IMLebanon

اختفاء الشيخ الرفاعي.. عملية خطف منظّمة!

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

مساء الإثنين الفائت، انقطعَ الإتصال تماماً مع الشيخ أحمد شعيب الرفاعي ابن بلدة القرقف العكّارية، وهو إمام وخطيب مسجد أحمد الرفاعي الكبير في بلدته. وبحسب المعلومات كان الشيخ في زيارة إلى طرابلس وقيل إنها إلى منطقة البداوي.

ثلاثة أيام مرّت وسط معلومات كثيرة متضاربة وكلّها غير رسمية تتحدّث عن سيناريوات مختلفة وجميعها ترجّح فرضية أن يكون الرفاعي مختطفاً. آخر ما توارد من روايات بأنّ سيارتين من لون أسود بداخلهما عناصر بلباسٍ بنّي خطفت الشيخ أحمد خلف مبنى جامعة بيروت العربية في الميناء – طرابلس. وإلى حينه، لم تُعرف أي معلومات عن مصيره بعدما بدأت تسري أقاويل وتضجّ بها وسائل التواصل الإجتماعي، على أنه ربما قد اختطف من جهة ما أو تم توقيفه على خلفية مواقف وخطب سابقة له، وهو لطالما اشتُهر بمناوأته محور إيران والأحزاب التي تدور في فلكها، وجاء آخر منشور له على صفحته على الفايسبوك في السياق نفسه.

خلال اعتصام في ساحة العبدة- عكار تخلّله قطع للطريق، قيل إنّ معلومات وردت إلى المعتصمين بأنّ الشيخ مخطوف لدى مخابرات الجيش وستصلكم أخبار إضافية عنه، وعلى هذا الأساس أُلغي الإعتصام. معلومات أخرى نفت كل ذلك بعد ساعات، وأكّدت أنّ الرفاعي ليس موقوفاً عند أي جهاز أمني وهو ما أكّده أيضاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي كلّف القاضي الشيخ خلدون عريمط ومفتي عكار زيد زكريا متابعة القضية. فالأجهزة الأمنية على اختلافها لا سيما مخابرات الجيش اللبناني التي قيل بداية إنها تعتقل الشيخ الرفاعي، أبلغت المشايخ والنواب وكل من راجعها بأنّ الشيخ ليس موقوفاً لديها وهي تتابع قضيته لمحاولة كشف ملابساتها.

وثمّة تساؤلات عن إمكانية أن تكون القضية تحمل بذور فتنة في ظلّ ما يُشاع عن اتجاهٍ لتأجيج الأوضاع المذهبية وإثارة الفتنة وتحريك الفوضى في الشارع انطلاقاً من الشمال، وهذا ما لم يستبعده المفتي دريان أثناء اتصاله بالحضور في اللقاء العلمائي السياسي الذي انعقد أمس في دار فتوى عكار لمتابعة القضية. وبناءً على هذه المعطيات خرجت فرضية توقيفه لدى جهاز أمني أو مخابرات الجيش من دائرة التداول، وبدأ البحث عن فرضيات أخرى. هل تكون القضية مسألة شخصية بينه وبين آخرين ولا علاقة لها بكل ما يُشاع من فرضيات سياسية وطائفية وخلافه؟

عائلته الصغرى لا تعرف عنه أكثر ممّا تبلّغته من الأجهزة الأمنية. وقال شقيقه عبد القادر لـ»نداء الوطن»: «كل ما لدينا من معلومات هو أنّ الشيخ أحمد فُقد في الميناء بالقرب من جامعة بيروت العربية وهاتفه مقفل. ليس لدينا أكثر من هذه المعلومات، وكعائلة نتابع القضية من خلال دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية وإفتاء عكار ونترك للمرجعية الدينية حُسن التصرّف بها».

وقد دعا اللقاء العلمائي السياسي الموسّع الذي انعقد في دار فتوى عكار «إلى ترك الأمر لدار الفتوى والمرجعية الدينية لمتابعته مع الأجهزة المختصة؛ وعدم إلقاء التُّهم جزافاً لأنّ البلد في واقع صعب ولا يحتمل، والشيخ أحمد هو أخٌ لنا ولن نهدأ حتى معرفة مصيره».

وعلمت «نداء الوطن» أنّه ليس لدى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي معطيات أكثر من أنّ الشيخ قد فُقد الإتصال به من مدينة الميناء الطرابلسية. وعليه، بدأت قضيّته تتفاعل لتتحوّل قضية رأي عام، وسط مطالبة واسعة في عكّار والشمال بضرورة الإسراع في الكشف عن مصيره ومعرفة السيناريو الحقيقي للغز اختفائه.

أهالي المنطقة يحمّلون الأجهزة الأمنية مسؤولية كشف مصير الشيخ الرفاعي، «فعليها بما تملك من معلومات وتقنيات أن تصل إلى الجهة الخاطفة كائناً ما كانت الدوافع والأسباب، ويُفترض أن تكون لديها روايتها أو خيوط محدّدة تجاه كل ما يجري من قضايا، لا أن تقول لا أعلم». ويشدّد الأهالي على «أن هذه الأجهزة أقله هي قادرة على كشف كاميرات المراقبة المنتشرة في محيط الجامعة العربية إذا صحّت رواية اختطافه من هناك لتتبّع الأمر للوصول إلى قرائنَ وأدلّةٍ حول ما كان قد حصل معه، بالإضافة إلى تتبّع داتا الإتصالات لمعرفة مع من تواصل الشيخ أحمد وقيل إنّه على موعد مع شخص لم يُكشف النقاب عن هويته بعد».

يشار إلى أن ذوي الشيخ الرفاعي قد عاودوا أمس قطع طريق المحمّرة عكار لبعض الوقت للمطالبة بكشف مصيره.