IMLebanon

المعارضة على طريق التوافق… والسعودية ماضية في جهودها

كتب عمر البردان في “اللواء”:

لا يزال الاهتمام السعودي منصباً على تهيئة الأجواء التي تساعد اللبنانيين على الخروج من المأزق الرئاسي، بالتوافق على رئيس جديد للجمهورية، يأخذ بعين الاعتبار ضرورة إعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية اللبنانية، وربط الجسور مع العالم العربي والمجتمع الدولي. وقد كانت لافتة جولة السفير السعودي وليد البخاري التي استهلها أمس، بزيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، ومن ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

ويأتي استكمال السفير البخاري لتحركه على خط الاستحقاق الرئاسي، بعد ساعات قليلة على المواقف الأميركية اللافتة تجاه هذا الاستحقاق، وما تضمنته من إشارات تؤكد رفض واشنطن انتخاب مرشح «الثنائي» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وفي موقف واضح وصريح، يؤكد وجود خشية سعودية وعربية من استمرار مخاطر الشغور الرئاسي، أكد البخاري بعد لقائه الرئيس برّي، أن «الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق»، مضيفاً، «لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته». وهذا ما يعكس حرصاً من جانب المملكة على أهمية توحيد المواقف اللبنانية، من أجل إنهاء الشغور الذي يتهدد البلد بعواقب لا يمكن تحمّل تداعياتها، في وقت علم أن الموقف السعودي ثابت ولم يتغير. أي أنه لا يريد الدخول في لعبة الأسماء، وأنه ليس صحيحاً أن الرياض قد بدلت في موقفها الرافض لانتخاب فرنجية، ما يدحض كل ما يُروّج عن قبول المملكة بانتخاب هذا الأخير، على أنّ تحرك السفير البخاري والسفيرة الأميركية، إنما يصب في هذا التوجه، ولإيصال رسالة إلى الجميع بأنه لا يمكن انتخاب رئيس يكون استكمالاً للعهد السابق.

وفي وقت تتحضر قوى المعارضة للتوافق على اسم موحد للانتخابات الرئاسية في مواجهة فرنجية، نتيجة الجهود التي يقوم بها النائب غسان سكاف، إذا ما سارت الأمور على ما هو مخطط لها، فإن الطريق الأقصر للتخفيف من كل هذا التخبط والعشوائية، برأي مصادر معارضة، هو بالسير نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فطالما استمر الشغور الرئاسي، سيبقى الارتجال سيد الموقف، مع ما له من انعكاسات ليست في مصلحة البلد والناس. وهذا من شأنه في حال استمراره أن يبقي الأمور على هذا النحو من الانهيار المتسارع الذي يطال كل القطاعات».

وتحت هذا العنوان، يواصل السفير البخاري، جولاته على القيادات السياسية، لإخراج لبنان من هذا المأزق الذي يتهدده، بالتأكيد على انتخاب رئيس سيادي إنقاذي بعيد من الفساد السياسي والمالي ويحمل برنامجًا إنقاذيًا واضحًا، وتكليف رئيس حكومة يمتلك المواصفات ذاتها لتشكيل حكومة فاعلة قادرة على إعادة بناء مؤسسات الدولة وانتشال البلد من أزماته.

وعلى أهمية المبادرة التي يتولاها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، لإحداث خرق في الجدار، فإن مواقف رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل التي أطلقها بعد لقائه بوصعب، من أن «المشكلة ليست بسليمان فرنجية إنّما بخط سياسي أدّى إلى واقعنا اليوم وهذا خيار الموت وسنواجهه بكل الإمكانيات المُتاحة ونُحذّر بأن أي تمديد للست سنوات السابقة فهو قرار موت وتهجير»، فإنه يؤكد أن المعارضة ماضية في موقفها الرافض حكماً لفرنجية، وأنّها لن تساوم في هذا الموضوع، مهما واجهت من ضغوطات فرنسية وإيرانية، لدفعها من أجل القبول برئيس «المردة»، وسط اتساع نطاق الغضب المسيحي على الدور الذي تقوم به باريس على الصعيد الرئاسي، في وقت أشارت المعلومات إلى أن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الناقم على حزب الله والرافض لفرنجية، طرح اسم الوزير السابق زياد بارود، كمرشح باسم التيار، بعد استبعاده اسم صلاح حنين، بانتظار اتضاح الصورة أكثر في الأسابيع المقبلة.