IMLebanon

“باسيل يُحمّل الإتحاد الأوروبي خطر دمج النازحين”

جاء في “نداء الوطن”:

أشار رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل إلى أنّ “حركة انتقال السكان في الشرق الأوسط لها أثر فوري على الجماعات المسيحية في المشرق وأثر مباشر على المجتمعات في أوروبا”. وفي كلمة له في مجلس النواب الإيطالي بدعوة من لجنة العلاقات الخارجية، قال إنّ “لبنان يستضيف اليوم ما بين 200 و250 لاجئاً ونازحاً بالكلم المربع الواحد”، لافتاً إلى أنه “إذا أردنا قياس الأمر على إيطاليا، فيصبح كأنها تستضيف أكثر من 75 مليون لاجئ بالمقارنة مع عدد سكانها”.

وأوضح أنّ “لبنان واجه التهجير الجماعي لـ500 ألف فلسطيني من جهة الجنوب ومليوني سوري من الشرق والشمال، في حين لا يزال هو يواجه الهجرة المفروضة على شعبه». وكشف أنّ “أعداد النازحين السوريين قفزت، بين عامي 2016 و2023، من مليون و600 ألف نازح إلى نحو مليونين، من بينهم 800 ألف شخص تحت سنّ 18 عاماً”. وأوضح أنّ “التأثير السلبي المباشر للنزوح على الإقتصاد اللبناني يبلغ بحسب البنك الدولي أكثر من 50 مليار دولار، بينما الناتج المحلي GDP تراجع من 55 مليار دولار إلى ما يقارب 15 ملياراً، في حين يبلغ في ايطاليا 2.1 تريليون”، مشدّداً على أنّ “الأزمة بلغت حدوداً لا تطاق وباتت تشكل تهديداً مباشراً على وجود الكيان اللبناني أرضاً وشعباً”.

وأضاف أن «من أسباب بلوغ الأزمة هذا الحدّ أيضاً هي الإرادة السياسية للمجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة وذراعها التنفيذي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالإشتراك مع الإتحاد الأوروبي، من أجل دمج النازحين في البلدان المضيفة»، مشيراً إلى أنّ «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ودولاً أخرى ومنظمات غير حكومية أوقفت، لا بل منعت، العودة الطوعية للنازحين إلى بلادهم عبر تهديدهم بقطع المساعدة المالية عنهم في حال عادوا إلى سوريا بصورة دائمة. وترفض المفوضية لغاية اليوم تزويد السلطات اللبنانية بقوائم النازحين المسجلين لديها لتفادي تبيان دخولهم إلى سوريا كنازحين وإسقاط صفة اللجوء عنهم».

وشدد على أن «أي محاولة لعزل المسيحيين المشرقيين في حلقات مغلقة، أو إجبارهم على النزوح، هي محاولة لدفع الشرق نحو دوائر القتل الأحادية الطابع، والمغلقة ثقافيّاً واجتماعيا»، مؤكداً أنّ «نزوحهم يهدد الشرق كما الغرب ويهدد فكرة العيش معاً»، مشيراً إلى أنّ «الوجود الطبيعي والحر للمسيحيين المشرقيين في أراضيهم، بجانب إخوانهم وأخواتهم في المواطنة، هو اساس السلام في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، فإن حضارتهم ومساهمتهم ضرورية لكل من الشرق والغرب». ورأى أنّه «سيتعيّن علينا مضاعفة جهودنا لتجنب تهميشنا في بلداننا»، مشيراً إلى أنه «قريباً، ومع الثورة داخل العالم الإسلامي والعربي بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لن يكون هنالك سبب للشكوى من عدم توفر الحريات الدينية، وسيستطيع المسيحيون وغيرهم عيش إيمانهم بحرية، ولن يعودوا معرّضين لخطر الإضمحلال».

وختم باسيل قائلاً إنه «ينبغي علينا مقاربة قضية الهجرة في الشرق الأوسط وآثارها على المسيحيين المشرقيين بطريقة حضارية وإنسانية وأخلاقية. وفي حين أنه لا ينبغي أن يكون الترحيب بمن هم بحاجة للمساعدة وحمايتهم موضع نقاش، فإننا نعتقد أن الوقت قد حان لمناقشة خصوصياتنا بصدق، حيث لا يمكن ابداً تعزيز المساواة في حقوق الإنسان عبر اضعاف ملاذات آمنة للتنوع، مثل لبنان، أو عندما يصبح الحق في الاختلاف والتنوع انتقاصاً من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الاخرى».