IMLebanon

بلديات النبطية في “كوما” والنفايات على الطرقات

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

تواجه بلديات النبطية أسوأ مرحلة في تاريخها. أزماتها بالجملة، حتى أصبح رؤساء مجالسها يحلمون بلحظة مغادرة البلدية. لم تعد البلديات «منجم ذهب» كما كانت في السابق. صناديقها مشرّعة في خدمة القوى السياسية أكثر ممّا هي في خدمة الإنماء المحلّي. اليوم كُسرت الجرّة، باتت تعيش على تبرّعات الأهالي في القرى.

أي واقع يواجه بلديات النبطية؟

دخلت البلديات في «كوما» إنمائية. غابت المشاريع التنموية عنها وحضرت الأزمات. لا يُحسد الرؤساء على واقعهم. يقفون عاجزين حتى عن تأمين محروقات للآليات. الأزمة المالية أعاقت عملها، ودخلت مرحلة تصريف الأعمال، بانتظار الانتخابات البلدية المقبلة. لا مؤشّرات حالياً على إجرائها، والحديث عن تأجيلها يدور في الزواريب الداخلية، فالبحث عن رئيس «يمسك كرة النار» صعب هذه المرة، في ظلّ صناديقها «المنكوبة».

البلديات خارج الخدمة حاليّاً، بالكاد ترفع النفايات. حتى هذه المهمة قد تتوقّف بعد نفاد الأموال المتوفرة. فكلفة رفعها 3 آلاف دولار شهريّاً. أما المساعدات التي تتلقّاها من الدولة فلا تزال وفق دولار الـ1500 ليرة. بعض البلديات وصل مردودها من الصندوق البلدي لعام 2022 حوالى 300 مليون ليرة، بالكاد تكفي رواتب الموظفين.

إنكفأ الإنماء عن القرى، لم يحضر «الزفت» ولا حتى المشاريع. ترقيع الحفر غائب منذ زمن. يتولّى المواطن مهمّة صبّ الحفر بالباطون لدرء الحوادث. طيلة السنوات الماضية كانت البلديات تتخبّط بالأزمة وصرف الدولار. فالصيانة والمازوت والكلفة التشغيلية كلها بالدولار، في حين ذهبت أموالها فرق عملة.

إزاء تدهور العملة، والدفع بـ»الكاش»، وجدت غالبية البلديات صعوبة في العمل. فالدفع بالفاتورة انتهى مفعوله. ما عاد أحد من التجّار يُديّن البلدية، ما زاد الخناق أكثر على عملها وتحديداً في ملف المحروقات والصيانة وهو أمر يُهدّد توقف الآليات عن العمل.

في خضّم هذه الأزمة، بدأت بلديات المروانية وعبا وشوكين، حاروف، عدشيت وغيرها فرض رسم قدره 100 ألف ليرة على كل منزل لرفع النفايات. يؤكد رئيس بلدية عبا محمد عميص أنّ «حال البلديات يرثى لها. وصلنا إلى مرحلة الإنفجار. الأزمات تتوالى علينا من نفايات وكهرباء ومياه وصيانة»، مضيفاً: «بتنا عاجزين عن رفع النفايات، بالكاد نتمكّن من الصمود شهراً إضافياً».

لجأت البلديات إلى الأهالي لمساندتها في الأزمة. إذ طلبت منهم الدفع مقابل رفع النفايات. إنقلبت الموازين، بدلاً من أن تساعد البلديات الناس، باتوا هم يساعدونها في أسوأ محنة تمرّ بها. اختفت المساعدات الإجتماعية من قاموسها كما اختفى هيكل الإنماء. تكاد تعدّ المشاريع التي نفّذتها البلديات على الأصابع فهي أقلّ مما هو مطلوب منها والسبب وفق عميص «لا إمكانات مالية، حتى توفير المازوت للآليات بات صعباً. نضطرّ للتسوّل، لنستمرّ في تقديم أقلّ ما يمكن».

تحدّيات القرى عديدة، أبرزها أزمة المياه، فتوفير المازوت للآبار الإرتوازية يحتاج إلى ميزانية غير متوفرة. مصلحة المياه لا تقدّم شيئاً رغم أنها رفعت الإشتراك السنوي إلى 3 ملايين و700 ألف ليرة. وهو أمر جعل وصول المياه إلى المنازل شبه مستحيل.

من جهته، يقول رئيس بلدية كفركلا حسن شيت إنّ «واقع البلديات لا يختلف بين منطقة وأخرى، الحال واحدة». يحاول شيت «تأمين استمرارية العمل البلدي بالحدّ الأدنى الذي سقط في فخّ الدولار، وتقلّص هذا العمل إلى جمع النفايات، وهو ما يعدّ مهمّة الإتحادات، ولن يكون بعيداً أن تغرق القرى بالنفايات، فكلّ شيء يحتاج للدولار. على الدولة أن تدعم البلديات لأنها تقوم بمهامها، ولكنها تركتنا وحدنا».

وعن أموال الصندوق البلدي المستقل التي حُوّلت لكفركلا، يلفت شيت إلى أنّها بالكاد تكفي رواتب موظفين وعمّال، فضلاً عن صيانة الآليات والمازوت وغيرها.