IMLebanon

الجوزو: على الشرفاء من النواب اختيار رجل يكون انتماؤه لوطنه

اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو “ان الفساد كان العنوان الأكبر، للفترة التي تولى فيها الرئيس ميشال عون رئاسة الجمهورية، الفساد بكل أشكاله السياسية والاقتصادية والطائفية والأخلاقية.. وهو الذي أوصل لبنان الى ما وصل اليه، من أزمة خانقة، أكلت الأخضر واليابس.  لقد ضاعت القيم وسقطت القوانين والأعراف، وضاعت الحقوق الشرعية والإنسانية، وضاعت فيه الشراكة والعيش المشترك. هذا ما أنتجه الفساد المدان دوليا وعربيا ولبنانيا، هذا الفساد الذي صدرت بحقه قرارات الإدانة الدولية من أكبر دولة في العالم، وهي أميركا، ورغم ذلك، فإن الفساد يسرح ويمرح دون حساب أو عقاب أو مساءلة، ولم يتصدى له أحد” .

وقال في تصريح: “أما أن يقوم رئيس الحكومة  في إدارة شؤون الدولة كما تقتضي الأعراف والقوانين وسد الفراغ، والقيام بحل المشكلات المعيشية والداخلية، فهذا جرم كبير، لأن الذي يتصدى لهذا سياسي سني، وهو يتجرأ بذلك على قدس الأقداس فخامة رئيس الجمهورية، وتبدأ الإدانات والإعتراضات، وكأن الدولة كلها قد سقطت، ولم يعد هناك دولة”.

ورأى ان “هذه المفاهيم المغلوطة في إدارة شؤون الدولة، وسد الفراغ الرئاسي، كانت نتاج انسان فاسد، كان سبب انهيار العهد كله، وانهيار الوطن.. كان هو الرئيس وسيد العهد”.

وتابع: “نحن نمر اليوم في أخطر مرحلة من مراحل العيش المشترك، والحفاظ عليه وعلى ما تبقى من دولة. وما يؤسف له، ان بعض  الجهات الدينية قد شاركت في الإحتجاج على الممارسة، وكأن لبنان هو الطائفة التي ينتمي اليها فخامة الرئيس، وان كان شيء ينهار بإنهياره “.

واكد ان “لبنان  الآن كله على المحك، اما ان يكون هناك دولة طائفية مغرقة في التعصب الطائفي والكل يخضع لهذه المعادلة، واما ان نضع الأمور في نصابها ونبني دولة المستقبل على أسس وطنية وعربية محضة، تلغى فيها الطائفية ويعيش لبنان عصر العلم والتقدم والحضارة والإخاء الوطني، وان يكون شعبه عائلة واحدة أو نتفرق ويغرق الوطن ويضيع”.

واشار الى ان “هناك أصواتا صدرت توحي بالتقسيم، أي بإعدام التجربة  اللبنانية من أولها الى آخرها”، وقال: “إما ان يكون هناك وطن بكل معنى الكلمة، أو يسقط الوطن تحت ضربات الشهوات والثروات والفساد المستشري” .

وقال: “ان الذين يعطلون انتخاب رئيس الجمهورية هم اعداء لبنان والذين يسعون للوصول الى كرسي الرئاسة بأي ثمن”، مؤكدا انه “لا بد من اختيار رئيس للجمهورية رأسماله الأخلاق والقيم، لا يبيع ويشتري لبنان ساعة يشاء . فهناك من باع لبنان لايران، وكان الناطق الرسمي بإسمها في المنتديات العربية.  لم يعد حزب الله مؤتمنا على مصير الوطن وهو يحمل هوية أخرى غير الهوية اللبنانية، وليس من حقه أن يفرض وجهة نظره على الوطن كله، وهو يحمل هويتين متضاربتين، وكأن دوره التعطيل فقط . اللبنانيون الذين يدينون بالولاء للبنان دون غيره، هم الذين يقررون مصير الوطن” .

وأعلن انه ” بعد أن وصل لبنان الى حافة الهاوية، اصبح من واجبنا جميعا أن نعمل على انقاذه على اسس جديدة ، أهمها أن يكون رئيس لبنان مواطنا لبنانيا مئة بالمئة، ولا يلعب بمصير الوطن ومستقبله لصالح أوطان أخرى”.

وختم: “على الشرفاء من النواب ان يقرروا مصير وطنهم منذ الآن، بإختيار رجل شريف لا يأتي وهمه سرقة أموال اللبنانيين، ويكون انتماؤه لوطنه وليس لوطن آخر”.