IMLebanon

نصرالله قضى على آمال فرنجية الخارجية: تعايشوا مع الفراغ!

جاء في “نداء الوطن”:

على قاعدة “مِنَ الحبّ ما قتل” جاءت مجاهرة الثنائي الشيعي بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وعلى قاعدة “قَتَلتَني مرّتين” ربما تكون نتيجة هذا الترشيح بعدما قضى “حزب الله” أول مرّة على حظوظ ترشيح فرنجية في الانتخابات الرئاسية الماضية لصالح ميشال عون، واليوم قضى في المرة الثانية على آماله بأن يحظى بأي تأييد خارجي لترشيحه، لا سيما من المملكة العربية السعودية، بعدما وضعه في خانة واحدة مع “الحوثي” بمجرد تسميته مرشحاً مدعوماً من محور الممانعة للرئاسة اللبنانية.

فبمعزل عن الاستهلالية التمهيدية قبل أن يلفظ دعم ترشيح فرنجية بالاسم للرئاسة، لن تخفّف لعبة تدوير التعابير والتنظير في الفارق بين مَن يُرشحه “حزب الله” ومَن يدعم ترشيحه، من وطأة قرار نصرالله إعلان مرشحه الرئاسي على الملأ للمرة الأولى منذ اندلاع المعركة الرئاسية، خصوصاً وأنّ هذا الترشيح، شاء فرنجية أم أبى، أتى من “عين التينة” و”حارة حريك” قبل أن يصدر من “بنشعي”، ما يجعله في الحسابات الداخلية والخارجية رأس حربة “الثنائي” في مواجهة مرشح المعارضة ميشال معوض على المستوى الداخلي، وفي وجه مجموعة الدول الـ5 الساعية إلى بلورة صيغ إنقاذية للأزمة اللبنانية على المستوى الخارجي.

وانطلاقاً من تشديد الأمين العام لـ”حزب الله” على كون دعم ترشيح فرنجية ينبثق من قراره “نختار من نريد ونرشّح من نريد ولا نقبل بفيتوات خارجية”، رأت مصادر واسعة الاطلاع في هذا القرار تصميماً من “الثنائي الشيعي” على خوض المعركة الرئاسية بروحية “التحدي لمحاولة فرض فرنجية فرضاً على الخارج بقوة الأمر الواقع وموازين القوى في البلد تحت طائل التهديد بالاستمرار بأجندة التعطيل والاستنزاف حتى يرضخ الحريصون على لبنان في المجتمع الدولي لهذا الخيار”، سيّما وأنّ نصرالله ختم خطابه أمس برسالة بالغة الدلالة توجّه بها إلى من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج، مفادها: “تعايشوا مع الفراغ” في حال عدم التجاوب مع طروحات “الثنائي” الرئاسية.

أما على المقلب الآخر، فتقاطعت القراءات الأولية لما بين سطور تغريدة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري عبر حسابه على “تويتر” أمس عند توكيد القناعة بـ”حذف” المملكة العربية السعودية اسم سليمان فرنجية من المعادلة الرئاسية بعدما أعلن نصرالله دعم ترشيحه، خصوصاً في الشقّ من التغريدة الذي جاء فيه: “إذا التقى ساكنان فيتمُ التخلّص من أَوّلهِما؛ إمَا حذفًا إذا كان مُعتلًّا، أو بتحريك أحدهما إن كان السَّاكن صحيحًا”.

واليوم يزور البخاري الصرح البطريركي في بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي والتباحث معه في مستجدات المشهد لبنانياً وإقليمياً، تمهيداً لشروع السفير السعودي في جولة متجددة على عدد من القيادات اللبنانية لاستكمال التشاور معها حيال السبل الآيلة إلى استنهاض لبنان وإنقاذه من أزماته المتشابكة والمتشعبة في أكثر من اتجاه، دستورياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً.