IMLebanon

تشييع شعبي في الكحالة.. المعارضة: “لمواجهة منظومة الحزب”

جاء في “نداء الوطن”:

بعد الأربعاء العاصف في الكحالة الذي تحوّل مركز استقطاب وطني لبناني واسع النطاق، تستعد البلدة اليوم لتشييع ابنها فادي بجاني. وقد أرادت عائلته أن يكون المأتم شعبياً لا يتخلله إطلاق الرصاص. في المقابل، شيّع «حزب الله» أمس عنصره أحمد علي قصاص الذي قتل في الكحالة، وأمطر مسلّحو «الحزب» خلال التشييع مناطق واسعة من ضواحي العاصمة بالرصاص الطائش. وقد سقطت إحدى الرصاصات على سيارة وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، وكان في داخلها. وحاول «الحزب» الذي خرج من حادث الكحالة مكشوفاً على كل المستويات أن يهاجم معارضيه، ووصل به الأمر، أنه دان «بشدة التوتير المبرمج والظهور الميليشيوي المسلح» في الكحالة، في بيان أصدرته كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية، وتجاهلت كلياً أن الظهور المسلح في الكحالة، لغير الجيش، كان لـ»الحزب» وهو موثق بالصورة والصوت.

في المقابل، أعلن 12 نائباً يمثلون المعارضة بعد زيارة تعزية بفقيد الكحالة، في بيان أصدروه أنهم في صدد «التواصل الواسع مع قوى الاعتراض لإعادة النظر بشكل شامل في مسار المواجهة مع منظومة «الحزب» وحلفائه». ودعا البيان الى «إطلاق مرحلة جديدة لمواجهة وطنية سياسية شعبية مكتملة العناصر والقوى».

كيف قرأت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» ما جرى الأربعاء؟

قالت المصادر: «إن حادث الكحالة ما كان ليقع لو لم تمر شاحنة «حزب الله» المحملة بالذخائر. وعلى الرغم من مأسوية الحادث، فإن ردة فعل الناس العفوية أظهرت انهم غير خاضعين ولا مستسلمين، ويقولون «لا» للفريق الممانع ويرفضون الأمر الواقع، فقد تصدّوا، مؤكدين رفضهم «حزب الله». وتجرأوا عليه بأن حاولوا تفتيش الشاحنة لمعرفة ماذا تنقل. كما وقف الناس في مواجهة الجيش الذي يعتبرونه حامياً لهم، عندما بدا أنه يحمي المسلحين والشاحنة. إن هذه الجرأة نجمت عن قرف اللبنانيين ويأسهم من الواقع الذي أوصل «حزب الله» البلد اليه، وبالتالي فإن «الحزب»، «مرفوض في شويا وخلدة وعين الرمانة والكحالة وفي سائر المناطق اللبنانية».

وأضافت: «إن ما حصل، يدل في السياسة على ان «الحزب» غير قادر على أن يفرض مرشحه ويأتي برئيس للجمهورية. كما يدلّ أن «الحزب» غير قادر أيضاً على ان يأخذ القوى السياسية الى حوار، وأن ينال دعم الموقف الخارجي الذي انتقل من مؤيد له مع المبادرة الفرنسية الى موقف متشدد ضده في اللجنة الخماسية. وهذا يعني ان الأمور دولياً مقفلة بوجه «الحزب». كما هي مقفلة في وجهه شعبياً. وتتزايد النقمة عليه، كما تتزايد على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يعاود الجلوس مع «الحزب» سعياً وراء مقايضة قائمة على تغطية السلاح مقابل السلطة والنفوذ».

وخلصت المصادر: «في النهاية، إن الأمور سياسياً تجسّد واقع ميزان القوى الراهن، ما يعني أنها مستمرة على ما هي عليه».

ومن الكحالة الى عين إبل، التي شهدت جريمة اغتيال عضو المجلس المركزي في حزب «القوات اللبنانية» الياس الحصروني. وفي انتظار نتائج التحقيق في الجريمة، أفادت معلومات «نداء الوطن» أن «خطورة جريمة عين إبل أن الفريق المسلح الذي نفذها كمَن بخمس سيارات فخطف وقتل. كما تكمن الخطورة في أن المغدور الحصروني لم يُقتل بالرصاص. فالقاتل المحترف الذي نفذ الجريمة أظهرها انها نتيجة حادث. وهذا الفريق هو في منطقة يسيطر فيها على قوى الأمن والطبيب الشرعي، واللذَين أصدرا بيانَين يفيدان ان وفاة الحصروني كانت نتيجة حادث سير. وكان الفريق الجاني قد ضمن أن المنطقة خالية من كاميرات المراقبة. لكن كانت هناك كاميرا فاتته فكشفت الجريمة».