IMLebanon

الحلبي للمدارس الخاصة: لدراسة الأقساط بتمعّن

افتتح وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، المؤتمر التربوي المقاصدي، تحت عنوان “بناء الأجيال لمجتمع أكثر ذكاء” في حضور النائبين وضاح الصادق وادغار طرابلسي ونقيب الصحافة عوني الكعكي وممثلين عن قائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام للامن الداخلي اللواء عماد عثمان وشخصيات تربوية وثقافية وتعليمية.

وقال الحلبي: “المقاصد تستعيد إشراقتها التي كانت لها في التربية. ونحن من موقعنا نتابع هذه القفزة الهادفة إلى ترسيخ دور جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية تربويا واجتماعيا ووطنيا، بدعم من المجتمع ومن الأصدقاء في الداخل والخارج، ولكن قبل كل شيء إنطلاقا من إرادة حاسمة ومن تاريخ حافل سجلته مدارسها في تعليم البنات، والسهر على ترسيخ العيش الوطني الواحد، والتمسك بالأخلاقيات والأصالة، ومع كل ذلك يبرز الإهتمام بالتكنولوجيا والرقمنة في التعليم وتدريب المعلمين واستخدام البرمجيات، من أجل بناء الأجيال الشابة لتتمكن من الإسهام في مجتمع أكثر ذكاء”.

وتابع الحلبي: “نعم لمجتمع أكثر ذكاء، من دون أن نهمل تربية نفوس أبنائه وبناته على القيم والأصالة والإيمان بالله، مع الذكاء الإصطناعي والإنفتاح على لغات العالم وثقافاته، لتتشكل سمات المتعلم المواطن المنتج التي ترسمها المناهج التربوية من خلال الإطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي، ومن خلال أوراق السياسات المساندة للإطار والتي أطلقناها منذ أيام في المركز التربوي للبحوث والإنماء وبمشاركة فاعلة من العائلة التربوية بكل مكوناتها وخبراتها”.

واشار الى أنّ “في هذا الإفتتاح الجامع للكل، نتطلع إلى اللحظة التي يمكن أن تضع حدا لمعاناتنا كمواطنين وكمسؤولين عن القطاع التربوي، الذي يعني كل بيت في لبنان”.

واوضح: “نتطلع إلى لحظة رضى من الله عز وجل، لحلحلة العقد التي تحول دون تسيير مواعيدنا الدستورية في مواقيتها، لأننا نتمسك بالأمل المتمثل في أولادنا، الذين باتوا شبابا وشابات ينتشرون في أنحاء الوطن العربي ودول العالم، حاملين معهم مهاراتهم وكفاياتهم وتشخيصاتهم الفذة التي أسهمت عائلاتهم مع النظام التربوي في بنائها، لكي تنهض بالمجتمعات والدول التي يقيمون فيها مشكورة، ولكننا نستحق أن نراهم يسعون في نهوض لبنان بعدما أصبح كل شيئ فيه في خطر”.

واردف وزير التربية: “مدارس المقاصد شاركت في صوغ المناهج التربوية المعتمدة راهنا في العام 1997، وهي تسهم في ورشة تطوير المناهج الحالية بكل فاعلية واندفاع وكفاءة. ونحن نقدر عاليا هذه الإسهامات ونأمل بالمزيد في وضع مناهج المواد وتأليف الكتب وتدريب المعلمين، لأننا في المركز التربوي للبحوث والإنماء نشهد ورشة كبرى تتسع للجميع وتعيد بناء اللحمة الوطنية، في طائف تربوي قل نظيره، وربما يشكل حافزا للعاملين في السياسة لكي يجمعوا جهودهم وينتخبوا الأصلح للجمهورية وإدارة البلاد. والمقاصد ليست أبدا” بعيدة عن الشأن العام وهي التي أصدرت الوثائق الوطنية التي شكلت محطات في حياتنا السياسية”.

واستكمل قائلًا: “إننا نشد على أيدي رئيس الجمعية الدكتور فيصل سنو ومجلس الأمناء والإدارة التربوية، ونقدر عاليا التحضير لهذا المؤتمر التربوي المقاصدي، ونعتبره ركنا في إعادة بناء التربية لتواكب الحداثة والثورة الصناعية الرابعة والذكاء الإصطناعي، وننتظر مقرراته وتوصياته للإفادة منها في ورشة النهوض التربوي العام، التي نسير بها قدما بعكس سير الأصوات السلبية والمعرقلة لكل إدارة مخلصة في التقدم بالبلاد عبر التربية”.

ولفت الى أنّ “هنا لا بد لي وأنا المؤتمن على التربية وعلى جميع مكوناتها، أن أتوجه إلى المدارس الخاصة، ونحن على منبر أحد أعرقها، أن تدرس بتمعن أقساطها خصوصا بالدولار الأميركي لكي يستطيع المواطنون تحملها، كما نأمل بأن يتم إنصاف المعلمين في القطاع الخاص ليكملوا الرسالة ولو بالحد الأدنى المقبول”.

أما عن مشاكل التعليم الرسمي، فشدد الحلبي أنها “خبزنا اليومي، وإننا نتابع إنهاء العام الدراسي وإجراء الإمتحانات الرسمية، ولكننا نتابع أيضا وبكل تركيز توفير مقومات بدء العام الدراسي المقبل بكل ما يحمله من تحديات، وقد أعددنا خطة طريق لإدخال ثغرات وتطويرات تصنف في خانة الإصلاحات وسنعلن عنها في الأيام القليلة المقبلة في السرايا الكبيرة، في حضور دولة الرئيس نجيب ميقاتي”.

وكرر الحلبي التهنئة بعقد هذا المؤتمر التربوي و”نتمنى للمقاصد التوفيق، والعودة للعب دورها الوطني والتربوي والإجتماعي الذي رسمته لنفسها عبر التاريخ والذي تستحقه عن جدارة”.

بدوره، قال تحدث رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية الدكتور فيصل سنو: “نحن اليوم جميعنا شركاء وزملاء في هذا المجال، وفي العمل على تنشئة أجيال صاعدة يؤمنون بالوطن وبالعمل على الاستنهاض بالمجتمع وتحقيق رقيه. فموضوع المؤتمر يهمنا جميعا لرسم تصور لمدرسة المستقبل، المدرسة الذكية، من غير المس بقيمنا الدينية والأخلاقية والإنسانية التي نعتبرها من أولى الأولويات للمؤسسات التربوية المستقبلية في حقل التربية والتعليم”.

وأضاف: “إن العالم من حولنا في تطور وتقدم مستمرين في جميع المجالات، وخصوصا في المجال العلمي، حيث الاكتشافات والاختراعات العلمية قد سخرت أو خصصت لخدمة البشرية جمعاء، ولجعل حياة الإنسان أفضل وأسهل وأكثر رفاهية. إن الفضل في كل ذلك يعود إلى الذكاء الاصطناعي نتيجة التقدم التكنولوجي والذكاء البشري. فلولا ذكاء الإنسان ما وجد الذكاء الاصطناعي”.

وختم سنو: “نحن هنا اليوم لننطلق في رحلة فكرية نستكشف فيها إمكانية تأثير تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطوره على مناهجنا التربوية وحقلنا التعليمي للاستفادة منه والتقليل من مخاطره”.