IMLebanon

الحلبي يناشد الجهات المانحة: لتمويل أجور المعلمين!

أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي المدرسة الصيفية، في احتفال أقيم اليوم الثلثاء في قاعة المسرح في الوزارة.

واعتبر الحلبي أنّ “التلامذة في لبنان فقدوا الكثير من مقومات تمايزهم التربوي، نتيجة تقليص عدد أيام التدريس وما سبق ذلك من إضرابات وتعطيل قسري نتيجة الجائحة”، مشيرًا الى أنّ “الوزارة والمركز التربوي لم يقفا مكتوفي الأيدي في مواجهة التدهور المتعاظم في المستوى، فكانت المدرسة الصيفية السبيل الأقرب والأيسر للبدء بتعويض الفاقد التعليمي وتحسين الأداء، وذلك بناء على دراسة ميدانية قام بها المركز التربوي وتم تحليلها ووضع برامج للتعويض”.

وأضاف: “هكذا، تدرجت إمكانات المدرسة الصيفية من خمسين الفا إلى مائة الف، ونحن خططنا لكي تحتضن هذا الصيف نحو مائتي الف تلميذ من الحلقات الأولى والثانية والثالثة، من تلامذة المدارس الرسمية والخاصة شبه المجانية”.

وتابع الحلبي: “لقد اعطينا توجيهاتنا إلى الإدارة لكي تستقبل المدرسة الصيفية جميع الراغبين ضمن الشروط التي ذكرتها الآن. لقد بدأ التسجيل من 3 إلى 7 تموز او 8 تموز للمدارس التي تقفل ايام الجمعة. وأنا أتطلع إلى أن تفتح إمكانية إلتحاق طلاب الثانويات بهذه المدرسة الصيفية، وهم الذين عانوا أكثر من غيرهم من التعطيل القسري وامتناع عدد من أساتذتهم في التعليم الرسمي وبالتأكيد على من يمّولنا لفتح المدرسة الصيفية أن يوسع فكره معنا لاستيعاب تلامذة الثانويات”.

الى ذلك، دعا “الجهات الداعمة والمانحة إلى إعادة النظر في موقفها السابق من عدم رغبتها في تمويل أجور المعلمين لأنها في المدرسة الصيفية تدفع أجور المعلمين، فكيف يصح ذلك في تمويل المدرسة الصيفية ولا يصح في الموسم الدراسي العادي”.

كما طالب وزير التربية “المانحين بضرورة دعم المدرسة الرسمية”، محذرًا أنه “في غياب دعم الأساتذة في التعليم الرسمي لن يكون هناك عام دراسي مقبل”.

ولفت الى أنه “من قلب ورشة إجراء الإمتحانات الرسمية، ومن تصميمنا النهائي والمحسوم على اولوية التربية وتحسين نوعية التعليم مهما بلغت قوة الصعوبات، يسعدني أن أطلق اليوم المدرسة الصيفية بالشراكة مع المركز التربوي للبحوث والإنماء وبتمويل ودعم كريم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عبر مشروع كتابي الثاني واليونيسف، وبرنامج الغذاء العالمي الذي سيؤمن حصصا غذائية لعدد من المدارس الصيفية”.

وأشار الحلبي إلى أن “المدرسة الصيفية هي اليوم في موسمها الثالث”، لافتًا الى أنّ “مشروع كتابي يسهم مشكورا في تغطية نحو 600 مدرسة تحتضن تلامذة من الحلقتين الأولى والثانية، بما فيها بدل الإنتاجية للطاقمين التربوي والإداري، إضافة إلى الموارد التعليمية والتدريبات اللازمة، فيما تسهم اليونيسف مشكورة في تغطية الكلفة التشغيلية لكل المدارس وبدلات الإنتاجية للحلقة الثالثة ولتلامذة المرحلة المتوسطة المسجلين في نحو عشرين ثانوية”.

وحيا “جهود الإدارة المركزية في الوزارة والمركز التربوي والمناطق التربوية”، كما حيا “المديرين والموظفين وسائر الذين بذلوا جهدا لإنجاح هذا المشروع، لأننا نعول على الكثير من جهود الأساتذة في عملية التقييم وتكييف البرامج بما يتلاءم مع حاجة كل مدرسة ومجموعة من المتعلمين”.

واوضح الحلبي أنّ “المدة المقررة للتدريس هي بمعدل ستة اسابيع تعليم، تتضمن انشطة متنوعة إلى جانب برنامج التدريس، مما يجعل من هذه المدرسة مكانا جذابا ومفيدا في آن، نظرا لانها مجانية بالكامل، من التسجيل إلى توزيع إفادات المشاركة والنجاح”.

وفي السياق، دعا الأهالي إلى “عدم تفويت الفرصة لأن التعليم الأساسي هو المرحلة التي تضع قواعد التعليم وترسخ المعارف واللغات في عقول المتعلمين، وإن الضعف الذي يصيبهم في هذه المرحلة ينسحب على التعليم في المراحل الباقية كافة، ويصبح من الصعب جدا تعويض ما فات التلاميذ”.

وأردف الحلبي: “لحظ البرنامج انشطة ترفيهية تهدف الى تطوير شخصية المتعلم وتعزز كفاياته لجهة التعلم الإجتماعي الإنفعالي والرياضة والفنون، حرصا على التوازن في الشخصية التي نبنيها من خلال التربية”.

وختم: “مبروك مجددا إنطلاق المدرسة الصيفية والشكر والتقدير للأسرة التربوية وللشركاء الكرام الذين لولاهم لما تمكنا من توفير بدلات الأتعاب والنقل اللازمة لحضور المعلمين والمديرين والمعنيين”.

بدوره، تحدث المدير العام للتربية عماد الأشقر عن “تفاصيل مشروع المدرسة الصيفية وتطورها وانواع المساهمات والجهات المساهمة”، مشيرًا الى أنّ “التسجيل بلغ حتى اليوم 101,061 تلميذا، وان التخطيط هو لاستقبال 200.000 تلميذ”.

وكشف الأشقر أن “عدد اللبنانيين بلغ حتى اليوم 69.985 تلميذا، فيما بلغ عدد غير اللبنانيين 31.076 تلميذا”، لافتا إلى أن “عدد المعلمين المشاركين الذين تسجلوا بلغ 6671 معلما”.

وشكر لـ”جميع المانحين والمساهمين”، مؤكدا “أهمية تطور المدرسة الصيفية إذ استقبلت في سنتها الأولى نحو 68000 متعلم، وفي سنتها الثانية 98000 متعلم، وتنتظر 200000 متعلم، وبقي من المهلة المحددة للتسجيل نحو أسبوع”.