس اي من خلال طرح نوع من غرفة مصغرة عن المجلس وفيها يتم التوافق على رئيس بينما المجلس النيابي يبصم على اسم هذا الرئيس فحينها هذا انتهاك فاضح للدستور وهذا الحوار يجب ان يكون بجلسة واحدة كي لا يكون مضيعة للوقت”.

واكد الصايغ ان “لا حواراً جدياً بمضمون ومستقبل لبنان قبل انتخاب رئيس وبرأيي رئيس الجمهورية العتيد يجب ان يأتي بتصور واضح حول النظام الاقتصادي والاجتماعي وترميم علاقة الدول وكيفية استعادة الدولة مرجعيتها الواحدة والعصرية”.

وحول تمسك الكتائب باسم ميشال معوض، علق الصايغ موضحا انه “اذا وجدنا مرشحا قادرا على تقريبنا نحو ال 86 صوتا ويكون على تماهٍ وتناغم من ما نريده من لبنان فنحن سنكون معه وهذا موقف معوض ايضا”، لافتا الى ان الاخير “هو بوليصة تأمين كي لا يأتي اي احد ويَفرض رئيساً ويكرر ويمدد التصرف والاداء الذي حصل منذ سنوات”.

وحول التخوف من تكرار التسوية الرئاسية، طمأن الصايغ بعدم حدوث ذلك معتبراً ان  “لا شيء يوحي بذلك  فأولا هناك حاجة لرئيس حكومة يكون شعبيا بحجم سعد الحريري الطائفي والوطني، كما ان هناك حاجة ليقتنع رئيس حزب القوات سمير جعجع بأن اتفاق معراب كان شيئا جيدا ويجب ان يطبق مجدداً، وهذا الامر بعيد”.

وقال الصايغ: “التلويح بأسامي المرشّحين للرئاسة هو أشبه “تحفيز أحصنة السبق على الركض بوتيرةٍ أسرع”، وكأن سليمان فرنجية سيصبح رئيساً في القريب العاجل، والبعض يقول “ما تسوّد وجّك معو بركي عمل رئيس” لكنني لا أريد أن “أسوّد” وجهي مع أولادي وليس مع أحد من السياسيين، فعلى سبيل المثال ما هو النموذج الذي أعطانا إياه فرنجية غير الكلام؟ وهو لديه وزير في الحكومة يحاول بالصلاحيات القليلة التي يمتلكها أن يقوم بأي شيء لمساعدته في ترشّحه للرئاسة، مثل الحملة التي يقوم بها على تلفزيون لبنان وكمّية الضخ والضغط من فريق 8 آذار وفريق الثنائي للمساهمة بالتسويق لفرنجية، لكن الوزير المذكور قد “خرب” فعلاً كل علاقة بين سليمان بيك وكافّة الفرقاء الآخرين”، وشدّد على أن ما يحصل في تلفزيون لبنان هو فضيحة ما بعد فضيحة.

وتابع: “هل بمجرّد منع وزير الأشغال السابق بالمثول أمام القضاء للتحقيق معه في جريمة تفجير مرفأ بيروت يكون قد أرسى فرنجية نموذجاً يُحتذى به؟ وذلك لأنه اتّهم جبران باسيل بأنه يريد “مسح الأرض به” بواسطة القاضي بيطار؟ وهو لم يعطِ أيّة نماذج أخرى ناهيك عن مجاهرته بالصداقة بينه وبين بشار الأسد، من هنا نحن نرفض هذه الطريقة الفاضحة للتعامل مع ملف إنقاذ لبنان، فهم كشفوا نواياهم وألوانهم القاتمة، وبالتالي فهم يكذبون على البطريرك الراعي وعلى الناس ووظيفة الإعلام اليوم فضح هذه التجاوزات”.

January 10, 2023 04:48 PM