IMLebanon

أزمة التعليم في لبنان.. أساتذة يبتكرون طرقا لتعويض النقص

كتبت إكرام صعب في “سكاي نيوز”:

‎مع دخول الأزمة الاقتصادية في لبنان عامها الرابع تبدو تداعيات الانهيار في كل القطاعات الحيوية والأساسية واضحة.

مضى على إضراب أساتذة التعليم الرسمي في لبنان 9 أسابيع، ولم تقر الحكومة اللبنانية في اجتماعها، الإثنين، كل المطالب التي تشكل الحد الأدنى المرضي للأساتذة، واكتفت بتقديم (5 ليترات بنزين) عن كل يوم عمل فعلي لموظفي القطاع العام.

ويطالب الأساتذة منذ مطلع عام 2023 بإعطائهم حقوقهم ومنها الحصول على بدل نقل عادل في مواجهة ارتفاع أسعر المحروقات والتنقل الذي صار يكلف أكثر من راتب المدرس نفسه .

‎كما ويطالب المدرسون ببدل إنتاجية بالدولار، وآخر بالليرة اللبنانية، ويرفضون العودة عن إضرابهم قبل استيفاء مطالبهم كاملة.

‎وأشارت مصَادر نقابية في رابِطة التعليم الثانوي لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أنّ قرار الـ5 ليتر بنزين لم تَتضِح آليتهُ بَعد وسيدفع للأساتذة نهاية شهر أبريل، أي ليس مباشرة في حين لَم تقر باقي المطالِب ما يعني أنَّ الأساتذة مَا زلوا على موقفهم من الإضراب وسط مخاوف من إلغاء الشهادة الرسمية لهذا العام في لبنان.

‎وفي ظاهرة فريدة من نوعها وسط كل هذا الجمود في التعليم الرسمي، وبسبب استياء أولياء أمور الطلاب بدأت المبادرات التطوعية في بعض المنازل.

‎ففي إحدى البيوت جنوب البلاد في قضاء النبطية، يتلقى مجموعة من الطلاب دروسهم على طاولة الطعام في أجواء عائلية دافئة، حيث حولت المعلمة سوسن دياب، منزلها إلى مدرسة مؤقتة لتعويض طلابها ما فاتهم من دروسهم اليومية .

‎ ورفضت سوسن أن تكون سببا في خسارة تلامذتها لعامهم الدراسي وتحميلهم وزر إضراب المدرسين عن التعليم بسبب مطالب معيشية.

وقالت سوسن لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أتمنى تعميم الفكرة لمن يستطيع في ظل استمرار الإضراب، من حق المدرسين العيش بكرامة كما ومن حق الطلاب أيضا عدم خسارة العام الدراسي الحالي”.

وتضيف: “كل يوم عمل يكبد المدرس حوالي 500 ألف ليرة ثمن البنزين للتنقل مقابل بدل 3 ساعات تدريس وأحيانا تكون الكلفة أكبر بحسب بعد منزل المدرس عن مكان المدرسة “.

‎وتتابع: “مطلع العام الدراسي كان سعر صرف الدولار 30 ألف ليرة واليوم تخطى 80 ألفا ومطالب المدرسين محقة بالطبع “.

من جانبه، ‎قال أستاذ الرياضيات محمد حسام صعب في بلدة شبعا الجنوبية: “لم أتوقف عن مساعدة الطلاب فالذنب ليس ذنبهم أحاول قدر المستطاع شرح الدروس وتوضيحها في مختلف المواد العلمية” مضيفا: “نجتمع في ركن بيتي إلى جانب المدفأة بلا أي مقابل”.

‎وحذرت ممثلة اليونيسيف في لبنان إيتي هيغنز منذ عدة أيام من تداعيات بقاء نحو 500 ألف طالب وطالبة في لبنان خارج المدارس، وأكدت ضرورة حصول المعلمين على رواتب مناسبة تمكنهم من تلبية احتياجاتهم.