IMLebanon

“حزب الله” يسعى لإحياء ترشيح فرنجية

كتب أسعد بشارة في “نداء الوطن”:

لم يتأخر «حزب الله» عن السعي الحثيث بعد جلسة 14 حزيران، لتغيير موازين القوى التي نتجت عن تلك الجلسة. لا يمكن الركون بحسب النتائج، إلى 51 صوتاً لسليمان فرنجية تمّ جمعها بشق النفس، بل يجب العودة إلى التواضع وتقديم المكاسب الممكنة لمن يمكن جرّهم إلى صفقات مربحة، وفي طليعة هؤلاء جبران باسيل ابن تجربة ميشال عون. كما يجب العودة إلى تجريب لعبة الضغط الإقليمي، لنيل مكاسب لبنانية، عبر لعبة ابتزاز يمكن ترجمتها من اليمن إلى لبنان بما تيسّر من تهديدات.

يحاول «حزب الله» الدخول إلى المعادلة الجديدة من منفذين: الأول داخلي يتمثل باستمالة جبران باسيل، لقاء إعطائه شيك اللامركزية المؤخر الدفع، والثاني عبر إعادة تحريك التوتر الإعلامي والمنبري في الملف اليمني، لعل ذلك يؤدي إلى ترتيب صفقة مع السعودية، تسهم لبنانياً بقبولها بسليمان فرنجية، مقابل مقايضة معروفة الثمن.

في مسألة استمالة باسيل، لا يمكن الركون إلى صلابة ومبدئية الرجل، الجاهز دوماً لترتيب الصفقات، سواء في البواخر أو السدود أو الرئاسة، ولهذا تعمدت بعض أصوات المعارضة أن تهاجمه بعنف، كي لا تترك له رحلة العبور إلى الصفقة، تسير بهدوء. صحيح أنّه لا يأبه لكل هذا، لكنه في المنطقة الوسط، التي قطعها باتجاه «الحزب»، لا يزال يرسل المراسيل للمعارضة، بأنّه باق على التقاطع حول اسم جهاد أزعور.

في مسألة ترتيب صفقة تبادل مع السعودية، لا يبدو أنّ المملكة بوارد الركون إلى الابتزاز، فهي لم تعد إلى الملف اللبناني كي لا يتم استدراجها إلى صفقات مقايضة من هذا النوع، وبالتالي فإنّ استدراج العروض الذي مارسه «حزب الله» في تصريحات الأيام الأخيرة، سيكون مردوداً لأصحابه من دون إبداء الشكر، والخلاصة واحدة: السعودية قالت كلمتها في الملف اللبناني، وخريطة الطريق واضحة، فلا مقايضة ولا مساومة ولا عودة إلى التسويات القديمة.

يستبق «حزب الله» شهر أيلول بمحاولة إعادة وضع ترشيح فرنجية على الطاولة، بعدما استبعد هذا الترشيح من حسابات اللجنة الخماسية. هذا الاستباق ليس مرتبطاً بجدية موعد أيلول كمحطة مفصلية، إذ لا يوجد في كل المعطيات ما يفيد بأنّ هذا التاريخ سيشهد حواراً ينتج رئيساً، بل إنه وبمعرفة الجميع، لن يتعدى كونه مجرد ربط نزاع فرنسي مع الملف اللبناني، الهدف منه القول إنّ فرنسا مستمرة ولو شكلاً، بمبادرتها.

هذا الاستباق لا يعني أنّ بجبران باسيل قد اكتمل المشهد. حضور «اللقاء الديموقراطي» ضروري لاكتماله، وحضور النواب السنّة ضروري أيضاً، وبالتالي لا يزال أمام «حزب الله» الكثير لإتمام هذا العرس.