IMLebanon

بين “القومي” و”الحزب”: مقايضة إمرة السلاح أو أكثر؟

كتب طوني كرم في “نداء الوطن”:

على وقع تسارع وتيرة تذليل الخلافات السياسيّة وإعادة ترتيب الملفات الشائكة في المنطقة، بُعَيد دخول الصين كلاعبٍ ضامنٍ لتنظيم الإختلاف بين السعودية وإيران، ومن خلالهما تقليص دور الأذرع (الإيرانية) المسلحة التي لطالما شكّلت تهديداً لأمن واستقرار الدول العربية؛ برز لافتاً إعلان الحزب «السوري القومي الإجتماعي» على لسان رئيسه ربيع بنات، بمناسبة الأول من آذار، «العودة إلى ساح الجهاد… أي العودة إلى العمل العسكري المقاوم»، والذي ترافق أيضاً مع إعلانه أنّ «الحزب» بات على قناعة تامة أنّ مواجهة الفساد في لبنان هو مواجهة مباشرة مع الإحتلال اليهودي لبلادنا…»، وذلك بعد ربطه «تنفيذ مشروع «الحرب على المجتمع» في العراق والشام وفلسطين وصولاً إلى لبنان في إطار الصراع الواحد والحصار الواحد الذي يصب في خانة استهداف المقاومة».

«القومي» الذي لا يعترف بخصوصيّة الدول وحدودها منذ «سايكس بيكو»، ترك توقيت إعلانه العودة إلى العمل العسكري المقاوم ومن بيروت، وقعه على الساحة السياسية. ما دفع البعض إلى وضع هذا التصعيد المستجد في إطار إعادة توزيع الأدوار مع «حزب الله»، وترك الساحة اللبنانية ميداناً مشتعلاً ومنطلقاً للردّ على استهداف إسرائيل مواقع «الأذرع الإيرانية» في سوريا، وإستدعائها للرد في لبنان. وذلك، بعد ما استُشِفّ من إتفاق بكين، عن وضع إيران ورقة «حزب الله» في لبنان و»الحوثي» في اليمن (سلاحاً ودوراً عسكرياً) إلى جانب مستقبل رئيس النظام السوري العائد إلى الحضن العربي، ضمن أوراق التفاوض التي قد تبدأ من اليمن ولا تنتهي بتعيين رئيسٍ لبلدية العاصمة بيروت.

وتعقيباً على هذا الموضوع، أوضح عميد الإعلام في الحزب «السوري القومي الإجتماعي» ماهر الدنا لـ»نداء الوطن»، أنّ «المستجد في العودة إلى ساحة الجهاد، هو عودة القرار إلى العمل المقاوم المرتبط بفلسطين، ولإتخاذ القرار في مواجهة إسرائيل، بعدما غُيّب (القرار) نتيجة قيادة حزبية سابقة لفظتها الإنتخابات داخل «الحزب»، وأدت إلى طرد من كان يقايض العمل المقاوم بالجنوب مقابل الحصول على مناصب سياسيّة ووزارية». ورفض الغوص في ما إذا كانت هذه المقايضة تتم مع النظام السوري الذي حكم وأدار السلطة في لبنان منذ 1990 حتى 2005، قبل أن تؤول لاحقاً إلى «حزب الله» الذي تجنّب الحديث عن دوره أيضاً، رغم تأكيد «الشراكة بالدم، من خلال «فصيل نسور الزوبعة» (الفصيل المسلح) أكان في حرب تموز 2006 والتواجد على الجبهات في جنوب لبنان قبل هذا التاريخ، كما في مواجهة الإرهاب منذ 2011 في الشام، وريف دمشق ودرعا وحمص وحلب…».

وعن إمكانية أن تتكرر المقايضة راهناً، لتطال تبادلاً للأدوار بين «القومي» و»حزب الله» تجنباً لإحراج إيران في المنطقة، شدّد على أنّ «المقايضة السابقة لم تكن مع «حزب الله» بل مع سلطة سياسية ما، في لبنان أو غير لبنان كانت ترغب في وقف هذه العملية (مقاومة إسرائيل)، بعيداً عن تحميل الدولة أو النظام السوري تبعات هذا القرار». ورفض في الوقت نفسه الحديث عن إمكانية أن تطال إعادة ترتيب بعض الملفات في المنطقة دور «حزب الله» أو إنكفاءه عن العمل العسكري المقاوم.

ومع تأكيد الدنا أن انخراط «نسور الزوبعة» في الحرب السورية ليس خافياً على أحد، شدّد على أن قرار العودة إلى العمل العسكري المقاوم من لبنان لا يقف عند بيانٍ وزاري أو غيره، وذلك إنطلاقاً من «واجب تحرير الأرض المحتلة في فلسطين ومزارع شبعا والجولان، بغض النظر عن القدرة على القيام بذلك، أو قرار عودتهم الى الساحة من عدمه». وإذ رحّب بأي إتفاق من شأنه أن يساهم في نهضة الدول والشعوب التي تعاني من كوارث إقتصادية وأزمات سياسيّة، أشار إلى أنّ عودة التواصل بين السعودية وإيران لا تعني أنها ستكون على حساب المقاومة، وأكّد موقفهم المبدئي المعارض لأي اتفاق يشمل إسرائيل ويساهم في عملية التطبيع المرفوضة. ومع استبعاد عميد الإعلام في الحزب القومي السوري الإجتماعي ماهر الدنا وضع الإنفتاح العربي على سوريا في خانة ليّ أذرع إيران (المسلحة) في المنطقة، إنطلاقاً من موقف الولايات المتحدة المعارض للإتفاق السعودي – الإيراني، وتجنباً لغوصه في تداعيات اتفاق بكين، أوضح أنّ «إيران حليفة «الحزب القومي» في الموضوع الأساسي – تحرير فلسطين – الذي نعتبره حرب وجود لا حرب حدود». ولفت، إلى أنّ الرهان على ليّ أذرع المقاومة في غير مكانه ولا يمكن أن يحصل. وأشار إلى أنّ «الحزب القومي» حركة مقاومة منذ العام 1943، ولا يمكن إعتباره من أذرع إيران العسكرية إنطلاقاً من وجوده المقاوم المبدئي بعيداً عن الإصطفافات في المنطقة».

وفي الختام، دعا «القومي» الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ موقف وإجراءات واضحة لمنع إسرائيل من إنتهاك المجال الجوي اللبناني لقصف سوريا، في حال عجزها عن الردّ عسكرياً، تاركاً للمقاومة ومنها «فصيل الزوبعة» تقدير الوقت والآلية المناسبة للردّ على الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة.