IMLebanon

الزلزال هزّ ملفّ المتصدّعات في صور.. ماذا عن الصيانة؟

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

ما زال لبنان يعيش تحت تأثير زلزال تركيا المُدمّر. حرَّك قضيّة الأبنية المتصدّعة، إذ تعمل بلديات صور والنبطية على إجراء مسح للمنازل المتصدّعة، والآيلة إلى السقوط، خصوصاً تلك القديمة التي تجاوز عمرها الأربعين عاماً أو أكثر، علماً أنّها «تهتزّ» تحت عصف العواصف، وتنهار فوق رؤوس المواطنين مع كل «شتوة». مع وقوع الزلزال، بدأ الحديث عن الأبنية في لبنان، هل هي مقاومة وقادرة على الصمود بوجه كوارث كهذه؟

ربما أتى طلب وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي متأخّراً في إجراء مسح شامل، مع أنّ البلديات تمرّ بأسوأ أزمة مالية في تاريخها، وبالكاد قد تتمكّن من الكشف على الأبنية. ماذا عن إعادة التأهيل؟ لا يزال الشرخ الذي خلّفه زلزال الإثنين الماضي في «شارع جنبلاط» بصور، ماثلاً أمام أعين سكّان الحيّ. كثيرة هي الأبنية المتصدّعة في هذا الشارع، معظمها يتألّف من سبع أو ثماني طبقات، وقد شيّدت في زمن الفوضى، مهدّدة بالسقوط، بسبب التشقّقات والتصدّعات التي أصابتها بفعل الزمن.

صور دمّرت مرّتين!

تقع مدينة صور على خطّ فيلق اليمّونة – البحر الميت المتحرّك. منازلها هوت مرّات عديدة فوق رؤوس قاطنيها. إحداها كان قبل 800 عام، حينها بقيت المدينة خاوية لسنوات عدّة قبل أن يُعاد بناؤها من جديد، وتحديداً منطقة الجمل.

صرخات كثيرة خرجت في الآونة الأخيرة بُعيد العواصف، تطالب بتدعيم المنازل المتصدّعة،. لكن من دون جدوى. قبل فترة إنهار سقف على عائلة في صور ونجت بأعجوبة، وبعدها إنهار جدار، وربما ستكرّ السبحة. غالبيّة المنازل شُيّدت في زمن التفلّت، يغزوها التصدّع والتشقّق، والرمل المستخدم غير نظيف بداخله ملح يؤدّي إلى تآكل الحديد، كمفعول رياح البحر تماماً.

لم يتأخّر إتّحاد بلديات صور في إجراء مسح شامل للأبنية. قد يكون الإتحاد الوحيد الذي يملك وحدة إدارة الكوارث وفرق الإستجابة السريعة، وهذا ما برز في سرعة إنجاز المسح المطلوب وفق ما يؤكّد مدير وحدة إدارة الكوارث في الإتحاد مرتضى مهنّا، الذي لفت إلى أنّ الهزّة مرَّت بسلام على المدينة. ويرى أنّ «مشكلة منازل المدينة، تكمن في العمر الزمني لها والذي تجاوز الـ40 عاماً وأكثر. أصابت بعضها تصدّعات وتساقط بعض الحجارة والشرفات»، مضيفاً أنّه «أثناء حدوث الهزّة تحرّكت هذه الأبنية، من دون أن تؤدّي إلى انهيارات».

تابع: «قسّمت وحدة إدارة الكوارث المدينة إلى 4 قطاعات، وجرى إحصاء 4500 وحدة سكنية، بينها 150 مبنى يعاني من التصدّعات». إلّا أنّه يؤكّد «هندسيّاً لا يوجد خطر. فالتصدّعات الحاصلة بفعل الزمن، وقد أخلينا منزلاً وحيداً لأنّه يحتاج إلى هدم». لا يتردّد مهنا بالقول إنه «لا داعي للهلع، فلا توجد أبنية في صور مهدّدة بالسقوط، فقط هناك منازل متصدّعة تحتاج إلى صيانة وإعادة تأهيل». وكشف إحصاء الإتحاد وجود منزلين في بلدة صدّيقين (قضاء صور) بحاجة إلى صيانة، إضافة إلى صفّين في إحدى مدارس صريفا الرسمية تحتاج إلى صيانة أيضاً.

ماذا عن الصيانة ومن سيتولّاها؟

ليس بمقدور أحد في هذه الظروف الصعبة إجراء صيانة لمنزله. واقع يدركه الإتحاد وكل المسؤولين، فالأزمة المالية تحول دون ذلك. وميزانيّته بالكاد تكفي لرفع النفايات، وقد تدخل القرى في أزمة نفايات غير مسبوقة. وأشار مهنا إلى أنّه جرى إخطار المواطنين بضرورة إجراء الصيانة المطلوبة على نفقتهم، غير أنّ الناس عاجزون. وشدّد على أنّه «لا إمكانية للإتحاد حتى لإجراء دراسة فنية للمباني المتصدّعة والتي تبلغ تكلفتها 50 ألف دولار، لافتاً إلى أنّهم طلبوا الدعم من الجهات المانحة لعلَّها تستجيب».