IMLebanon

أبي المنى: للتكاتف بمواجهة تحديات هذا الزمن الصعب

دعا شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى الى “التكاتف والتآلف في العقول والقلوب وإلتقاء النوايا الطيبة بالإرادات الثابتة المرتكزة على قواعد التوحيد، لنتمكن معاً من مواجهة تحديّات هذا الزمن الصعب، والإرتقاء كلُّنا إلى حيث يهدينا التوحيد ويدعونا الواجب”.

كلام الشيخ ابي المنى جاء خلال لقاء روحي موسّع في “خلوة جرنايا” في كفرحيم الشوف عقب جولة ولقاءات دينية لسماحته.

وقال شيخ العقل: “هذا المكان يحمل اسم الخلوة، والخلوة تحمل معنى التوحيد والتوحيد عيشٌ صادقٌ مع الله ولوذٌ بحماه، وخلوة جرنايا لها موقعٌ في التاريخ المعروفيّ العريق، وفيها كنزٌ من تراث روحيٍّ ثمين، وقد تعاقب عليها شيوخٌ ثقاتٌ أتقياء، وهي اليوم بشيخها الجليل الشيخ ابو زين الدين حسن غنام وإخوانه تمثّل منارةً للدين ومحجّةً لأهله”.

واضاف: “قوّتُها نابعةٌ من صدق الإيمان والعقيدة، ومن عمق الأخوّة التوحيدية المتجذّرة في نفوس أبنائها. وميزتها تلك الروحُ الروحانية والطهارة التوحيدية والنوايا الصافية، وتلك الدعوة الدائمة إلى الإلفة والمحبة وجمع الشمل. وها هي العمامةُ النقيّةُ المكولسة تتألق وترتاح فوق رأس شيخ الخلوة المفضال، من يد سيدنا الشيخ ابو صالح محمد العنداري نقيّةً زاهية، مطمئنةً لزرعه الطيّب الوفير طيلة عقودٍ من الزمن أمضاها بالمثابرة والجهاد والاجتهاد في صون النفس والمجتمع، فاستحق التكريم والتمييز كإخوانه المشايخ الثقات الأعيان، الذين اعتمروها بتواضعٍ وقبولٍ منهم، وبأريحيةٍ من شيوخنا الأجلاء أصحاب المبادرة الكريمة.

وتابع أبي المنى: “إخواني الكرام… رجاؤنا وأملنا في هذا المقام الجامع ومن هذه الخلوة المباركة أن تأتلف العقول والقلوب وأن تلتقيَ النوايا الطيبة بالإرادات الثابتة المرتكزة على قواعد التوحيد لنتمكن معاً من مواجهة تحديات هذا الزمن الصعب، ولنرتقيَ كلُّنا إلى حيث يهدينا التوحيد ويدعونا الواجب”.

كما أردف: “مشايخَنا الأجلّاء الأطهار، من تعمّم ومن يستحقّ التعمّم، إخواني الأكارم، التكمُّل والعباءة والعمامة ليست كلُّها سوى مظاهر التقليد الديني الشريف، والعمامة المكولسة هي رمز الطهر ووسام البهاء والصفاء والارتقاء، هي تكريمٌ ومسؤوليةٌ، تشريفٌ وتكليف، لمستحقين يزدادون تواضعاً كلّما تكرّموا وعزماً في القرب من الله تعالى ومن إخوانهم ومجتمعهم كلّما تقدّموا ليكونوا وأمثالُهم من الشيوخ الثقات حراسَ العقيدة وحراس المجتمع”.

وختم أبي المنى: “إخواني… فليكن دعاؤُنا صافياً ورجاؤنا صادقاً بأن يبارك اللهُ مشايخنا الأجلاءَ برعايته وصونه ليباركوا إخوانَهم ومجتمعهم برعايتهم وصونهم، وأن يعزّزَ روحَ التسامح والمحبة في قلوبنا وان ينير عقولَنا بنور التوحيد ويرشدَنا دائماً إلى سواء السبيل. ولتبقَ خلوتُكم يا شيخ ابو زين الدين رابضةً على هذه التلال، عابقةً بأنفاس الخير، حفظكم الله، والحمد لله رب العالمين”.