IMLebanon

هل يحصل انقلاب في المشهد الرئاسي؟

كتبت مريم نسر في “الديار”:

بعد الخطوة التي قام بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري التي حرّكت الملف الرئاسي، يبدو حتى اللحظة لم تنعكس إيجاباً وارتياحاً سوى على المرشح نفسه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لناحية حراكه واستعداده للبدء بمعركته الرئاسية بشكل شخصي وبتنسيق مع داعميه من جهة ومن جهة اخرى على موقف التيار الوطني الحر لناحية التريث في الرد وتوقف الخطاب التصعيدي بوجه فرنجية الذي كان معتمداً من بداية المعركة الرئاسية.

كانت لافتة درجة الانضباط عند مسؤولي التيار تحديداً بعد إعلان السيد نصرالله تبني ترشيح فرنجية وهذا ما يشكِّل معطى جديدا في التعاطي مع ملف الرئاسة خاصة بعد أن أبدوا استعدادهم للحوار أكثر من مرة وهذا ما يُعتبر لمصلحة الثنائي باعتبار موقف التيار يزيل العائق الداخلي بانتخاب الرئيس الى أن تأتي اللحظة الخارجية المناسبة لإزالة العائق الخارجي وتحديداً السعودي، لكن تريث التيار يعني أيضاً أنه يدرس الموقف بدقة وتوقيت إعلانه الذي لن يسبق مواقف القوى الأخرى المرتبطة بإشارات خارجية ما يعني بشكل غير مباشر أن التيار ينتظرها معهم.

أما موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وكأنه “عامل حالو مش سامع” فهو لم يصدر عنه أي موقف حاسم حتى اللحظة ولم يستطع الرئيس نبيه بري إقناعه بفرنجية رغم تاريخية العلاقة بين الطرفين لأن جنبلاط لديه حسابات خارجية لها علاقة بالموقف السعودي لا يستطيع أن يعارضها.

وفي ما يتعلق بموقف القوات اللبنانية الذي يعكس وضعهم المأزوم، بحيث انها تدرجت بالمعركة الرئاسية من الحديث عن ترشيح رئيسها الى تأييدها لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون الى ترشيح النائب ميشال معوض ومن ثم العودة الى تأييد طرح قائد الجيش وصولاً الى اللامرشح بحيث انها لم يعد لديها مرشح سوى منع وصول مرشح حزب الله “وفق تعبيرها”.

صحيح أن الثنائي الشيعي أعطى بعد طرحه “ثلاثة أشهر” كمهلة كافية لاستيعاب الأمر وتحديد المواقف وإيضاح المشهد، إلا أن على ما يبدو بوادره بدأت بعد إعلان الاتفاق الإيراني-السعودي على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارتين بغضون شهرين، وما لحقه من الإعلان عن عِلِم أميركي وترحيب بالخطوة بالإضافة الى الترحيب بأي جهود تساعد في إنهاء الحرب باليمن وخفض التوتر في الشرق الأوسط.

موقف اتفق عليه السيد نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على أنه “مساعد” للتفاهم الداخلي، ولكن هل يكون بداية انعطاف المواقف لِمَن يقع تحت تأثير التوجهات السعودية؟