IMLebanon

“الحزب” يحاول الاستقواء بالمناورة لفرض فرنجية

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

من ابلغ مؤشرات امعان حزب الله وحلفائه، باستمرار تعطيل الانتخابات الرئاسية، ومحاولة فرض رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة،المناورة العسكرية التي أجراها الحزب في الجنوب مؤخرا، والتي سوَّق لها اعلامه الفضفاض، بانها موجهة ضد العدو الاسرائيلي ظاهريا، لمنع اي عدوان على لبنان في المستقبل، ولكنها واقعيا كانت موجهة للداخل اللبناني، بكل ما تعني الكلمة من معنى، خلافا لكل الادعاءات والتبريرات الواهية التي سوَّق لها قادة الحزب ونوابه.

كان الجانب الاول من المناورة التي تلطت بعيد التحرير هذا العام، وهي الاولى منذ انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب في العام الفين، بأن هيمنة النظام الايراني وسيطرته على لبنان متواصلة من خلال استمرار سلاح حزب الله على حاله، متفلتا من سلطة الدولة وقرارها، وخارج إطار الاتفاق السعودي الايراني الذي وقَّع برعاية الصين، وكل التفاهمات التي انبثقت عن مناخات الانفتاح العربي مع النظام السوري وقرارات القمة العربية الاخيرة بالمملكة العربية السعودية.

أما الجانب الثاني من المناورة، فهو التهويل بفرض انتخاب فرنجية بقوة السلاح، كما جرى فرض العماد ميشال عون قبله بهذا الأسلوب الترهيبي ضد المعترضين والمعارضين، من الخصوم السياسيين او بعض الحلفاء الرافضين مثل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ولو تطلب الامر استمرار الفراغ الرئاسي وقتا طويلا غير محسوب.

المناورة العسكرية لحزب الله، تناقض كل ادعاءات قادة الحزب ونوابه، بحرصهم المزيف والوهمي على التمسك بالدستور والسيادة وسلطة الدولة اللبنانية على اراضيها، والتبعية والتعامل مع دولة خارجية على حساب الوطن، كيانا ووحدة واستقلالا، وتفضح خطط واهداف الحزب، وتصادر صلاحية وسلطة الدولة على أراضيها.

لو كانت المناورة العسكرية لحزب الله موجهة ضد العدو الاسرائيلي حصرا، كما يدعي قادته ظاهريا، لكان الحزب تعاطى بأسلوب مختلف تماما، إن كان بالنسبة لكشف اسلحته وتجهيزاته امام العدو، وهذا من أبسط مقومات المواجهة التي باتت مجرد شعارات شعبوية ممجوجة، وممنوعة من الصرف على أرض الواقع بعد حرب تموز عام ٢٠٠٦، التي تسبب بها الحزب، والحقت اضرارا كارثية بالبنية التحتية والاقتصاد اللبناني عامة، وخسارة فادحة بأرواح وممتلكات اللبنانيين، وانتهت بصدور القرار الدولي رقم ١٧٠١. ومن يومها لم يشن الحزب اي عملية عسكرية مباشرة ضد القوات الإسرائيلية من الاراضي اللبنانية، بالرغم من قيام الطيران الحربي الاسرائيلي باستهداف متواصل لقواعد وعناصر الحزب في سوريا، وتعرض الفلسطينيين، بالضفة وقطاع غزة، لحروب واعتداءات إسرائيلية منظمة وهمجية بشكل يومي وعلى مدارالساعة. ولو كانت المناورة موجهة ضد إسرائيل بالفعل، لكن الحزب تعامل مع ملف الاستحقاق الرئاسي بشكل مغاير وحرص على تقوية العلاقة مع الأطراف السياسيين بشكل افضل، واختصر كل سيناريوهات التعطيل والتهرب من إجراء الانتخابات الرئاسية، بالتفاهم وتسريع الخطى لانتخاب رئيس الجمهورية.

يسعى الحزب لتكرار سيناريو فرض انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة بالقوة سابقا، بالاصرار على انتخاب مرشحه فرنجية للرئاسة هذه المرة، برغم اعتراض الكتل المسيحية الثلاث ونواب اخرين على انتخابه، ويغلق الابواب امام كل محاولات التوصل الى مرشح توافقي مقبول من كل الاطراف السياسيين.

المشكلة التي تواجه اللبنانيين لم تعد محصورة باصرار حزب الله على تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية ومحاولته فرض المرشح الذي يريده بقوة السلاح فقط، بل اصبحت تتعداها إلى مسألة اخراج لبنان من براثن الهيمنة الايرانية اولاً واخيراً، ووضع الحلول الناجعة للمشكلة الاهم، وهي وضع سلاح الحزب تحت سلطة الدولة اللبنانية، قبل أن يتسبب بمزيد من الفوضى والخراب السياسي والاقتصادي على كل المستويات.