IMLebanon

ما وراء الحراك في بيروت… وقائد الجيش يقبل التحدّي

جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونية:

في ظل الانحباس السياسي المستمر منذ ما يزيد عن الشهرين، والجمود في المواقف وتعطل الحوار بين الكتل النيابية، حط فجأة الوسيط الأميركي أموس هوكستين في بيروت، والتقى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ونائب رئيس المجلس الياس بو صعب وعددا من المسؤولين والقيادات السياسية، وذلك بالتزامن مع الاتصالات التي سيقوم بها وزير خارجية ايران أمير حسين عبد اللهيان الذي يزور لبنان هو الآخر في توقيت ما زال يحمل الكثير من الغموض ويرسم أكثر من علامة استفهام.

في المقابل، سيزور لبنان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في العاشر من أيلول المقبل بعد تلقيه جرعة دعم من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واضحة الاهداف في هجومه غير المتوقع على السياسة الايرانية في المنطقة ولبنان، ما قد يعطي لودريان هامشاً واسعاً من أجل التحرك والمناورة السياسية بخلاف الزيارات السابقة.

في السياق، رأت مصادر متابعة للحراك الدولي والاقليمي تجاه لبنان في اتصال مع الأنباء الالكترونية أن زيارات الموفدين الدوليين الى لبنان تهدف الى أمرين، إما لمساعدة لبنان على الخروج من أزماته أو عرقلة الجهود الفرنسية واستمرار التعطيل، حيث بدا التباين واضحاً بين باريس وطهران.

وعلى خط الازمة الرئاسية، تعقد كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعاً في كليمنصو، عصر اليوم، على أن يُتخذ الموقف المناسب على مستوى الاستحقاقات الداهمة ومن بينهما الأجوبة على الأسئلة التي وجهها لودريان الى النواب والتي سيستند اليها في زيارته المقبلة الى بيروت.

ورغم الجمود الذي يخيّم على الملف الرئاسي، الا ان العاملين في مطبخ هذا الاستحقاق لم يوقفوا العمل على إنضاج ما يطبخون ولو على نار هادئة.

أبرز مؤشرات ذلك ربما وصول سفير لدولة قطر إلى بيروت منذ أيام، والحركة المستمرة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان. ونُقل عن زوار إلتقاهم السفير القطري بأنه سيحاول العمل مع القوى المعنية في مسعى لتقريب وجهات النظر حول مسؤول رفيع كمرشح جدّي لرئاسة الجمهورية.

المؤشر الثاني الذي يصب في خانة المرشح نفسه، ما قاله قائد الجيش العماد جوزاف عون أمام وفد إعلامي كرسالة مبطنة إلى مَن يعنيهم الأمر، بأنه سيقبل التحدي الرئاسي إذا فُرض عليه، واضعاً الأمر في خانة الضرورة الوطنية التي تُلزمه بهذا الأمر.

وكان العماد عون قال خلال إستقباله وفدًا من نادي الصحافة، أنه “غير طامح ليتبوأ منصب الرئاسة الأولى إلا أنه يقبل التحدي في حال إستدعت المرحلة والظروف خدمة البلد والدفاع عنها”.

فهل هذه المؤشرات والمستجدات التي تأتي على مشارف زيارة لودريان، تؤسس لحل مرتقب يكون عماده العماد جوزاف عون؟ السؤال يبقى مَن مِن الأطراف سيؤمن النصاب لجلسة إنتخابه، وبخاصة ما هو موقف التيار الوطني الحر الذي جاهر برفضه قائد الجيش. هل يفعل السحر القطري مفعوله؟

وفي المواقف، أعرب عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح عن أسفه تحويل لبنان الى مسرح للصراعات الدولية، مشيراً في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى اننا نحن كلبنانيين شرّعنا التدخلات الدولية في شؤون بلدنا، مستغرباً وصول هوكستين فجأة الى بيروت والقيام باتصالات تتعلق بمسألة ترسيم الحدود البرية. وسأل عن الأسباب التي دفعت الى الترسيم البري وهل هنالك مصلحة لإسرائيل جراء ذلك، خصوصاً وأن هذا الموضوع لم يتم التداول فيه محلياً.

وذكّر عبد المسيح بأنه سبق لهم كنواب أن طالبوا باستكمال الترسيم البري عندما كانت تتم عملية الترسيم البحري، فهل من رابط اليوم في التوقيت مع التظاهرات الاحتجاجية في سوريا والمطالبة بسقوط الاسد وهل من بعد إقليمي ومصالح للدول المجاورة.

أما في ما يتعلق بزيارة وزير الخارجية الايراني، رأى عبد المسيح أن ما من شك أن هناك طرف لبناني كبير مؤيد للسياسة الايرانية وأن التنسيق والتواصل بينهم وبين ايران مستمر منذ فترة طويلة وليس مستغرباً أن تعزز ايران نفوذها معهم، بخلاف فرنسا التي أخطأت في البداية بمقاربتها للملف الرئاسي وهناك حذر وانتباه من القوى المعارضة تجاه الحراك الفرنسي، على أمل تصحيح هذا الخطأ بما يخدم سيادة واستقلال لبنان.

وقال عبد المسيح: “لو كانوا فعلاً يريدون مصلحة لبنان كان يجب أن يحل هذا الموضوع خارج لبنان وإلزام القوى السياسية به”، معتبراً أن الاتفاق السعودي الايراني، وبالتالي ليس هناك من مخرج قريب للأزمة اللبنانية الا عندما نقتنع نحن كلبنانيين وكتل نيابية ونذهب جميعنا الى مجلس النواب ولا نخرج منه الا بانتخاب رئيس جمهورية، ومَن يريد وساطات خارجية فليستخدمها من داخل المجلس لأن غالبية الاتفاقات الخارجية تأتي على حسابنا.

كل هذا الحراك يوحي أن التسوية لم تنضج بعد، وأن المراوحة ستستمر طالما لم يحدث أي خرق لا داخلي ولا خارجي.