IMLebanon

جنون الدولار يرفع الأسعار ويحرّك الشارع

كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:

وصل سعر صرف الدولار إلى مستوياتٍ غير مسبوقة في تاريخه، وأشعل معه نار الأسعار على مستوى الحاجات والمواد كافة، من دون أن تسلم ربطة الخبز من الجنون المستعر، وسط صمت المعنيين والمسؤولين تاركين الناس يغلون على صفيح غضبٍ قد ينفجر في أي لحظة.

على وقع هول صدمة ارتفاع الأسعار وجنون الدولار وكابوس الأزمة المعيشية والإقتصادية، يقضي البقاعيون واللبنانيون عموماً يوميّاتهم، وكأنّهم في سباقٍ مع التقلّبات الحادّة في أسعار السلع خلال الساعات بعد القفزات النوعية التي حقّقها الدولار مسجّلاً ثلاثة آلاف في اليوم الواحد، لترتفع أصوات من باتوا في الحضيض وغير قادرين على شراء ربطة الخبز وقد زاد ثمنها في السوبرماركت والمحال أكثر من أربعة آلاف ليرة، فيما تحلّق أسعار المحروقات وتتجاوز المليون ليرة لصفيحتي البنزين والمازوت، إضافةً إلى تضارب في أسعار السلع والمواد الغذائية وزيادات كارثية على جيبة المواطن، كما يقف تجارٌ إلى جانب الناس معلنين رفضهم المجريات الحاصلة والزيادة على الأسعار، فيما يقتنص آخرون الفرصة ويرفعونها، محقّقين أرباحاً إضافية بحجّة الشراء على الغالي.

بداية التحرّكات الاحتجاجية في بعلبك الهرمل كانت ليل الثلاثاء، حيث قطعت مجموعة من الشبان الطريق الرئيسي على أوتوستراد رياق بالتزامن مع تنفيذ إحتجاجات في عددٍ من المناطق تنديداً بالأوضاع المعيشية المتردّية، وصباح أمس، قطع سائقو الفانات في البقاع الشمالي الطريق عند دوار الجبلي – مدخل بعلبك الجنوبي إحتجاجاً على غلاء المحروقات وعدم قدرتهم على تغطيتها في ظلّ التسعيرة الحالية، وشهدت المحلة زحمة سير لمدة ساعة، حوّل خلالها السير الى الطرق الفرعية لتأمين وصول طلاب المدارس والموظفين الى أعمالهم.

بدورها، أقفلت محطات في المحافظة منذ ساعات الصباح الأولى لحين صدور التسعيرة الجديدة ظهراً عن وزارة الطاقة، مقرونةً بحركة خفيفة للسيارات على الطرقات لتعود وتشتدّ بعد الظهر بشكل طبيعي وكأنّ لا أزمة دولار ولا غلاء بنزين.

وتزامنت التحرّكات مع التحضير لوقفة احتجاجية يومي الخميس والجمعة لمعلّمي القطاع الرسمي أمام المناطق التربوية في زحلة وبعلبك في ظلّ استمرار الإضراب العام، وسط المطالبة بتحسين أوضاع المعلمين لاستمرار العام الدراسي، في وقت بدأت صرخة الأهالي في القطاع الخاص والمعلمين ترتفع بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وغلاء تكلفة نقل التلامذة، إضافة إلى تعذّر وصول المعلمين إلى مدارسهم لعدم قدرتهم على تأمين ثمن المحروقات، في وقت فرضت المدارس الخاصة هذا الشهر زيادة بالدولار فريش على القسط المدرسي من دون أن تلحظ زيادةً على الرواتب، فضلاً عن الزيادات التي فرضتها مع بداية العام الدراسي على الجدول العام المخصّص للرواتب والذي يقدّم للتفتيش كل عام.

وتؤكّد إحدى السيدات لـ»نداء الوطن» خلال تواجدها في أحد المحال «أنّ الناس باتوا عاجزين عن شراء ربطة الخبز، فالغلاء لا دين له ولا نستطيع لحاقه، ومعدومو الحال مثلنا الذين لا يدخل بيتهم راتب بالدولار أو مساعدات كتلك التي يحصل عليها الموظفون، يئنّون تحت العجز عن شراء الطعام لأبنائهم، كذلك شراء المازوت للتدفئة»، مضيفةً «أن كثراً من أبناء المدينة تحت خط الفقر، لكن لا أحد يلتفت اليهم والأحزاب والجمعيات تساعد من لها، ونحن لنا الله».