IMLebanon

ماذا يعني لقاء النواب السنّة عند البخاري في حضور لودريان؟

كتب أكرم حمدان في “نداء الوطن”:

أثار خبر الدعوة التي وجّهها السفير السعودي وليد البخاري إلى النواب السنّة للقائهم في دارته عصر اليوم الخميس، التساؤلات، على أن يشارك في هذا اللقاء مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان. وقالت مصادر سياسية إنّ هدف جمع النواب مع لودريان هو ليستمع مباشرة إلى وجهة نظرهم في الملفّ الرئاسي، وما إذا كانوا يؤيّدون عقد حوار وطني للإتفاق على رئيس للجمهورية أم يعارضونه، وذلك بسبب تشرذم الصوت النيابي السنّي في أكثر من اتّجاه، وليطّلع منهم مباشرة على مواقفهم ويضعهم أمام مسؤولياتهم الوطنية.

وشملت الدعوة الـ27 نائباً من دون استثناء، إلا أنّ الوقائع والاتّصالات المباشرة مع غالبية النواب تقول عكس ذلك، حيث من المؤكد لـ»نداء الوطن» أنّ النواب جهاد الصمد وينال الصلح وملحم الحجيري لم تتمّ دعوتهم، بينما لم نستطع التأكد من دعوة النائبين حليمة قعقور وأسامة سعد. هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون، فقد اختلفت القراءات من قبل المدعوّين أو الذين لم تتمّ دعوتهم، فهناك من استغرب الدعوة ولم يجد لها تفسيراً، وهناك من قرأ فيها محاولة لإطلاق موقف فرنسي جديد من الإستحقاق الرئاسي، والأرجح أنّه موقف فرنسي– سعودي مشترك.

إلا أنّ اللافت في الدعوة الى اللقاء، هو مشاركة المفتي دريان، وذلك من باب تأكيد الدور الإسلامي والوطني الذي يقوم به مفتي الجمهورية، بحسب مصادر السفارة، خصوصاً في ظل تراجع الحضور الذي تشهده الساحة السياسية السنيّة، ما دفع بالسفير البخاري إلى المبادرة والدعوة الى هذا اللقاء.

في المقابل، هناك من يرى في اللقاء رسالة أبعد من استحقاق رئاسة الجمهورية وصولاً إلى رئاسة الحكومة لاحقاً.

ومن مفارقات هذا اللقاء من حيث الشكل والمضمون، أنّ هناك مثلاً من التقى لودريان كالنائب ياسين ياسين، أو سيلتقيه اليوم قبل اللقاء في دارة السفير السعودي، كالنائب عبد الرحمن البزري الذي سيلتقيه على الغداء في قصر الصنوبر مع نواب آخرين سنّة كالنائب جهاد الصمد. وبالعودة إلى لقاء السفير البخاري، فقد أكد النائب وضّاح الصادق أنه سيلبّي دعوة السفير وسيطلب منه ومن لودريان التزام بيان اللجنة الخماسية.

أما النائب ياسين ياسين فقال لـ»نداء الوطن»: «أنا موجود كنائب تغييري وممثل لـ17 تشرين، ولا مشكلة لديّ في الحضور وتلبية الدعوة والمشاركة في أي مناسبة، لأعبّر عن رأيي وعن قوى 17 تشرين، على أن يتقرّر الموقف النهائي من الحوار بعد اتّخاذ الموقف بالأكثرية بين نواب التغيير، علماً أنّ أي حوار يسبق انتخاب الرئيس فيه مخالفة للدستور، كما أن الرئيس نبيه بري لم يوضح بعض التفاصيل المتعلّقة بمبادرته ودعوته للحوار، خصوصاً ما يتعلّق بالجلسات أو الدورات المتتالية والضمانات بعدم تطيير النصاب وفقدان ما يُسمّونه ميثاقية الجلسة».

من جهته، النائب عبد الرحمن البزري قال لـ»نداء الوطن»: «نحن ننظر لدعوة السفير البخاري بإيجابيتين: الأولى أنها تأتي بعد لقاءات بين الجانبين الفرنسي والسعودي في شأن لبنان، والثانية تعني إظهار المزيد من الاهتمام السعودي بحل الأزمة اللبنانية». وأضاف:»هناك الآن مبادرتا الرئيس بري والموفد الرئاسي الفرنسي لودريان، وعلينا أن نُميّز بين الحوار وطاولة العمل كالتي يعمل عليها لودريان».

أما النائب ينال الصلح وهو من غير المدعوّين للّقاء، فقال لـ»نداء الوطن»: «يبدو أنهم يُحاولون إيجاد مظلة أو مركزية للقرار السنّي من خلال مفتي الجمهورية الذي نُجلّ ونحترم وهو مرجعيتنا الدينية، فنحن لبّينا دعوة صاحب السماحة سابقاً وسنُلبّي أي دعوة من قبله لمصلحة الطائفة والوطن لأنه مفتي الجمهورية ونريده أن يُشكّل سقفاً للجميع».

وأضاف: «أما بالنسبة الى الدعوة، فنحن لم نتلقّ دعوة ولا مشكلة لدينا ونحترم الخصوصية، ولكننا لا نُفضّل دعوات من هذا النوع، ونتمنّى أن تكون وطنية وتشمل كل الكتل ولا تنحصر بطائفة، وأن تكون من أجل تفعيل الحوار، أما في السياسة فنحن لنا رأينا وموقفنا وموقعنا في كتلة «الوفاء للمقاومة» التي التقى رئيسها الحاج محمد رعد الموفد الرئاسي الفرنسي وأبلغه موقف الكتلة».