IMLebanon

أبي المنى: الناس على مشارف ثورة شاملة محقّة!

رأى سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى أنّ “الناسَ على مشارفِ ثورةٍ شاملةٍ مُحقَّةٍ، إذ لم يعُد هناك من قدرةٍ على احتمال التدهور الاقتصادي والمالي، ولم يبقَ لدى الناس من أملٍ بحكّامِهم ودولتِهم

وقال أبي المنى خلال خطبة عيد الفطر: “الدستورُ لا يُؤخَذُ بعين الاعتبار، ولا الاستحقاقاتُ تُحترَم، ولا الخطابُ السياسيُّ يُطمئِنُ المواطنينَ؛ المقيمينَ والمغتربين، لِما فيه من استخفافٍ ومكابرةٍ وتحدٍّ وتهديد، ولا أموالُ الناس وأرزاقُهم بمأمنٍ من السرقة والخَسارة، حتى أصبحنا في وضعٍ غيرِ طبيعيٍّ: دولةً بِلا رئيس، وبرلماناً غيرَ متماسِكٍ، وحكومةً مكبَّلة، ومواقعَ حسَّاسةً شاغرةً في العديد من الادارات ممَّا يُشكِّلُ خللاً ميثاقيَّاً وإداريّاً، وقضاءً متَّهماً بالانحياز والولاء السياسي”.

واضاف: “بعضُ القادةِ عاجزون أو مغلوبٌ على أمرِهم، وبعضُهم يتصرَّفون بترَفٍ وكأنَّ البلدَ في نعيم، أو كأنَّ لا قضيَّةَ للدول وللعالم إلَّا قضيتَنا، ولا همَّ عند المجتمع الدولي إلَّا أن يُسرِعَ لاهثاً لمساعدةِ لبنانَ وإنقاذه، بينما يتلهّى كبارُ القومِ بإذلال صغارِه، ويعتادُ شعبُه ومؤسساتُه للأسف على “صناديق الإعاشة”، وعلى دعم الأصدقاء والأشقّاء والمنظّمات العالمية والدول ذاتِ المصالح”.

كما شدد شيخ العقل على أنَّ “العلاجَ يبدأ من الداخل قبل الاستعانة بالخارج، والإصلاحَ يُبنى على أُسسٍ ومبادئَ ثابتة، لا على رمالِ السياسة المتحرِّكة، وأوَّلُ تلك الأُسسِ تعزيزُ الإيمان في القلوب والعقول، وترسيخُ القيَم والفضائل في النفوس والعائلات، واحترامُ الشراكة الاجتماعية والوطنية، والحفاظُ على مقوِّمات العيش الآمن المشترَك، واحترامُ الدستورِ، وصونُ الحريات العامّةِ والخاصّة، واحترامُ الصيغة اللبنانيةِ القائمة على التنوّع في الوحدة وعلى المواطَنةِ الحاضنةِ لهذا التنوُّع”.

وأردف: “كما في الوطن، كذلك في البيت التوحيديِّ الداخلي، حيث الجميعُ مدعوّونَ لجمع الشَّمل ورأب الصَّدع أينما وُجِد، وللتواضعِ الفعليّ والتخلّي عن الأنا القاتلة، والترفُّعِ عن الغرضيات والخلافات والمناكفات، والسعيِ الدؤوب لتقوية اللُحمة في الجسم الديني، والعملِ معاً على مستوى النخبة من رجال الأعمال والشباب وأصحاب الطاقات المالية والعلمية والثقافية والاجتماعية لإطلاق مسيرةِ نهوضٍ وإبداع، من خلال مبادراتٍ استثمارية مفيدة ومشاريعَ إنمائيةٍ مُنتجة وبرامجَ اجتماعيةٍ مُنظَّمة، علماً أنّ مسيرةَ الألفِ ميل تبدأ بخطوةٍ أُولى مدروسةٍ وجريئة”.

وختم: “كلُّنا أملٌ بأن تتضافرَ الجهودُ وتتّسعَ دائرةُ الأمل والثقة والتعاون، في كلِّ عائلةٍ وقريّةٍ ومنطقة، وفي المجتمع بأسرِه، وفي كلّ الوطن، فالاجتماع خيرٌ من الافتراق، والتكاملُ أنجعُ وأقوى لنجاح الأُمّةِ وازدهار الوطن”.