IMLebanon

عبد الساتر: يا ليتنا لا نتلهى بالسعي خلف الكراسي

احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر بقداس خميس الأسرار ورتبة الغسل في كاتدرائيّة مار جرجس المارونية في بيروت، بحضور حشد من المؤمنين.

وبعدما غسل أرجل 12 إكليريكيا من الأبرشية، قال المطران عبد الساتر في عظته: “يسوع المعلم والسيد يخلع رداءه، كما العبد ويحني رأسه أمام أرجل تلاميذه، كما العبد أيضا ويغسلها ويمسحها بمنديل. وبعدما ينتهي يعود إلى مكانه ويعطي لتلاميذه وصيته الأخيرة وربما الأعز على قلبه: لقد أعطيتكم مثالا، لتفعلوا أنتم أيضا كما فعلت أنا لكم، هذا ما نقله إلينا يوحنا الإنجيلي عن العشاء الأخير ليسوع مع تلاميذه”.

واضاف: “كم كان مهما بالنسبة إلى الرب يسوع، بحسب يوحنا، أن يغسل التلاميذ من بعده، أرجل بعضهم البعض، بمعنى آخر أن يكونوا عبيدا لبعضهم البعض. أراد أن ينقي قلوبهم وقلوب من يؤمنون به على يدهم، من الكبرياء ومن السعي خلف السلطة والمناصب ومن التسلط على الآخرين. أراد أن يكرس الرئاسة خدمة، والاختيار مسؤولية، والمسؤولية بذل ذات وتنازل حتى الإمحاء”.

واشار عبد الساتر الى أنه زار “البارحة راهبات الأم تريزيا في الأبرشيّة، في سد البوشرية، للتعرّف إليهنّ ولعمل الذي يقمن به. دخلت الدير وكانت الأمّ الرئيسة تكنّس أرض الدير “كالأمة” لأنّ الرئاسة خدمة، والمسؤولية بذل ذات وتنازل حتى الإمّحاء. لم تكن تلبس شارة تدلّ إلى مركزها ولا لقب، ولم تجلس على الكرسيّ الأوّل لمّا جلسنا نتحدث في حاجاتهنَّ. كانت محاطة بأخواتها، خادمة بينهن، يميّزها عنهن أنّها هي التي تحمل همَّهن وهمَّ الذين يعيشون معهنّ من أطفال وبالغين وعجزة لا ملجأ آخر لهم ولا معين”.

كما تابع: “يا ليتنا آبائي لا نتلهى بالسعي خلف الكراسي والألقاب، ولا نفتخر بالشارات وبتصفيق المصفقين لنا، لنلتزم العمل من أجل خير أبناء وبنات رعايانا الروحي والإنساني. لنتذكَّر آبائي، أنَّنا إذا كنّا مسؤولين في جماعة المسيح فليس للتكبّر والتسلّط على قلوب الناس وضمائرهم أو لخلق جماعة من الأتباع، بل للخدمة ولمرافقة الضعفاء ولتعزية المحزونين ولغسل أرجل الفقراء ولإطعامهم ولتقديم ذواتنا ذبيحة مرضيَّة للربّ عن العالم أجمع”.

وأردف عبد الساتر: “إخوتي كهنة أبرشيّة بيروت، ليكن فرحنا في محبّة الجماعة التي نحن مسؤولون عنها أمام الله والبشر وفي خدمتها. وليكن فخرنا أننا خدّام أصغر صغار هذا العالم. أصلّي في هذا الوقت وأرفع هذه الذبيحة على نيّة الأبرشيّة بمؤمنيها ومؤمناتها جميعا، وعلى نيّة كل واحد منكم ونيّة عائلاتكم وأهلكم لنعود ونلتقي معا حول مائدة الملكوت”.

واختتم القداس، الذي خدمته جوقة من كهنة الأبرشية والرهبان وتخللته صلاة رفعها الكهنة جميعا إلى الرب لتثبيتهم في أمانتهم لكهنوتهم وخدمتهم، بزياح القربان وصمده.