IMLebanon

تمنٍّ من الراعي على السياسيين!

نظمت “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” والجامعة الأميركية للتكنولوجيا ، مواكبة لمسيرة تطويب وتقديس البطريرك المكرم اسطفان الدويهي، محطة روحية ثقافية في باحة مكتبة الوادي المقدس في الكرسي البطريركي في الديمان، برعاية وحضور البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي.

واعتبر الراعي، خلال اللقاء، أنّ “الكنيسة أعلنت البطريرك الدويهي مكرما بسبب عيشه الفضائل الالهية بايمان ورجاء ومحبة وبالفضائل الإنسانية والأخلاقية، وبحسب القوانين يجب حصول أعجوبة كي يتم إعلانه طوباويا، ومن ثم قديسا، والمهم انه مكرم، وانتم تكرمون اليوم بالكلمات الأناشيد”.

واضاف: “انا اتخيله بين الأبرار كما يقول الإنجيل يتلألؤن كالشمس، والدويهي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب. والسيد المسيح في يوم التجلي يقول الإنجيل كان وجهه كالشمس وثيابه بيضاء كالثلج ظهرا الحالة الالهية المختبئة في انسانيته الضعيفة كما العذراء مريم عندما دعاها الملاك جبرائيل بالممتلئة نعمة، فكانت تتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، مخفية من خلال الجسد البشري”.

ورأى الراعي أنّ “البطريرك الدويهي رفعنا جميعا الى فوق، رفع الكنيسة ولبنان وهذه المنطقة الى فوق، ويدعونا لنرتفع بالقيم التي وصلها مع القديس شربل بداية في العام 1965 ومن ثم مع رفقا والحرديني والأخ يعقوب والشهداء ليوناردو توما وجمهور كبير من القديسين والطوباويين”.

وفي هذا الإطار، قال البطريرك الماروني: “نعتبر أن الرب يخاطبنا من السماء، ويقول لنا أنا معكم لا تخافوا، وقديسو لبنان يشفعون بلبنان وشعبه، لذا علينا من هذه المنطقة ان نعرف كيف نرتفع ونسمو لنتطلع على وادي القديسين وعلى هذه الجبال ووادي قنوبين، ونخرج من بين الجدران الدنيوية”.

وتابع: “هذا ما اتمناه لكل السياسيين، بأن يترفعوا عن مصالحهم الشخصية وحساباتهم الضيقة ليتمكنوا من رؤية الواقع، وطالما هم غارقون في وحول المصالح الشخصية والمصالح والفئوية يتخبط لبنان من يوم الى يوم”.

كما أردف الراعي: “القديسون والطوباويون، وعلى رأسهم المكرم اسطفان الدويهي، يدعوننا لأن نرتفع الى فوق بالفكر والاعمال، ونحن نعتبر الدويهي اكبر من كل البطاركة في الكنيسة المارونية، اولا بقداسته والأب بولس قزي مشكورا متابعته القضية الى المرحلة الاخيرة، البطريرك الدويهي اكبر منا جميعا بروحانيته العميقة الرفيعة وبثقافته التي جعلته يتطرق الى جميع المواضيع الثقافية والتاريخية والكنسية والليتورجية، ولا يمكن لأي انسان الاطلاع عليها جميعها الا بأعجوبة! أتساءل كيف تمكن من إنجاز كل الكتابات رغم انشغاله ببناء الكنائس وتفقد الرعايا في كل المناطق، رغم عدم توافر وسائل النقل يومها، ورغم طول المسافات”.

واعتبر أنّ “قبله ما من تاريخ ولولاه لما عرفنا تاريخ لبنان، وكتابه “تاريخ الازمنه” هو تاريخ لبنان، وقد تمكن من جمعه رغم احراق الغزات مكاتب البطريركيات من قنوبين الى ايليج وغيرهما. بدونه ما من تاريخ، هو رجل الروحانية الرفيعة، رجل الثقافة الرفيعة والعلم والكتابة والراعي الصالح وكما قال الاب قزي في كلمته “مستحق، مستحق، مستحق” لأن يرفع على المذابح”.

وأكمل الراعي قائلًا: “اريد ان أهنئكم جميعا وبخاصة سيادة أخينا المطران جوزيف النفاع حامل القضية بقلبه وفكره مع معاونيه ومؤسسة البطريرك، ومن المؤكد انه ما من تعب دون نتيجة، ونحن وإياكم والمنطقة نستعد للفرح الكبير بإعلان قداسة كوكب البرية وكوكب الجبل الدويهي، كما أشكر كل العاملين في المجال الانتروبولوجي للحصول على الحمض النووي لتحديد رفاته لاعتمادها ذخائر”.

وختم: “البطريرك كان وقاداً بمعرفته وذكائه. ونظره فقده بسبب الدراسة والأبحاث التي كان يقوم بها، لكن العذراء أعادت له بصره وبات شامخا في العلم والمعرفة وطلبوا منه البقاء في روما، وقدموا له الإغراءات، لكنه أصر على العودة إلى لبنان قائلا: “رايح علم تعليم مسيحي تحت سنديانة اهدن” فهل هناك من رفعة في العلم والفكر والتواضع اكبر من ذلك؟”.

الى ذلك، شكر البطريرك الماروني “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” والجامعة الأميركية للتكنولوجيا “لتعاونهما في احياء هذا اللقاء، واشكر كل الذين تكلموا وانشدوا ولن ننسى إن المكرم الدويهي يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب، ونطلب من الله ان نعيش تحت نور معرفته ثقافته وتواضعه، وأؤكد أن ما من خوف على لبنان، طالما لدينا قديسون يتلألؤن كالشمس ومنهم البطريرك المكرم. عشتم وعاش لبنان ليبقى لبنان منارة للشرق”.

بعدها وقّع فرنسيس كتابه في قاعة مكتبة الوادي المقدس، وهو أوّل كتاب يوقّع فيها بعد تأهيلها وتجميل محيطها المتصل بمطل صخرة الدبس ودرب البطريرك الراعي للمشاة على كتف الوادي.