IMLebanon

الغطاء الإقليمي بات مُتوفراً.. والرئيس على خطّ الفاتيكان – باريس!

كتبت هيام عيد في “الديار”:

تتّجه الأنظار إلى أكثر من دولة معنية بالملف اللبناني، في ظل ارتياح لتوفر الغطاء الإقليمي والدولي بعد الإتفاق السعودي ـ الإيراني، ما يعني أن هذا الإتفاق وفّر الغطاء لأي مرشّح سيتم طرحه في المدى القريب، إلى حين نضوج الإتصالات في الداخل والخارج. وبناءً عليه، فإن الأنظار مشدودة إلى باريس التي تبقى العنوان الأبرز في الملف اللبناني، وهي التي احتضنت الدول الخمس الذين التقوا أخيراً في العاصمة الفرنسية، في ظلّ معلومات عن مواكبة ومتابعة ما تمّ التوافق عليه، وذلك عبر اجتماع سيعقد قريباً لهذه الغاية، في ضوء معلومات تشير إلى خطّ آخر مفتوح مع الفرنسيين، وتحديداً من قبل الفاتيكان.

وعلم من أوساط السفارة البابوية في بيروت، بأن اتصالاتٍ جرت في اليومين المنصرمين، من أجل الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، مع أجواء ومؤشرات إيجابية عبر تقاطع معلومات من قبل أكثر من عاصمة عربية وغربية تصبّ في هذه الخانة، والأبرز هو إرسال موفد فرنسي إلى بيروت، خصوصاً بعد عودة العلاقات الديبلوماسية بين الرياص وطهران، على اعتبار أن الغطاء الإيراني مسألة ضرورية، وهذا ما كانت تقوم به باريس من خلال التواصل مع المسؤولين الإيرانيين، إلاّ أن الفتور في العلاقة جمّد هذا الدور الذي تولته في الآونة الأخيرة قطر وسلطنة عمان، إنما ومع الإنفراج الذي حصل عبر الدور الصيني، فذلك سيكون له تأثيرات كبيرة على الملف اللبناني.

ووفق هذه الأوساط، فإن تواصلاً يُسجّل حالياً بين باريس وأطراف لبنانية بارزة، وفي طليعتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي سيتوجّه إلى باريس من الفاتيكان التي سيزورها في وقت قريب، وعليه، وخلافاً للنفي عن معادلات رئاسية وحكومية ظهرت في مجالس بعض السياسيين والإعلام، فإن هناك بعض الصحة لهذه المعلومات، إذ ثمة رغبة فرنسية لمعادلة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وميقاتي رئيسا للحكومة في عهده، ولكن ذلك يصطدم بواقع لبناني داخلي، وعدم رغبة سعودية، والأمر عينه لمقاربة أخرى تتمثل بفرنجية والسفير نواف سلام.

لذلك، فإن هذه المعادلات والمقاربات، تدخل في صلب اللقاء الخماسي الذي انعقد في باريس، والذي يترك للكتل النيابية التوافق على مرشّح لرئاسة الجمهورية، وأن يكون هناك أيضاً توافق على شخصية سنّية لتشكيل الحكومة تتلاءم وتتناغم مع شخصية الرئيس المطروح للرئاسة الأولى، لأن هناك قلقا ومخاوف لدى هذه الدول من أن يتمّ انتخاب الرئيس ويعود لبنان مجدداً في صراع آخر يتمثل بالتكليف والتأليف، فمن هذه الزاوية ثمة إصرار على إيجاد حلول لكل هذه المسائل دفعة واحدة، على أن تتبلور الصورة خلال الأسابيع القليلة المقبلة بعدما دخل لبنان في جنون انهيار العملة الوطنية، وتسارعت وتيرة الإرتطام الكبير. وبالتالي، فإن هذه المساعي تترافق مع جهود فاتيكانية وحراك ديبلوماسي داخلي في بيروت، يحمل أكثر من دلالة على تحضيرات تجري توطئة للحل الذي بات قريب المنال، في حال سارت الأمور كما هو مخطط لها.