IMLebanon

مرضى غسيل الكلى يئنّون ولا من يسمع

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

منذ أيامٍ، تبحث غالية عن أي جهة يمكنها أن تتولّى عنها مسؤولية تأمين الأموال اللازمة لوالدتها من أجل غسيل الكلى. قصدت العديد من الجهات والجمعيات والشخصيات الدينية والسياسية لكنها لم تجد آذاناً صاغية لمطلبها.

أم غالية هي واحدة من بين كثيرين ما عادوا قادرين على دفع تكاليف علاجهم للمستشفيات التي جعلت خدماتها بالدولار الفريش، لا سيّما مرضى غسيل الكلى، حيث باتت كلفة الجلسة الواحدة تفوق الـ30 دولاراً في عدد من مستشفيات الشمال ولبنان، ولا يملك أكثرية المرضى التكاليف في هذه الظروف الصعبة، وإذا استطاعوا تأمينها مرّة فماذا سيفعلون في المرّات المقبلة؟

لم تجد غالية أي جهة تساعدها لتدفع تكاليف علاج والدتها لإحدى المستشفيات الشمالية. تحتاج والدتها إلى 3 جلسات كلّ أسبوع بحسب ما أفادت «نداء الوطن»، مضيفة: «مّر أسبوعان من دون أن أتمكّن من تأمين الغسيل لوالدتي ومع الأسف فإنّ أوضاعها تسوء كثيراً. أنا أعمل في استديو تصوير في طرابلس ومعاشي الشهري مليونين ليرة ونصف، في حين أنّ كلفة الجلسة الواحدة تفوق معاشي الشهري… كل الجهات نفضت يدها من ملف والدتي وباقي المرضى، ولا يجيب وزير الصحة ووزارته على مناشداتنا. هم فقط يرفعون التسعيرة علينا كلّ مرة ولا يقومون بما يمليه عليهم ضميرهم المهني».

وكأمّ غالية هناك الكثير من مرضى غسيل الكلى في الشمال، تركوا ليواجهوا مصيرهم بعدما تخلّى عنهم الجميع وزادت عليهم الفاتورة الإستشفائية عشرات الأضعاف. تقول الحاجة هند من عكار: «إبنتي بحاجة إلى جلسة واحدة كل يوم ثلاثاء، كنا نقصد مستشفى في عكّار، ومع إرتفاع كلفة الجلسة إلى 20 دولاراً وتوقّف المستشفى عن الجلسات صار علينا التوجه إلى طرابلس وأن أدفع كلفة النقل أيضاً. ويا ليتني كنت أملك المال المطلوب ولكن أوضاعها ساءت لأنه لم يعد بإمكاني أن آخذها إلى المستشفى كل أسبوع، وبت أتأخر عليها بالعلاج، وأراها تموت أمام عيني ولا أستطيع أن أفعل لها شيئاً».

وفي السياق، اعتصم أمس بعض مرضى غسيل الكلى مع ذويهم أمام مستشفى المنلا في طرابلس لمطالبة المستشفيات ووزارة الصحة، من أجل الوقوف إلى جانب مرضى غسيل الكلى الذين يتألّمون بصمت ولا أحد يشعر بهم، لا مستشفيات ولا جهات مسؤولة في الدولة.