IMLebanon

السفير السابق رياض طبارة : التخوف من حرب بين إسرائيل وحزب الله غير مبرر لا بالأسباب ولا بالوقائع

 

رأى السفير اللبناني السابق في واشنطن د.رياض طبارة، أن التخوف من حرب بين إسرائيل وحزب الله، أو من حرب واسعة على مستوى المنطقة الإقليمية، غير مبرر لا بالأسباب ولا بالوقائع، وذلك لاعتباره ان اللاعبين الأساسيين، هم انفسهم يرفضون الانزلاق الى مواجهات عسكرية لن تكون إلا عبثية، وسيدفع الجميع ثمن تداعياتها ونتائجها التدميرية، مؤكدا بالتالي أن اللجوء الى الآلة العسكرية أكان بين لبنان وإسرائيل أم بين ايران والغرب، غير وارد على الإطلاق أقله في المدى المنظور، لاسيما ان إسرائيل كلاعب أساسي في رسم مستقبل المنطقة، دخلت مرحلة استخراج وبيع النفط والغاز، وغير مستعدة بالتالي لإطفاء أمل حلمت به على مدى عصور طويلة.

وعليه أكد طبارة في تصريح لـ «الأنباء»، ان تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بنشر الفوضى أينما وجدت المصالح الأميركية، وحتى بمهاجمة إسرائيل عسكريا اذا دعته الحاجة الى إشعال المنطقة، مجرد مواقف تصعيدية غب الطلب الإيراني، إنما غير قابلة للصرف لا في الواقع الأميركي – الإسرائيلي، ولا حتى في الداخل اللبناني، معتبرا ان الخطابات النارية والمواقف التصعيدية للسيد نصرالله، غالبا ما تعكس صورة تدهور الوضع الإيراني في المنطقة، وتترجم «زنأتها» في أي من الملفات الساخنة المعنية مباشرة بها، مشيرا على سبيل المثال، الى أن طهران أزعجها الاجتماع الخماسي في باريس، لكونه انعقد بمعزل عن بصماتها في وضع نقاط البحث التي أدرجت على جدول أعماله، فأتى خطاب السيد نصرالله الأخير، ليترجم في أحد جوانبه انزعاج إيران من محاولات إبعادها عن التشاور الدولي في الشأن اللبناني.

واستطرادا، أكد طبارة ان اكثر الدول سعيا للتهدئة في المنطقة العربية بما فيها لبنان، وبغض النظر عن بعض الانحرافات الاستراتيجية هنا وهناك، هي الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بهدف استكمال مسار السلم والسلام بين إسرائيل والعالم العربي، وما التوافق الكلي والتام بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي حول مسار المصالحات العربية – الإسرائيلية، وحول انقاذ لبنان من محنه على اختلاف تعقيداتها وتشعباتها، سوى خير شاهد ودليل، ما يعني من وجهة نظر طبارة، ان الحرب لن تتجاوز حدود المسرح الإعلامي على اختلاف أنواعه وانتماءاته، حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، يمارس الحرب النفسية من باب التلويح باستعمال النووي في أوكرانيا، أي ان ما نسمعه من تهديد سواء بنشر الفوضى أو بإشعال حرب، مجرد كلام للاستهلاك المعنوي ليس الا، اذ لا مصلحة لا لإيران ولا لإسرائيل ولا لأي من دول القرار، بأخذ المنطقة الى توترات عسكرية بالتوازي مع معاناة العالم بأسره من التداعيات الاقتصادية الخانقة الناجمة عن الحرب الطاحنة بين روسيا وأوكرانيا.

وعن قراءته للموقف الأميركي حيال انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، نفى طبارة ما يشاع عن وجود رغبة لدى البيت الأبيض بتمييع الاستحقاق الرئاسي، بل على العكس تسعى أميركا بكل ما أوتيت من حضور في المنطقة، لانتخاب رئيس إما داعم لمصالحها وإما بالحد الأدنى غير مناهض لسياستها، معربا بالتالي عن اعتقاده ان مسار التعطيل للانتخابات الرئاسية في لبنان، سينتهي لا محالة برئيس غير مزعج لأي من الفرقاء اللبنانيين، ومتعاون مع الخطة التي وضعتها المجموعة الأميركية الأوروبية لانتشال لبنان من بؤر الفساد، وإخراجه بالتالي من النو الاقتصادي الذي ضرب عمق الدولة ومقوماتها، علما انه قد يكون قائد الجيش جوزاف عون احد ابرز الشخصيات المرشحة دوليا لتولي سدة الرئاسة في لبنان.